رئيس اللجنة القانونية في التشريعي يتحدّث عن انتهاء ولاية رئيس السلطة عباس

أكد النائب محمد فرج الغول، رئيس اللجنة القانونية في المجلس التشريعي الفلسطيني، على أنه وبعد الثامن من كانون ثاني (يناير) المقبل تنتهي ولاية رئيس السلطة محمود عباس، بموجب القانون الأساسي الفلسطيني، ولا يحق له تمديدها.
وأشار النائب الغول إلى أن “وجود عباس (بعد انتهاء فترة ولايته) يعتبر غير قانوني وغير شرعي وغير دستوري بموجب القانون”، مشدداً في الوقت ذاته على أن عباس إذا استمر في رئاسة السلطة بعد انتهاء ولايته سيكون حينها “دكتاتوراً”، على حد تعبيره.
وأوضح رئيس اللجنة القانونية أنه “لا يوجد في القانون الفلسطيني ما يسمح لرئيس السلطة الفلسطينية تمديد ولايته”، مشدداً على أن القانونيين أهل الدستور في كل العالم يُجمعون على أنه إذا عارضت مادة قانونية أخرى دستورية فإن المادة القانونية تسقط كونها تخالف القانون.
وبين النائب الغول في مقابلة خاصة أجراها معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، تنشر بالتوازي، أن الدعوة للانتخابات الرئاسية تصبح بقوة القانون الفلسطيني، وقال “إنه ليس أمامنا إلا أن نطبق القانون الفلسطيني والذي قال أن “انتهاء ولاية رئيس السلطة تنتهي في 8/1/2009م”، موضحاً أنه وفي حال شغور مكان رئيس السلطة؛ فإن الذي يتولى رئاسة السلطة هو رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني.
وأشار الغول إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “ارتكب مخالفات ومجازر بحق القانون الأساسي الفلسطيني”، وقال “إن ذلك مثبت عليه”، وأوضح ذلك خلال إجاباته عن تساؤلات المقابلة، وفيما يلي نص المقابلة:
انتهاء الولاية دون تجديد
– النائب محمد فرج الغول، ما مدى شرعية وقانونية وجود رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في منصبه بعد 8/1/2009م؟
النائب محمد فرج الغول: بعد 8/1/2009م في تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً تنتهي ولاية محمود عباس من رئاسة السلطة الفلسطينية، وهذا بموجب القانون الأساسي الفلسطيني، ووجوده يعتبر غير دستوري وغير قانوني وذلك بسبب انتهاء ولايته التي حددها له القانون الأساسي الفلسطيني.
– أستاذ أبو أحمد؛ “فتح” تقول إن هناك مخرج قانوني لبقاء عباس في رئاسة السلطة، وتقول أن القانون يسمح أن تجري انتخابات تشريعية ورئاسية، وتقول أيضا إن القانون يسمح بأن تجري انتخابات تشريعية ورئاسية معاً في يناير 2010 وفق القانون الفلسطيني؛ كيف تردون على ذلك؟
النائب محمد فرج الغول: أصلاً لا يوجد في القانون الأساسي الفلسطيني ما يشير إلى تمديد فترة ولاية رئيس السلطة أو ما يشير إلى إجراء من القبيل، وهذا ادعاء مناقض للقانون الفلسطيني، وحتى تكون الأمور واضحة؛ فإن كل القانونيين وكل الدستوريين في العالم يعرفون أنه إذا عارضت مادة قانونية أي مادة دستورية، فإن المادة القانونية تسقط، وذلك كونها تخالف القانون الأساسي، ونحن نؤكد ونقول أن ادعاءاتهم هذه تأتي من باب المناكفة وهي أيضا التفاف واضح على القانون الأساسي الفلسطيني ومحاولة واضحة لتجاوزه ولنقضه.
– بخصوص هذه القضية (ولاية عباس) ماذا يقول نص القانون الأساسي الفلسطيني؟
النائب محمد فرج الغول: القانون الأساسي ينص في المادة 36 على أن مدة رئاسة السلطة الفلسطينية هي 4 سنوات فقط، وبالتالي إن جرت فإن الانتخابات الرئاسية جرت في 9/1/2005م وتنتهي بموجب نص القانون في 8/1/2009م، وهذا استحقاق دستوري ولا يجوز تجاوزه إطلاقاً ولا يجوز الالتفاف عليه بأي حال من الأحوال، ولم نسمع طوال حياتنا أن يقول قائل أن الـ 4 سنوات تعني 4 سنوات وشهر، فعباس أقسم اليمين عندما تولى منصب رئاسة السلطة، وفي الموعد المحدد 8/1/2009م، تنتهي ولايته.
انتخابات بقوة القانون
– متى يفترض أن يتم الدعوة لانتخابات رئاسية رسمياً؟ وما هي إجراءاتكم في حال تجاوز هذه الفترة القانونية؟
النائب محمد فرج الغول: الذي يدعو للانتخابات هو القانون الفلسطيني وهو أوجب عباس أن يدعو للانتخابات الرئاسية قبل نهاية ولايته بـ 3 شهور أي أنه من المفترض أن يدعو عباس للانتخابات الرئاسية في 8/10/2008م، أما إذا لم يدعُ عباس للانتخابات الرئاسية، فإن الدعوة للانتخابات تصبح بقوة القانون الفلسطيني، فليس أمامنا إلا أن نطبق القانون الفلسطيني والذي قال إن انتهاء ولاية رئيس السلطة تنتهي في 8/1/2009م، ويقول القانون أيضاً أنه وفي حال شغور مكان رئيس السلطة، فإن الذي يتولى رئاسة السلطة هو رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني.
الموافقة العربية!؟
– رئيس اللجنة القانونية بالتشريعي، كيف تنظرون إلى ما رددته بعض وسائل الإعلام من أن بعض القادة العرب وافقوا على بقاء عباس في منصبه؟
النائب محمد فرج الغول: نحن لا نتدخل في أي شأن داخلي لأي دولة أخرى ولا نتدخل في انتخاباتها، فسواء وافق القادة العرب أم لم يوافقوا فإن القانون الفلسطيني هو الذي يُطبق، وبالتالي إذا كانت موافقة القادة العرب على تطبيق القانون الفلسطيني فأهلاً وسهلاً، وإن لم تكن هناك موافقة منهم على تطبيق القانون الفلسطيني، فإن الفلسطينيون وحدهم هم من يحددون بقاء أو عدم بقاء رئيس السلطة في منصبه، ولا يمكن أيضاً بأي حال من الأحوال أن يتم فرض شيء ما على الشعب الفلسطيني حتى ولو كان هناك توافق، حيث أن ذلك لا يصير إلى بالرجوع إلى المجلس التشريعي الفلسطيني، وبالتالي يُعرض هذا الأمر على المجلس التشريعي، وأنه إذا وافق ثلثا أعضاء المجلس على هذه الخطوة فإنه يتم بعد ذلك تعديل القانون الأساسي.
انتخابات رئاسية وتشريعية
– في حال دعا عباس لانتخابات مبكرة سواء رئاسية لوحدها أو رئاسية وتشريعية ما هو موقفكم وهل ستسمحون بإجرائها في غزة؟
النائب محمد فرج الغول: بداية بالنسبة للانتخابات الرئاسية، فإنني لا أقول عنها أنها انتخابات مبكرة لأن مدتها القانونية انتهت، أما بالنسبة لو دعا لها رئيس السلطة فأعتقد أن حركة حماس في قطاع غزة ستسهل عملية الانتخابات وستوفر الأجواء المناسبة لإجراء هذه الانتخابات ولن يكون هناك أي عائق أمام إجراءها في قطاع غزة، وأنا باعتقادي أن عملية الانتخابات الرئاسية في غزة ستكون أسهل بكثير من الضفة الغربية، وذلك لأن الأجهزة الأمنية التابعة لعباس في الضفة ستعيق الانتخابات هناك.
أما بخصوص الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة فهذا مخالف للقانون الأساسي الفلسطيني، حيث أن المجلس التشريعي مدته 4 سنوات ولا أحد يستطيع على وجه الأرض أن يخترق القانون الأساسي وبالتالي الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة هي مخالفة واضحة للدستور، وتنتهي مدة المجلس التشريعي القانونية في 24/1/2010م، بينما ولاية رئيس السلطة تنتهي بعد 8/1/2009م.
مجزرة قانونية
– هناك من يقول أن الخلاف في الساحة الفلسطينية هو خلاف سياسي وليس قانوني، وأن حماس ارتكبت مخالفات قانونية وعليه ليس من المنطق أن تتحدث في القانون، كيف تردون على ذلك؟
النائب محمد فرج الغول: بالمنطق والعقل عندما نقيس هذه الأمور على أرض الواقع نجد أن العكس هو الصحيح، فرئيس السلطة محمود عباس هو الذي ارتكب مخالفات ومجزرة حقيقية بحق القانون الفلسطيني، ومن أهم هذه المخالفات التي ارتكبها عباس هي: تشكيل “حكومة” فياض غير الشرعية، حيث أن هذه “الحكومة” تمارس عملها الآن خارج القانون، ووفقا للقانون فإن أي حكومة لا يجوز لها العمل إلا بعد أن تنال ثقة المجلس التشريعي، وهذا لم يصير على الحكومة التي شكلها عباس، وهي خطوة مخالفة للقانون الفلسطيني، وأيضا مخالفة جديدة هي عندما قام عباس بتعليق مواد من القانون الأساسي حيث تجرّأ على القانون الفلسطيني وهذا لم يحدث في التاريخ، وهي بالتالي تمثل جريمة ومجزرة حقيقية بحق القانون.
أيضا عباس الآن وفي هذه الأثناء يحاول أن يتجاوز القانون ويخالفه عندما يسمح لنفسه بتمديد مدة ولايته حيث أن ذلك غير موجود في القانون الفلسطيني، وإن هذه الطريقة هي طريقة غير شرعية وكافة المحاولات التي يحاولونها اليوم هي مجزرة بحق القانون الفلسطيني، ويضاف إلى ذلك كله ما تمارسه الأجهزة الأمنية والحكومة غير الشرعية التابعات لرئيس السلطة محمود عباس في الضفة الغربية من انتهاكات صارخة وواضحة حيث تتمثل هذه التجاوزات في الاعتقالات الممنهجة ضد المواطنين والآمنين في الضفة الغربية والتعذيب في سجونه وإعدام المعتقلين تحت التعذيب كما حدث مع الشيخ مجد البرغوثي الذي تم إعدامه في سجون الأجهزة الأمنية التابعة لعباس وما تمارسه هذه الأجهزة من فلتان أمني ممنهج، وكذلك قيام حكومته غير الشرعية بقطع رواتب الموظفين وحرمانهم من مستحقاتهم المالية، بالإضافة إلى تنظيمهم إلى عمليات التخريب في قطاعات الصحة والتعليم وتبني الإضرابات السياسية، فكل ذلك خرق واضح للقانون وانتهاك صارخ ومخالفة واضحة للقانون الفلسطيني.
وفي المقابل؛ فإن الوضع في غزة هو وضع قانوني ودستوري 100%، فحكومة إسماعيل هنية هي الحكومة الشرعية مع أنها حكومة مقالة، ولكن وفقاً للقانون الفلسطيني فإن هذه الحكومة تبقى حكومة تسيير أعمال إلى حين أن تأتي حكومة جديدة وتنال الثقة من المجلس التشريعي الفلسطيني حينها تكون حكومة هنية حكومة غير شرعية أما هي الآن فهي الحكومة الشرعية، وأضف إلى ذلك فإن هذه الحكومة الشرعية تقوم بتطبيق القانون الفلسطيني، حيث فرضت الأمن والأمان، وهي التي شكلت درعا لحماية المقاومة، وكانت الحريصة على حمايتها، بينما تتعرض هذه المقاومة في الضفة للملاحقة من أجهزة عباس، كما وأن حكومة هنية هي الحكومة التي تكفلت بالحفاظ على حق عودة اللاجئين، وهي التي وضعت القوانين لتجريم من يفرط ويتنازل عن القدس المحتلة.
ونشير إلى أن عباس أيضاً خالف القانون الفلسطيني عندما سمح لنفسه بعقد لقاءات مع قادة العدو الصهيوني وهو خرق واضح وفاضح للقانون الفلسطيني وقرارات المجلس التشريعي، حيث أن هذه القرارات تعتبر من يعقد أي لقاء مع الصهاينة هو تجاوز للقانون،
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...