عمليات الدهس وسيلة مقاومة فاعلة يبتكرها المقدسيون لمواجهة غطرسة الاحتلال

“عمليات الدهس” هي وسيلة مقاومة فاعلة ابتكرتها عقول الفلسطينيون الذين يسكنون مدينة القدس المحتلة، لمواجهة غطرسة سلطات وجيش الاحتلال الصهيوني في العاصمة المحتلة.
وفي الوقت الذي تزرع مثل هذه العمليات الفرح في أوساط الفلسطينيين، تلقى إدانات من قبل رئيس السلطة محمود عباس، بينما تباركها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، كونها الراعي الأساسي للمقاومة في فلسطين، ومعها فصائل المقاومة الشريفة.
عملية دهس جديدة
وقد أعلنت مصادر صهيونية عن مقتل وجرح نحو 19 صهيونياً على الأقل، معظمهم من الجنود، في عملية دهس نفذها سائق فلسطيني كان يقود سيارة خصوصية قبل أن يستشهد بعد إعدامه من قبل المغتصبين والشرطة الصهاينة مساء الاثنين (22/9).
فيما قالت الشرطة الصهيونية: إن سائق فلسطيني كان يقود سيارة خصوصية دهس بسيارته مجموعة من المغتصبين الصهاينة، معظمهم جنود، في ميدان جيش الاحتلال بالقدس المحتلة في شارع يافا المركزي في القدس المحتلة، وهو الشارع نفسه الذي شهد في السابق عمليتي الجرافتين اللتين أديتا لمقتل وجرح عشرات الصهاينة.
حسام دويات وغسان أبو طير
وسابقا كانت شرطة الاحتلال الصهيوني قد أعلنت الثلاثاء (22/7)، عن قتل شخص كان يقود “جرافة” بسرعة كبيرة في القدس المحتلة وصدم عدد من السيارات الصهيونية، وأشارت مصادر إعلامية، إلى أن السائق صدم عدة سيارات بطريقه في شارع جورج، مما أدى لوقوع 18 إصابة بينهم حالة خطيرة جداً، فيما وقبل ثلاثة أسابيع، قتل الفلسطيني أيضا من سكان شرق القدس المحتلة، ثلاثة مستوطنين وأصاب العديد منهم قبل أن يقتله مستوطن، في عملية قادها خلالها جرافة وقلب باص وصدم عدة سيارات.
ويشار إلى أنه وفي الثاني من تموز اندفع حسام دويات (30 عاماً) من سكان بلدة صور باهر بجرافة على طول مائة متر في شارع يافا التجاري الرئيسي غربي القدس المحتلة فاصطدم بحافلة وقلبها ودهس عدة سيارات وعدداً من المارة مخلفاً ثلاثة قتلى و45 جريحاً قبل أن يقتل، بينما استشهد غسان أبو طير (22 عاماً) من قرية أم طوبا شرقي القدس المحتلة أثناء قيادته جرافة في وسط القدس برصاص عنصر في حرس الحدود فيما كان يسعى لتنفيذ هجوم شبيه متسبباً بجرح نحو عشرة أشخاص، على ما أفادت مصادر الشرطة والمستشفيات.
تكثيف الإجراءات الأمنية الصهيونية في القدس
وعقب كل عملية ومنها عمليات الجرافتين في القدس المحتلة كانت الشرطة الصهيونية قد أعلنت أنها دفعت بقوات معززة لها في مدينة القدس المحتلة في أعقاب العملية التي نفذها مواطن فلسطيني بواسطة “جرافة” أدت إلى إصابة 29 صهيونية بجروح.
ونقلت الإذاعة الصهيونية أن الشرطة الصهيونية وقتذاك نشرت قوات تابعة في قرية أم طوبا جنوب شرق مدينة القدس، وأعلنت الشرطة “أنها قررت تكثيف الإجراءات الأمنية وانتشار الدوريات التابعة لها لمراقبة ورش البناء والعمال العرب والفلسطينيين العاملين في هذه المدينة”.
عباس يدين عملية الجرافة
وفور وقوع عملية الجرافة الثانية أدان رئيس السلطة محمود عباس العملية الجريئة، ونقلت وكالة “وفا” عن عباس قوله: “نحن دائماً ندين أي عمل إرهابي، وندين أي اعتداء على المدنيين مهما كانت صفته”، وأضاف: “قد فهمت اليوم أن هناك اعتداء مقصوداً، نحن بالتأكيد ندينه ولا نقبل به، لأن هذا يسئ إلى سمعتنا ويسئ إلى السلام بشكل عام”، على حد تعبيره.
وتابع عباس وقتذاك حديثه بالقول: “نحن من حيث المبدأ لا نقبل هذه الأعمال، ونتمنى لمن أُصيبوا الشفاء من جراحهم بأقصى سرعة ممكنة”، وفق تصريحه.
“حماس” تبارك العملية وتعتبرها إبداع
من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن عملية القدس التي أسفرت الاثنين (22/9) عن إصابة ما يزيد عن 15 صهيونياً غالبتيهم من الجنود الصهاينة هي رفد فعل طبيعي على استمرار العدوان الصهيوني.
وقال الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في تصريح خاص أدلى به لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” تعقيباً على عملية الدهس في القدس المحتلة أن هذه العملية هي رد فعل طبيعي على استمرار العدوان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني وغير ذلك من جرائم الاستيطان والتهويد.
وشدد على أن هذه العملية هي دليل على قدرة الشعب الفلسطيني على الإبداع وابتكار وسائل جديدة للمقاومة تحافظ على استمراريتها رغم كل العراقيل الصهيونية.
“القسام”: عمليات المقاومة حق طبيعي
أما كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” فقد اعتبرت العملية بأنها “تأتي في إطار انتفاضة مقدسية على الجرائم الصهيونية المتواصلة”، مشددة على أن العمليات وكل عمليات المقاومة “حق طبيعي لشعبنا ما دام الاحتلال يقتل أبناءنا ويعتقل نساءنا وشبابنا وأطفالنا، ويهوّد أقصانا، ويهدم ويصادر بيوت أهلنا في القدس الشريف”.
من جهتها باركت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين “عملية القدس البطولية، وقالت إنها “تأتي رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق أبناء شعبنا المجاهد وخاصة بحق مجاهدينا بالضفة المحتلة وقطاع غزة”، مؤكدة أن أي عدوان صهيوني بحق أبناء شعبنا وأي خرق صهيوني للتهدئة الهشة سيقابل بالرد في الوقت والمكان المناسبين.
إجراءات عقابية بحق المقدسيين
وكانت الإذاعة الصهيونية العامة قد ذكرت أن القيادة الصهيونية أجرت نقاشاً حول إمكانية هدم منازل منفذي عمليتين فدائيتين من سكان القدس، معربة عن اعتقادها بأنه سيسمح في نهاية المطاف بهدم منازل الفدائيين رغم موقف بعض الجهات القضائية المعارض لهذا الإجراء.
وكان مصدر أمني كبير في الكيان الصهيوني شدد على أن أجهزة الأمن الصهيونية تدرس حاليا اتخاذ إجراءات صارمة ضد من وصفتهم “مرتكبي العمليات التخريبية” من سكان شرق القدس وضد ذويهم، وقال المصدر إن من بين الإجراءات المطروحة، هدم أو سد منازل المنفذين، وسحب حق الإقامة الدائمة من ذويهم وإبعادهم إلى الضفة الغربية.
شرطي صهيوني لكل جرافة يقودها فلسطيني
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد وضعت لكل سائق جرافة فلسطيني شرطي صهيوني، حيث قال علاء (24 عاماً) وهو سائق جرافة مقدسي يجرف طريقاً غربي القدس المحتلة: “لا استطيع العمل بدون وجود شرطي صهيوني، إذا أردت قطع الشارع أو التحرك أو تغيير اتجاهي على أن اخبر الشرطي وإلا فان أي غلطة ستكلفني حياتي”.
وفي شارع بيت هاكيرم غربي القدس المحتلة يقوم سائقو جرافات عرب بتجريف الأسفلت تمهيداً لمد سكة حديد، ويتواجد بجانبهم عدد من أفراد الشرطة الصهيونية الذين يراقبون تحركاتهم خشية أن يهجم أحدهم بالجرافة على صهاينة.
وأكد علاء سائق الجرافة وهو من جبل المكبر “كنا نعمل وننجز العمل بسرعة لكن الآن حركتنا باتت محدودة، ممنوع أن نسرع وكل حركة يجب أن ننسقها مع الشرطي، علي أن أكون حذراً وأن أٌحافظ على حياتي، فأي خطأ قد يعتبرونه عملاً قومياً معادياً، ويتسبب بقتلي”.
وقال محمد (22 عاماً) الشاب المقدسي الذي يعمل في الموقع نفسه بغضب وحنق “اليوم خالفني الشرطي بمبلغ 1500 شيقل نحو (430 دولاراً) بحجة القيادة بسرعة ووضع ست نقاط سلبية على الرخصة، وتساءل هل يمكن للجرافة أن تسرع أصلاً على شارع ترابي؟”، وتابع محمد “كنا سبعة سواقين نعمل في هذا الشارع لكن تغيب اليوم أربعة منهم لشدة المضايقات”.
أصوات التكبير عبر مكبرات الصوت في غزة
وفور سماع نبأ العملية البطولية الجريئة بدأت مكبرات الصوت من مساجد قطاع غزة، بالتكبير والتهليل، حيث أعلن الفلسطينيون مباركتهم لهذه العملية وأرسلوا التحية إلى منفذ هذه العملية التي وصفها بأنها “أشفت غليلهم”، وطالب الفلسطينيون عبر مكبرات الصوت أهالي مدينة القدس المحتلة بالدفاع عن أنفسهم، والقيام بعمليات من هذا النوع ضد قوات وجيش الاحتلال الصهيوني، بينما خرج العشرات من المواطنين مهللين في الشوارع فور سماع نبأ العملية وبدءوا بتوزيع الحلوى على بعضهم البعض، تعبيرا عن سعادتهم الغامرة بهذه العملية البطولية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...