السبت 10/مايو/2025

المؤتمر السادس لحركة فتح بين واقع التشظي ومستقبل الانهيار

المؤتمر السادس لحركة فتح بين واقع التشظي ومستقبل الانهيار
كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن عقد المؤتمر السادس لحركة “فتح” كرافعة لإنقاذ الحركة، وإعادة لم شملها وكأنه الدواء السحري الذي سيشفي “فتح” من أمراضها المعضلة.
 
ولكن العارفين بأحوال حركة “فتح” يقولون أن من الأفضل للحركة ألا تعقد مؤتمرها، لأنه في حال انعقاده في أجواء كهذه سيكون بمثابة إعلان شهادة وفاة للحركة، وليس لملمة لصفوفها وتياراتها المختلفة.
 
فحسب بعض المراقبين فإن في حركة “فتح” يوجد اليوم أكثر من عشرة تيارات متناقضة، تختلف مصالحها وولاءاتها، ففي داخل اللجنة المركزية للحركة يوجد ثلاثة تيارات هي: تيار محمود عباس، وتيار هاني الحسن، وتيار عباس زكي، والتباينات بين هذه التيارات الثلاثة كبيرة وشاسعة.

 

أما داخل المجلس الثوري للحركة فإن الصورة أكثر قتامة من حيث تعدد جماعات المصالح والتوجهات المختلفة ومنها:  تيار أحمد حلس وتيار محمد دحلان، وآخر أمني بحت يمثله توفيق الطيرواي، وتيار عزام الأحمد الذي بدأ يفقد ثقله داخل المجلس الثوري وتيار نبيل عمرو، ولكن الملاحظ داخل المجلس الثوري هو ولادة تيار جديد هو تيار سلام فياض، واستهداف وإضعاف تيار أصيل داخله هو تيار مروان البرغوثي.

 

وقد يستغرب البعض من أن يكون داخل المجلس الثوري لحركة “فتح” تيار يتبع سلام فياض الذي لا ينتمي لفتح أصلا، ولكن وكما يصفها محللون فهذه “فتح” دائما تتعدد فيها الولاءات للخارج تبعا للمصالح، ولعل هذا ما دفع تيارات داخل “فتح” إلى انتقاد الاجتماعات التي يعقدها فياض مع قيادات وكوادر الحركة، ويعتبرونها اختراقا للحركة وشراء ولاءات قياداتها، فسلام فياض يستخدم سلاحي الأمن والمال في فرض سطوته على جهات داخل “فتح”.

ولعل هذا أحد الأسباب التي جعلت عزام الأحمد يدلي بتصريحات قبل عدة أيام حول وجود فيتو أمريكي على الحوار، ووجود جماعات داخلية تعمل على تعطليه لتعارضه مع مصالحها.

أبو مازن وتيار البرغوثي 

ما يقال في الإعلام شيء وما يجري على أرض الواقع شيء آخر، ففي الإعلام يطالب محمود عباس بإطلاق سراح مروان البرغوثي، ووصل الحد إلى تسريبات في وسائل الإعلام الصهيونية حول أن عباس قال لرايس حين طلبت منه تعيين نائبا له حتى لا تؤؤل رئاسة السلطة إلى حركة “حماس” في حال حدث له شيء، حيث اقترح عليها – بحسب وسائل الإعلام – تعيين مروان البرغوثي لهذا الموقع.

ولكن عباس عمل خلال الفترة الماضية -بحسب بعض المطلعين-، على تحطيم تيار مروان داخل حركة “فتح” من أجل التقليل من نفوذه بالترغيب تارة وبالإقصاء الناعم تارة أخرى.

فعلى سبيل المثال: عين محمد الحوراني سفيرا في الجزائر واحمد الديك سفيرا في اليمن والشوبكي سفيرا في السعودية وهؤلاء وغيرهم هم أقطاب تيار مروان داخل المجلس الثوري، حيث عينهم سفراء في الخارج وبالتالي أخرجهم من دائرة التأثير في الداخل. أما آخرون فقد تم استيعابهم بالمال من أجل تغيير ولاءهم،  وآخرون أخرجوا من دوائر التأثير مثل السيد قدورة فارس.

ويقول قيادي في حركة “فتح” يرفض ذكر اسمه إن سلام فياض عرف مفاتيح السيطرة على “فتح”، وهو يتقن الدور، ويضيف : من يطالبون بعقد المؤتمر السادس لا يفهمون شيئا، فلا توجد قوة على وجه الأرض يمكن أن تجمع هذه التيارات المتعارضة المصالح.   

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات