الثلاثاء 13/مايو/2025

متاهة جديدة

متاهة جديدة

صحيفة البيان الإماراتية

يبدو أن قضية المصير الفلسطيني أصبحت مرشحة للدخول في متاهة جديدة تحت عنوان «حل الدولة الواحدة ثنائية القومية» ـ أي أن يعيش الشعب الفلسطيني مع الشعب اليهودي «على قدم المساواة» داخل كيان واحد ـ، ويبدو أن هذا الاقتراح مطروح نتيجة لتفاهم بين القيادات الإسرائيلية وبعض الشخصيات القيادية الفلسطينية التقليدية في فصيل «فتح».

العملية التفاوضية المسلسلة بين قيادة السلطة الفلسطينية وقيادات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والتي مضى عليها الآن 15 عاماً منذ «أوسلو» ظلت تنتقل من طريق مسدود إلى آخر بحيث بات ثابتاً أن الإسرائيليين يرفضون تماماً قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تتعايش جنباً إلى جنب مع الدولة اليهودية الإسرائيلية.

والسؤال الذي ينبغي أن يُطرح هو: ألم تكن قيادة السلطة الفلسطينية سواء في عهد رئاسة عرفات أو رئاسة محمود عباس أبومازن تدرك على طول الخط التفاوضي أنها تتعامل مع التفاوض كوسيلة لمماطلة لا نهاية لها؟

كان أحدث فصل للمماطلة هو العملية التفاوضية التي نشأت عن مؤتمر أنابوليس في نوفمبر من العام الماضي، حينئذٍ صدر عن الرئيس الأميركي بوش بوصفه راعي المؤتمر وعد بأن عام 2008 سيشهد تبلور اتفاق فلسطيني ـ إسرائيلي على قيام الدولة الفلسطينية كاملة الاستقلال والسيادة.

وقد عبّرت “إسرائيل” عن «أملها» بالوفاء بهذا الوعد. ولكن ما إن أخذت الأسابيع والشهور تنسلخ حتى تبخر الوعد تماماً. على هذه الخلفية جاء طرح فكرة «الدولة الواحدة ثنائية القومية». أتت الفكرة من رئيس الوفد التفاوضي التابع للسلطة الفلسطينية أحمد قريع.

ومن ثم تلقفتها شخصيات فلسطينية أخرى وكأنما المقصود افتتاح متاهة جديدة بعنوان جديد لتمكين “إسرائيل” من مواصلة المماطلة من دون حرج. هكذا يُراد للقضية المصيرية الفلسطينية أن تدخل مرحلة جدلية مفتعلة على مدى زمني مستقبلي لا تُعرف له نهاية.

في كل الأحوال، فإن “إسرائيل” التي ترفض قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وطنية كاملة ترفض أيضاً وبنفس القدر حل «الدولة الواحدة ثنائية القومية» لأن الإجماع الإسرائيلي الثابت حول دولة إسرائيلية خالصة لليهود.

ألا تدرك قيادات السلطة الفلسطينية هذه الحقيقة؟

وألا تدرك أن السبيل الأوحد لتحقيق الهدف المصيري الأكبر للشعب الفلسطيني ليس سوى نهج المقاومة؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات