الثلاثاء 13/مايو/2025

فلسطينيو 48 يرابطون في الأقصى ويحملون مسؤولية إحيائه

فلسطينيو 48 يرابطون في الأقصى ويحملون مسؤولية إحيائه

منذ سنة 1948 والاحتلال يحاول إفراغ الأراضي، التي احتلتها في فلسطين في ذلك الزمن، من أهلها بطرق شتى، والتضييق على من تبقى فيها من الفلسطينيين، إلا أن المواطنين الفلسطينيين قاوموا كل المجازر والضغوطات ومحاولات التهجير وبقوا صامدين حالهم كحال أهلهم في الضفة والقطاع وباقي الأراضي المحتلة، ورسموا صور مشرقة للنضال الفلسطيني من خلال مرابطتهم ودفاعهم عن الأقصى خاصة في شهر رمضان.

صيام وقيام

الشاب علي ربحي (23 عاماً) من مدينة أم الفحم يقول إنه لا يدع مناسبة إسلامية إلا ويشارك فيها، وأنه يصلي كل جمعة في المسجد الأقصى المبارك، وأنه يصوم ويقوم الليل مع أنه لا يطلق لحيته، وأنه سيحيي العشر الأواخر من شهر رمضان في رحاب المسجد الأقصى خاصة وأن أهل الضفة لا يستطيعون الوصول للمسجد الأقصى بفعل حواجز الاحتلال والأوامر الصادرة بمنع من تقل أعمارهم عن 45 عاماً من دخول مدينة القدس.

وأضاف أن الاحتلال يضيق على الفلسطينيين في الـ 48 ولكن بصور مختلفة وأقل حدة مما يحصل في الضفة الغربية، وأنه يقوم بإرسال زكاة الفطر بعد تجميعها من أقرباءه إلى فقراء وأيتام في مدينة قلقيلية المجاورة لام الفحم كون شقيقته متزوجة من هناك.

مفكر صهيوني يعترف

وقد اعتبر مفكر صهيوني بارز أن مظاهر اتساع التزام فلسطيني 1948 بالصوم في شهر رمضان تدلل على أن دولة الاحتلال خسرت معركة “الأسرلة” التي تمارسها ضد هؤلاء الفلسطينيين، وأن عملية “الأسلمة” قطعت شوطاً كبيراً.

وقال الكاتب عاموس كينان في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” إن دولة الاحتلال كانت دائماً تعتبر التحلل من القيام بفرائض الدين الإسلامي، مقياساً ومعياراً لمدى نجاحها في “أسرلة” ( نسبة إلى دولة الاحتلال المسماه إسرائيل)، فلسطينيي 48، وأضاف أن “الالتزام الواسع بصيام شهر رمضان خلال الأعوام الماضية وتحديداً العام الحالي تدلل على أن دولة الاحتلال خسرت المعركة على الوعي الجمعي لفلسطينيي 48”.

نصرة الأقصى

الشيخ رائد صلاح قال إن مئات الحافلات تنطلق كل يوم جمعة من أراضي الـ 48 متوجهة صوب مدينة القدس للصلاة في المسجد الأقصى خاصة في شهر رمضان، وأن محاولات الاحتلال لتهويد القدس والمقدسات ستبوء بالفشل، وبين أن إغلاق المؤسسات التي تعني بالقدس لن يثنيه ولن يثني فلسطيني الـ 48 عن القيام بواجبهم بحماية المسجد الأقصى، وأكد أن الوجود الصهيوني وجود احتلالي لن يطول، وسيزول، ولن نفاوض على هذا الموقف وأن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف قائمة.

من جهته؛ قال توفيق العرعير رئيس تحرير صحيفة “صوت الحق والحرية”، التي تصدر في مدينة “أم الفحم”، ثاني أكبر مدن فلسطينيي 48، في تصريح صحفي له إن “العودة للتمسك بأهداب الدين تدخل في إطار عملية حثيثة تتواصل باستمرار، وتعبر عن نفسها في رغبة فلسطينيي 48 الجامحة في تغليب الطابع الإسلامي على أي طابع آخر من مركبات الهوية الوطنية”.

وأضاف أن هناك العديد من المظاهر التي تشير إلى عمق تدين فلسطينيي 48، فهناك حرص بالغ على أداء الزكاة، وبذل الصدقات، والتوجه للمسجد الأقصى، وإقامة ليالي رمضان فيه، والمشاركة بفعالية في المهرجانات التي تقام لنصرة الأقصى، وقال العرعير “لولا عمق الشعور الديني لدى هؤلاء الفلسطينيين لما أبدوا كل هذا الحماس لمثل هذه الأنشطة”، لافتا إلى أن “من يتجول في أحياء وشوارع المدن الفلسطينية، لا يجد فرقا بينها وبين شوارع وأحياء المدن المصرية والسورية والسعودية”.

تضييق وملاحقة .. والسبب نصرة الأقصى

الاحتلال كما لاحق الشيخ رائد صلاح وحاول أكثر من مرة تلفيق التهم له وسجنه، فإنه أغلق مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في أم الفحم، بأمر من وزير الأمن إيهود باراك ووفق العمل بقانون الطوارئ.

وقال الشيخ علي أبو شيخة رئيس المؤسسة لعناصر الشرطة والأمن أثناء متابعتهم الهمجية لمصادرة محتويات المؤسسة قائلاً: “مهما صادرتم سنستمر في عملنا بل سنضاعف جهودنا من اجل الأقصى ولن ترهبنا إجراءاتكم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات