الأحد 11/مايو/2025

عمال مصانع بركان الاحتلالية .. أمراض سرطانية وحقوق مهدورة واستغلال

عمال مصانع بركان الاحتلالية .. أمراض سرطانية وحقوق مهدورة واستغلال

تعاني شريحة العمال الفلسطينيين العاملة في المصانع التابعة للاحتلال من ظروف عمل قاهرة وظلم وهدر لحقوقهم على مدار الساعة وذلك لأسباب كثيرة ومتعددة، أهمها الحاجة الماسة للخروج من الفقر المدقع للعامل والبحث الشاق والمتعب عن لقمة خبز لأطفاله وأقساط الجامعة لأبنائه في الجامعات والخروج من دائرة السؤال والحاجة.

مصانع “بركان”

المنطقة الصناعية التابعة للاحتلال في محافظة سلفيت والتي يطلق عليها “مصانع بركان” تحوي بداخلها الكثير من المصانع وفي مختلف القطاعات الصناعية، ويقوم على تشغيلها العمال الفلسطينيين من محافظة سلفيت وغيرها، وهي تعتبر من أسوأ المناطق الصناعية في مجال تدمير البيئة ونشر الأمراض السرطانية على حد سواء.

المناطق الصناعية “بركان” أقيمت من أجل التهرب من الالتزامات داخل دولة الاحتلال، ولأن الأيدي العاملة الفلسطينية رخيصة، ولتكون مكباً للنفايات الصناعية الخطرة وخصوصاً البلاستيك.

زاهر رياض عامل من مخيم بلاطه يعمل منذ سنوات في مصنع للبلاستيك يقول إن الرعاية الصحية غير موجودة في المصانع، حيث أنه بحسب قانون العمل يجب بين فترة وأخرى عرض العامل على لجنة طبية لفحصه ولكن هذا الأمر غير موجود، حيث أن العمل في المصنع يتطلب التعامل مع مواد خطرة ومعالجتها كيماوياً.

قانون العمل

عرفات عمرو من جمعية عنوان العامل يقول عن قانون العمل لدى دولة الاحتلال إنه من المفروض تطبيقه على عمال المستوطنات أيضاً وليس من المطلوب أن يقف العامل الفلسطيني اليوم لوحده أمام صاحب العمل ومشغله أياً كان، بل من خلال مساندة جمعيات مثل عنوان العامل ومن خلال الاتحاد العام لنقابات العمال وبوحدة العمال أنفسهم.

العامل مروان الخطيب من قرية بديا يقول إن الحد الأدنى للأجور داخل المصانع هو 22 شيكلاً لكل ساعة، حسب ما بين اتحاد العمال وجمعية “عنوان العمال”، ولكن الذي يجري أنني احصل ثمانية شواكل فقط في الساعة، حيث يقوم مشغلي باستغلالي ولا أجد عملاً غير هذا لإطعام أولادي وتغطية مصاريف تعليمهم في المدارس.

الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بين أن هناك قراراً جديد سيبدأ تطبيقه من العام القادم حيث يلزم كل صاحب عمل لدى الاحتلال بإعطاء عماله قسيمة راتب صحيحة، فمن يخالف ذلك أو يزيف قسيمة الراتب يعرض نفسه للعقوبة بالسجن أو الغرامة أو الاثنتين معاً.

وحذر الاتحاد من توقيع العمال على أية اتفاقيات عمل جانبية دون استشارة الاتحاد لأنها قد تشكل خطراً كبيراً على حقوق العمال. وحذر أيضا من المقاولين الفلسطينيين الذين يتلاعبون بمصير العامل من أجل حفنة قليلة من الامتيازات المالية.

أمراض سرطانية

جمعية “عنوان العامل” بينت أنه نتيجة تراكمات عمل العامل بالمصنع لا يظهر على العامل أي أعراض من الأمراض السرطانية إلا بعد فترة طويلة، وطالبت العمال بضرورة التوجه لعيادة الطب المهني في نابلس ورام الله من أجل عمل الفحوصات الطبية اللازمة، وشددت على عدم الاستهتار بأي مهنة وخصوصاً عمال الدهان واللحام في مصانع الحديد، وعمال مصانع البلاستيك والمواد الكيماوية.

وليس فقط العامل لوحده الذي يتعرض للأمراض السرطانية نتيجة عمله في المصانع بل يمتد خطرها إلى المحيط الذي تعمل فيه من قرى وبلدات، فقد قالت مصادر صحية وبيئية فلسطينية إن المنطقة الصناعية الصهيونية، والمسماة مصانع “بركان”، في محافظة سلفيت (شمال الضفة الغربية)، تشكل مصدراً لتلوث بيئي خطير ومتواصل من دون توقف”.

وقالت المصادر الطبية المطلعة إن تلك المصانع تسببت في ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان، خاصة في بلدة دير بلوط والقرى المحيطة والمجاورة لتلك المصانع، “التي لا تراعي الشروط الصحية والبيئية”، معتبرة أن الدليل على خطورة هذه المصانع هو نقلها من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948 إلى أراضي محافظة سلفيت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات