الأحد 11/مايو/2025

مانديلا: تحذر من تدهور أوضاع الأسرى في عزل ايشل بئر السبع

مانديلا: تحذر من تدهور أوضاع الأسرى في عزل ايشل بئر السبع

قالت مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الأسرى والمعتقلين، إن أوضاع الأسرى القابعين في أقسام العزل في سجن ايشل بئر السبع في تدهور مستمر جراء ممارسات إدارة السجون التعسفية، التي تصاعدت حتى في شهر رمضان المبارك.

وأضافت في تقرير صدر عنها تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه اليوم الثلاثاء (16/9)، إن الأسرى في هذا السجن استقبلوا شهر رمضان المبارك، دون توفر المواد الغذائية اللازمة لهم، وذلك حسب إفادة بعض الأسرى الذين التقى بهم محامي المؤسسة في سجن ايشل بئر السبع، وهم الأسير نزار التميمي، شادي طلعت زايد، والأسير المعزول رمزي عبيد.

وابلغ الأسير نزار التميمي محامي “مانديلا” خلال زيارته، إن معاناة الأسرى في تفاقم مستمر في شهر رمضان، خاصة بعدما قررت الإدارة منع الزيارات بين الأسرى في غرف السجن خلال الشهر الكريم، رغم أنها مسموحة بموجب أنظمة الإدارة.

وذكر التميمي انه رغم احتجاج الأسرى على الإجراء التعسفي، فان مدير السجن ابلغهم بان الإدارة لن تستجيب لمطلبهم، رغم أن نظام الزيارات متبع في باقي السجون خلال شهر رمضان.

وأكد الأسير التميمي بان إدارة مصلحة السجن تتعامل مع سجون الجنوب بطريقة سيئة، منذ نقل ممثل السجن إبراهيم عليان حيث لا يوجد أي تعامل مع الممثل الجديد، وأضاف أن الأوضاع بالغة السوء لان الإدارة ترفض الاستجابة  للكثير من القضايا ومطالب الأسرى، كقضية اللباس البرتقالي التي تحاول إدارة السجن فرضها على الأسرى الذين أعلنوا رفضهم القاطع لها.

  تدهور أوضاع المرضى

 وأشارت مانديلا لتدهور الأوضاع الصحية للأسرى، بينما تواصل الإدارة انتهاج سياسة الإهمال الطبي ورفض علاج الحالات المرضية حتى الصعبة منها، مشيرة لمعاناة الأسير بكر أبو عبيد من نابلس، الذي يعاني من آلام حادة بالرأس، وترفض الإدارة إجراء فحوصات طبية لتشخيص حالته وعلاجه، كما ذكر التقرير أن المحامي لم يتمكن من زيارة الأسير صالح حريز من رام الله، الذي لم يستطع الخروج لمقابلة محامي مانديلا بسبب تدهور حالته الصحية.

وأفادت بان حريز الذي يعتبر من قدماء الأسرى والذي أمضى (23 عاما) في الأسر، يعاني من آلام شديدة في المفاصل والكلى، ولا يتلقى أي علاج رغم المضاعفات الخطيرة على وضعه الصحي.

كما أشارت لمعاناة الأسير محمود أبو خرابيش من أريحا، والذي أمضى (20 عاما) في الأسر، وإهمال علاجه رغم انه  يعاني من مرض بالقلب وبحاجة لرعاية صحية مستمرة، أما الأسير فرح البرغوثي فهو  يعاني من مرض السكري ويأخذ الأنسولين، ولا يوجد تحسن في وضعه لعدم تلقيه العلاج المناسب.

وذكرت مانديلا أن الأسير محمد القدومي يعاني من مشاكل مرضية بالمعدة وقبل 10 أيام شعر بآلام حادة في المعدة وبعد احتجاج الأسرى تم نقله إلى عيادة السجن، بعد أن احضروا حمالة ونقلوه عليها ولكن بعد أن ابتعد الممرض مع الجنود عن الأسرى تم إنزاله عن الحمالة وتركوه يمشي رغم سؤ حالته الصحية، وأضافت أن القدومي مكث في عيادة السجن 8 ساعات، وأعطي ابر جلوكوز لكن وضعه الصحي تدهور مما اضطر  الطبيب المناوب لطلب نقله إلى المستشفى، وتم نقله لمدة أسبوع إلى المستشفى، حيث أجريت له عملية بسبب انفجار بالمعدة وهو بحاجة لمتابعة العلاج.

إجراءات عقابية

وذكر الأسير التميمي أن العلاقات الفصائلية بين التنظيمات رسمية، وكل أفراد تنظيم يقيمون بقسم لوحدهم ورغم ذلك يتعرض الأسرى للعديد من العقوبات بطريقة متعمدة، سواء كانت المشاكل صغيرة أو كبيرة و منها عقاب النقل التعسفي،  ومصادرة الأدوات الكهربائية والتفتيش الليلي المفاجئ والعزل الانفرادي في الزنازين، مثلما حدث مع غرفة الأسرى من الجبهة الشعبية، حيث قامت وحدة خاصة يوم الجمعة الماضية الموافق 29/8/2008، باقتحام الغرفة وتفتيشها لمدة 7 ساعات، وتم إغلاق الغرفة ومعاقبة الأسرى بمنع الزيارات، وأيضا إبلاغ بعض الأسرى منهم بالنقل إلى سجون أخرى منوها أن طاقم الإدارة والشرطة غير متعاونين بتاتا مع الأسرى.

أما الأسير  شادي طلعت زايد فابلغ محامي مانديلا أنه نقل من سجن عوفر بتاريخ 1/9/2008، إلى سجن ايشل بشكل تعسفي، حيث أفاد بان وضع سجن عوفر سيء للغاية وخاصة قسم الغرف فهو سيء جدا.

أما الأسير رمزي عبيد فابلغ محامي مانديلا انه يتواجد في قسم العزل رقم 6، حيث  نقل إلى قسم العزل  في هذا السجن  بتاريخ 7/8/2008، ولديه محكمة في 19/9/2008 بخصوص تمديد فترة العزل أو إنهائه، ويفيد عبيد أيضا بأن يتواجد في قسم العزل أيضا الأسير المقدسي تيسر سليمان.

العزل.. العقاب المأساوي

وذكرت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا أن إدارة السجون تمارس سياسة العزل الانفرادي للأسير الفلسطيني والعربي بشكل منظم ومنهجي منذ بداية الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، باعتبارها احد الإجراءات العقابية الهادفة للمس بكرامة الأسير والنيل من معنوياته عن طريق وضعه منفردا في زنزانة انفرادية ضيقة لفترة غير محدودة قد تمتد لسنوات طويلة.

وذكرت أنها تقوم بعزله كليا عن العالم الخارجي، وهي من أقسى سياسات القمع والعقاب إضافة لكونها ممارسة فعلية للقتل في صمت شديد، وذكرت دقماق اثر زيارة الأسرى أن بعض القابعين منهم في أقسام العزل في سجون عسقلان وايشل،  يعيشون ظروف صعبة وقاسية لان هذه الأقسام قديمة فهي أقسام رطبة ولا تدخلها الشمس، وتنعدم فيها التهوية وتفتقر لأدنى متطلبات الحياة الإنسانية، حيث مساحة الزنزانة 2.5 متر × 1.5 متر، ويوجد فتحة صغيرة على الباب محكم الإغلاق ويتم إدخال الأكل للأسير من خلال هذه الفتحة.

وأضافت وفي كثير من الأحيان يتم حرمان الأسير المعزول من زيارة الأهل، ويتم حرمانه من لقاء زملاءه الأسرى، ويبقى في زنزانته 23 ساعة ويسمح له ساعة واحدة للفورة (الفسحة)، ويخرج من الزنزانة إلي الساحة مقيد الأرجل والأيدي ويتم فك القيود فقط في الساحة، وتجري إعادة القيود عند العودة إلى الزنزانة.

وقالت دقماق بالرغم من عدم وجود مبرر حقيقي في عزل بعض الأسرى ولمدد طويلة، فان الإدارة تمارس هذا الأسلوب تحت حجج واهية، منها أن الأسير المعزول يشكل خطورة لوجوده مع الأسرى نتيجة أفكاره.

وذكرت انه في إطار الإجراءات العقابية لهؤلاء الأسرى تقوم الإدارة في بعض الأحيان بإغلاق حساب الكانتين  للمعزولين، وهذا يعني أن الأسرى في هذه الزنازين يموتون كل لحظة، ولا فرق بينهم وبين الأموات إلا أنهم أحياء في قبور مظلمة”.

الأسرى المعزولون

وذكرت دقماق انه من الأسرى المعزولين عبد الله البرغوثي في عزل سجن عسقلان، إبراهيم حامد، احمد المغربي، حسن سلامة، جمال أبو الهيجا، محمود عيسى، النائب محمد جمال النتشة، صالح دار موسى، هشام الشرباتي، نسيم القواسمي، محمد أبو لبدة، عطوة العمور، مهاوش سلامة، محمد العصا، المعتقل الإداري وليد خالد، إياد فنون، خضر الدلو، محمد العصا، وجميعهم في أيلون الرملة، محمد تركمان في سجن جلبوع، تيسير سليمان ورمزي عبيد في عزل ايشل بئر السبع.

سنوات في العزل   

وذكرت دقماق أن هناك عدد من الأسرى المعزولين مضى على عزلهم أكثر من 7 سنوات كالأسير حسن سلامة من غزة، كما يوجد أسرى تم عزلهم فور انتهاء التحقيق معهم وهم الأسير إبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي.

أما الأسير الشيخ جمال أبو الهيجا فلم تسمح له إدارة السجون بلقاء أبنائه الأسرى رغم الطلبات المتكررة حيث كانت الإجابة دائما بالرفض. وأيضا الأسير احمد المغربي والأسير حسن سلامة لم يتم لقائهم بإخوانهم الأسرى خاصة الأسير سلامة، حيث لا يبعد أمتار عن مكان وجود أخيه أكرم سلامة في مستشفى سجن الرملة.

ودعت دقماق باسم  مؤسسة مانديلا إلى التحرك الفوري والفعال، لإنهاء معاناة الأسرى والمعتقلين ووضع حد لقضية الأسرى المعزولين وإخراجهم من زنازين عزلهم، وإنقاذ حياتهم من الموت البطيء الذي يهددها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....