الإثنين 12/مايو/2025

وثيقة غامضة

وثيقة غامضة

صحيفة البيان الإماراتية

حل الدولتين أم حل الدولة الواحدة ثنائية القومية؟

أياً يكن الخيار المصري الفلسطيني فإنه لا سبيل أمام الشعب الفلسطيني لتحقيق أي هدف تحرري يضع نهاية حاسمة للاحتلال الإسرائيلي سوى سبيل المقاومة المسلحة. مناسبة هذا الكلام صدور «وثيقة» أعدها فريق من خبراء وسياسيين وأكاديميين فلسطينيين حول مستقبل عملية السلام مع “إسرائيل”..

ومن بين هؤلاء هاني المصري وجبريل الرجوب وعلي الجرباوي وعبدالقادر الحسيني، ويدعو أصحاب الوثيقة إلى إيقاف وإنهاء الخيار التفاوضي الفلسطيني مع “إسرائيل” الذي بدأ في عام 1991 في مؤتمر مدريد وذلك لأن الجانب الإسرائيلي يستغل هذا الخيار لإطالة الأمد الزمني للمفاوضات إلى أجل غير مسمى بادعاء «إحراز تقدم، ويدعون أيضاً إلى إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية بحيث لا تخدم المصالح الإسرائيلية المستقبلية المتمثلة في إضفاء شرعية على الاحتلال واستمراره. كما تدعو الوثيقة إلى «اعتماد المقاومة المثمرة الذكية» وتقديمها على المفاوضات كوسيلة أساسية للفلسطينيين، ماذا يعني هذا الطرح؟

أولاً: إن إنهاء الخيار التفاوضي الذي بدأ في عام 1991 في مدريد يعني إلغاء اتفاق أوسلو وبالتالي ما ترتب عليه من نتائج سياسية حولتها “إسرائيل” إلى وقائع ملموسة على الأرض، ووفقاً لأوسلو وبنودها التي وقع عليها ياسر عرفات مع إسحاق رابين بحضور الرئيس الأميركي بيل كلينتون أنشئت السلطة الفلسطينية لتكون ذراعاً فلسطينية لجهاز الأمن الإسرائيلي لعمليات التوسع الاستيطاني المنظم، فهل يعي أصحاب الوثيقة أن إلغاء أوسلو بقرار فلسطيني سيعني إعلان حرب مكشوفة على “إسرائيل”؟

كما رأينا فإن بعض بنود الوثيقة تدعو إلى اعتماد «المقاومة المثمرة الذكية» وتقديمها على المفاوضات، فما هي المقاومة المثمرة الذكية؟ ولماذا حرص أصحاب الوثيقة على تفادي استخدام عبارة «المقاومة المسلحة»؟ الخلاصة النهائية للوثيقة هي دعوة إلى التحول عن مسألة حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة ـ أي اندماج الشعب الفلسطيني مع الشعب الإسرائيلي في كيان دولة موحدة، هذا أمر سابق لأوانه. فقد كان الأجدر بأصحاب الوثيقة أن يدعوا أولاً إلى تحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال وأن يقولوا صراحة إنه لا تحرير بلا مقاومة مسلحة.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات