أونروا: الحل لوضع غزة المأساوي يكمن بإيجاد حل سياسي وليس جلب مساعدات فقط

أكد جون جينغ مدير عمليات “الأونروا” في قطاع غزة على أن “حل الوضع الإنساني المأساوي الراهن في قطاع غزة يتمثل في إيجاد حل سياسي داخل المنتديات السياسية وليس بجلب المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع فقط”.
وقال جينغ خلال لقائه صباح الأربعاء (10/9)، بنخبة من الكتاب والصحفيين في قاعة الاجتماعات بمقر الأونروا بغزة: “نحن لا نريد لسكان غزة أن نحافظ عليهم أحياء فقط، فهناك أهم من الغذاء والدواء بأن يكون هناك عدل، وجلب العدل للفلسطينيين في غزة لن يحدث بإحضار مساعدات غذائية فقط ولكن حقهم في التعليم والسفر وكل حقوق الإنسان ..”.
فتح معبر رفح الحدودي
وأكد جينغ أن “الحل السياسي للخروج من الوضع الراهن يتمثل بفتح معبر رفح الحدودي بشكل يومي”، مبيناً أنه تم فتح المعبر ليومين وهذا يعني أنه يمكن فتح المعبر دائماً، مؤكداً “أننا بحاجة إلى قرار سياسي يضع مصلحة الناس أمام الجميع”، مشدداً على أن من يقوم بصنع القرار السياسي ليس هو من يدفع الثمن بل الأطفال في مدارس السلطة الفلسطينية يدفعون الثمن لهذا الصراع.
وأضاف: “علينا تذكير العالم بأن الحل ليس فقط إنساني، بل سياسي سواء للحل الداخلي الموجود أو الإقليمي”، وتساءل “أين التوجه الجديد الذي وعدت به اللجنة الرباعية لعلاج المشكلة السياسية؟”.
وعبر جينغ عن شعوره بالأسى لسكان غزة حيث الدعاية قوية جدا والنتيجة الظروف الصعبة للناس والظلم واللاإنسانية بسبب عدم القدرة على إخراج الحقيقة هنا إلى العالم.
آخر مستجدات برنامج التعليم
وتطرق مدير عمليات “الأونروا” إلى آخر المستجدات في برنامج التعليم، مبيناً أن الجيل القادم من القادة في مدارسنا سواء سياسيين ورجال أعمال وكتاب، مؤكداً أن التطور الأكاديمي وتطورهم كبشر هو الأولوية بالنسبة لنا.
وأكد جينغ أن “الأونروا” تواجه كثير من التحديات أولها تحديد الوضع الأكاديمي، وقال “تغلبنا على هذا التحدي وعرفنا أين نقف، والآن نركز جهودنا على الحلول”، مضيفاً في الوقت ذاته: “لا يوجد حل واحد فقط باستطاعته حل كل المشاكل فيجب كل ما نقوم به أن يحل المشكلة وإلا سنضيع الوقت ووقت الأطفال”، مشيراً إلى “أننا إذا قمنا بتطوير خطة فهي ليست الحل بل خطوة نحو الحل وهكذا”.
وأشار جينغ إلى أن تركيز “الأونروا” كان خلال العام الماضي على المادتين الأساسيتين اللغة العربية والرياضيات لأنه إذا لم يعرف الطالب هاتين المادتين لن يستطيع الإكمال في غيرها.
وأكد المسؤول الأممي على أنه تم بذل جهود مضنية من قبل المدرسين واستثمار مالي كبير من الأونروا “واستجبنا لوضع الفقر وصرفنا مواد قرطاسية لأول مرة منذ 10 سنوات، إلى جانب برنامج التغذية المدرسي لـ 100 ألف طالب، ووضعنا استثمارات أخرى للمساعدة في البيئة الدراسية الجيدة من خلال جلب مدرسين إضافيين للدعم ووضعنا دروس مسائية للأطفال الذين لا يتلقون المساعدة من آبائهم، وأدوا العمل المطلوب منهم”.
وبين: “كما قمنا بعمل برنامج التعليم الصيفي مع عدد من التلاميذ في مدارسهم، وحضرنا مواد تدريسية خاصة لمن رسب في مادتي العربي والرياضيات، وبالتالي فإننا نتجه إلى الاتجاه الصحيح”.
مبادرات من أجل البناء
وذكر جينغ أن “السنة الدراسية الحالية لدينا العديد من المبادرات من أجل البناء على أمور صلبة”، مشيراً إلى أن السنة الماضية كان هناك مبادرة طارئة في مادتي العربي والرياضيات والعام الحالي ستكون مبادرة التطوير بتوسيع خطواتنا ولازال هناك وضع طارئ وعملنا العام الحالي هو التطوير، وسنكمل بنفس الخطوات الطارئة في التعليم المسائي، حسب تأكيده.
وتطرق جينغ إلى أربعة خطوات لتطوير التعليم في مدارس الأونروا، أولها خطوة التعامل مع الأطفال حيث سيكون العدد في الصف الأول الابتدائي 30 طفل فقط وألا تتكرر معهم المشاكل، حيث سيتم تقييم الأطفال على مدار العام، مبيناً أن “للأطفال قدرات ونحن لا نتعامل بنفس التوجه مع الأطفال، ونوه أنه تم إعطاء كل مدرس عدد محدد من الأطفال للسيطرة عليهم وتحصيل كل طفل لطموحه”.
وأشار إلى أن الخطوة الثانية تتمثل في الكتب المدرسية والمنهاج فهناك مشكلة في المنهاج الدراسي من العام الماضي حيث وضعنا مواد مساعدة للمواد التي قد لا يفهمها الطلبة من خلال (كتيب لكل صف ولكل مادة لمساعدة الطالب والمدرس).
وأوضح أنه بعد جهد كبير وبعد استشارات مدرسين وأطفال وأهالي تمكنا من مساعدة الأطفال على التعلم والتعليم، وقال “لسنا بصدد تغيير المنهاج الفلسطيني فهذا ليس دورنا”.
أما الخطوة الثالثة فقال جينغ هي “جلب الاحترام والانضباط لمدارسنا وجلب بيئة خالية من العنف لمدارسنا”، مؤكداً “أننا لا نريد أكثر مما كان في السابق من حيث احترام المدرسة والمدرس، فلا يهمني ذرائع البعض بالعنف للبعض والوضع السيئ السائد”.
وأضاف “لن أقلل من قيمة التحدي الذي يواجهنا .. نريد بيئة تسود فيها الاحترام بالالتزام واتباع النهج الصحيح سنصل إلى ما نريد”، منوهاً أنه تم دعوة 221 مدرسة لدينا للمشاركة في المشروع.
وأوضح أنه “في نهاية السنة الدراسية الحالية سيكون لدينا مدارس مثالية تسودها الاحترام والانضباط خالية من العنف وستكون نماذج للمدارس الأخرى، مؤكدا أن هذا يتطلب جهد كبير من المجتمع والجمهور والطلاب”.
وأشار إلى أن هناك مبادرة هامة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (عشرات الآلاف من الأطفال الذين يرسبون)، فرغم كل الجهود هناك من يطلق عليهم حالة ميئوس منها، مشيرا إلى أن هناك كلام أن الأونروا ستطردهم وهذا غير صحيح فالأونروا ستعيدهم للمدارس وتقدم لهم المساعدة للنجاح.
وأكد مدير عمليات الأونروا أن العمل مع الأطفال عمل مضني جداً، وقال: “لذلك قررنا الانطلاق بمبادرة لمساعدتهم هذا العام وبالتالي في نهاية العام سيكون وضعنا أفضل”.
تعليم الأطفال حقوق الإنسان
وقال جينغ إن “المبادرة الجديدة التي تتجه إليها الأونروا تتمثل في تعليم الأطفال حقوق الإنسان فهم يعيشون في بيئة خالية من حقوق الإنسان، وما نريده من الأطفال هو فهم حقوق الإنسان وليس علمها فقط بل تطبيقها أيضاً، مشيراً إلى أن الأوصياء هم المنظمات الأهلية الفلسطينية الخاصة بحقوق الإنسان وسيكونون الحكم على جودة المنهاج والمعايير الموجودة لديهم هي ما سنحاول انجازه.
مقاومة الصراع بطرق ذكية
وأكد أنه “سيكون هناك تركيز على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”، وقال: “فنحن لا نريد أن ينسوا ويتسامحوا فقط بل أن يفهموا إذا تم محاربتهم عليهم مقاومة الصراع ولكن بطرق ذكية”.
وأوضح أنه سيتم تقديم امتحانات موحدة في أربعة مواد وهي (العربي والانجليزي والرياضيات والعلوم) لجميع الصفوف وستكون هناك جوائز تشجيع للمدرسين والطلاب معا، إلى جانب تطوير آليات أكبر وأوضح لضبط إمكانيات الغش في الامتحانات القادمة.
مأساة كبيرة في المدارس الحكومية
من جهة أخرى؛ اعتبر جينغ ما يحدث في المدارس الحكومية بمثابة “مأساة كبيرة ويجب وضع اللوم على عاتق الاحتلال كبداية”، مبيناً أن كل شخص موجود في غزة يعيش تحت ضغط كبير جداً بسبب الظروف الموجودة حيث ينتشر الإحباط بشكل أكبر ويغذي الصراع بين الفلسطينيين أنفسهم، مؤكدا على أن الأونروا رغم كل الظروف ستكمل عملها.
وأشار إلى أن كل الآباء يريدون تعليم أبناءهم، وتمنى إنهاء الوضع الراهن بجهود الجميع، مؤكدا على وجود مشكلة سياسية كبيرة لكن يجب عدم إساءة التعامل مع الأطفال في هذا الصراع وأن توضع مصلحة الأطفال والطلاب كأهمية للجميع.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...