ليقول العرب ما يقولونه…!

صحيفة البيان الإماراتية
كان المحلل الإسرائيلي عكيفا الدار محقاً عندما كتب بعد أنابوليس في صحيفة «هآرتس» يقول العالم- غير اليهود- ما يقولونه، ولكن آلاف اليهود يضحكون على طول الطريق إلى جبل أبو غنيم «أي أن قاطرة الاستيطان ماضية- فماذا حدث لروح أنابوليس؟، ما حدث مع روح الخليل؟».
فواقع الحال في فلسطين إذن قبل أنابوليس وبعده هو أن الاستيطان اليهودي متواصل متعاظم على نحو هستيري غير آبه بما يقوله العرب والعالم، فلنرى ماذا يقول العرب وماذا يفعل قادة «إسرائيل» عملياً.. !
الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى يدعو العالم إلى وقفة حازمة في مواجهة السياسات الاستيطانية الإسرائيلية، والسعودية تدين “إسرائيل” لاستئنافها النشاط الاستيطاني بعد ما ساعد وعد بوقف البناء في الأراضي المحتلة في إقناع الرياض بحضور محادثات سلام توسطت فيها الولايات المتحدة في أنابوليس، ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يقول إن «المملكة العربية السعودية تعرب عن استنكارها وإدانتها بشدة لقرار “إسرائيل” توسيع بناء المستعمرات في القدس الشرقية الأمر الذي يتناقض مع أسس ومبادئ مؤتمر أنابوليس للسلام».
وفي الرياض أدان عبد الرحمن بن حمد العطيّة، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة «مواصلة حكومة الاحتلال الإسرائيلي نهجها الاستيطاني»، وقال العطيّة في بيانٍ صحافيٍّ: «إنّ هذه الخطوات الإسرائيليّة تُشكِّل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي وتتنافى مع ما تمّ الاتفاق بشأنه في مؤتمر السلام الدولي في أنابوليس بالولايات المتّحدة الأميركية».
وفي مصر قال وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط «لا يمكن التحدث عن مفاوضات وعن تسوية وعن إنهاء هذا النزاع في وقت تمضي فيه “إسرائيل” في طريق الاستيطان حتى لو كان ذلك بدعوى التوسيع الطبيعي للمستوطنات»، وتابع «ليس هناك شيء اسمه التوسع الطبيعي للمستوطنات فذلك يعد إخلالاً بخارطة الطريق ومتطلباتها وكأن هذا الأمر يستهدف قتل عملية السلام».
ومن جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «إنها تأمل في ألاّ «تفسد» خطط “إسرائيل” لبناء منازل على أراض محتلة محادثات السلام مع الفلسطينيين»، وأضافت «هذا وقت ينبغي أن نبني فيه الثقة، وهذا شيء لا يبني الثقة».
ولكن سرعان ما رد عليها وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف بويم مؤكداً: «إن عملية البناء الاستيطاني ستتواصل رغم انتقادات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس».
أما توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق مبعوث الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط فقال: «إن الاستيطان لا يتوافق مع عملية السلام وهذا الموقف ينسجم مع أطراف الرباعية الدولية التي تسعى دوماً لإيجاد التقدم المطلوب على هذا الصعيد»، ليعود الاتحاد الأوروبي لاحقاً مرة أخرى لإدانة الاستيطان، إذ «أدان زعماء الاتحاد الأوروبي، خطط “إسرائيل” لبناء مئات المنازل الجديدة في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة».
وقالت رئاسة الاتحاد الأوروبي في بيان بعد قمة لزعمائه: «الاتحاد الأوروبي يؤكد مجدداً أن بناء المستوطنات في أي مكان من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية غير مشروع بموجب القانون الدولي».
فهل اكترثت أو تكترث «إسرائيل» بهذا البيان الأوروبي أو غيره…؟!
وإذا ما أضفنا لكل ذلك الرفض الفلسطيني الاجتماعي لسياسات الاستيطان والتهويد وتأثيراتها التدميرية، فإننا نصبح عملياً أمام إجماع فلسطيني عربي دولي ضد سياسات الاستيطان الإسرائيلي… !
أما عن خريطة السياسات الإسرائيلية في قصة الاستيطان فحدث… !
فها هو وزير التهديدات سابقاً «أفيجدور ليبرمان» يؤكد «أن هناك إجماعاً إسرائيلياً على البناء، وأن البناء في القدس هو الرد على نتائج مؤتمر «أنابوليس» الذي لن يبقى على قيد الحياة، وجاء بعده وزير البنى التحتية الإسرائيلية بنيامين بن اليعازر ليعلن خلال جولة له في مستوطنة أرئيل شمال الضفة الغربية «أن الكتلة الاستيطانية في منطقة غوش عصيون جنوب بيت لحم ومستوطنة أرئيل والفي منشه هي خارج أي مفاوضات كونها جزءاً لا يتجزأ من دولة “إسرائيل” وتقف في قلب الإجماع الوطني».
وأكثر من ذلك وفي مؤشرات سافرة على تصعيد الاستيطان حتى في ظل انعقاد القمة العربية في دمشق التي أكدت على المبادرة العربية للسلام، كشفت التقارير آنذاك عن «خطط جديدة لتهويد القدس المحتلة على الجبهة الثقافية والتاريخية»، فتحدثت مؤسسة الأقصى لحماية المقدسات عن «قيام جمعيات إسرائيلية بتهويد تاريخي ثقافي لمدينة القدس المحتلة، بالتوازي مع التهويد الاستيطاني وفرض الأمر الواقع السياسي».
وأخيراً ورغم كل هذه المعطيات تطل علينا وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، لتعلن في آخر زيارة لها يوم 26/8/2008 «إن عملية البناء في المستوطنات يجب ألا تعرقل مواصلة المفاوضات السياسية».
فهل يبقى هناك في ظل كل ذلك احتمال للتسوية وإقامة الدولة الفلسطينية…؟!
كاتب فلسطيني
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...