الثلاثاء 13/مايو/2025

وزير التربية الدكتور عسقول يتحدث عن الواقع التعليمي في غزة عقب سياسية التخريب

وزير التربية الدكتور عسقول يتحدث عن الواقع التعليمي في غزة عقب سياسية التخريب
أكد الدكتور محمد عسقول، وزير التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، أن المسيرة التعليمية في قطاع غزة تسير بشكل طبيعي ومرضي، مطمئناً الشعب الفلسطيني على وضع التعليم في قطاع غزة.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم “تجاوزت المشكلة والأزمة التي كانت موجودة مع بداية الفصل الدراسي، وأن الوزارة نجحت بنسبة 95 في المائة في تنفيذ خطتها التي وضعتها لتجاوز المشكلة الحالية”.

وأوضح عسقول، في حوار أجراه معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية بارك كل الخطوات التي قامت وتقوم بها وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، مشيراً إلى أن هنية طمأن جميع العاملين في السلك الحكومي والتعليمي على وجه الخصوص أن جميع الرواتب والمستحقات المالية مكفولة، وأن حقوق هؤلاء الملتزمين محفوظة.

وأشاد عسقول “بالجهود الكبيرة التي يبذلها المعلمون الجدد والقدامى الملتزمين بالمسيرة التعليمية”، مبيناً أن وزارة التربية والتعليم ستتخذ إجراءاتها القانونية بحق المعلمين والمدراء الخارجين عن الأخلاق والقيم والذين انتهجوا سياسة تخريب التعليم.
وأشار الوزير عسقول إلى أن العملية التخريبية التي تقودها “سلطة المقاطعة في رام الله”، هي عملية سياسية بامتياز، مبيناً أن الإضرابات “المزعومة”، هي إضرابات غير نقابية وغير وجيهة وليس لها أسباب، وقد أجاب الوزير عسقول على عدد من التساؤلات في هذه المقابلة.
 
 
الوضع التعليمي في قطاع غزة

–  بداية معالي الوزير، كيف تقيمون الوضع التعليمي في قطاع غزة؟ وكيف تسير العملية التعليمية في المرحلة الراهنة؟
 
الوزير عسقول: بداية دعني أشكركم على هذا الاهتمام الكبير الذي تولونه لهذه القضية المهمة، ثم إننا نريد أن نؤكد أن المسيرة التعليمية في قطاع غزة تسير بشكل طبيعي، حيث أننا في الأسبوع الثالث من الفصل الدراسي، ونستطيع أن نقول أن جميع المعلمين في المواقع المختلفة سواء كانوا من المعلمين الذين لم يلتزموا بالسياسة التخريبية المسماة “إضراب”، أو المعلمين الجدد، ومن خلال اطلاعنا وزياراتنا الميدانية المتلاحقة لكافة المواقع التعليمية والمديريات، فإننا نشير ونؤكد على أن المسيرة التعليمية تسير بشكل مرضٍ، والمعلمين البواسل متواجدين في أماكنهم ويقومون بواجبهم على النحو المطلوب.
 
 
الوزارة نجحت في تنفيذ خطتها البديلة
 
– معالي الوزير؛ في ظل استمرار استنكاف البعض عن العمل، هل نجحت الخطة البديلة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة؟
الوزير عسقول: بالفعل منذ البداية والحمد لله، فقد نجحت الخطة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة بنسبة 95 في المائة بفضل الله تعالى، ثم بدعم من دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، كما أن هذا النجاح الكبير حققه الإخوة في الطواقم الميدانية ومختلفة، كما أننا أيضاً نجحنا والحمد لله منذ اللحظة الأولى من إدارة الأزمة في كافة المناطق، حيث تضافرت الجهود، وهنا أقول أنه بالفعل هناك مسيرة تعليمية حقيقية.
 
 
الإضرابات تخريبية ومسيسة وغير نقابية

 
– هل تعتقدون أن أحداً يقف وراء هذه السياسية التخريبية؟ وهل ترون أن هذا “الإضراب” مسيس أم نقابي؟ وما أهداف هؤلاء “العابثين” من وراء كل هذا التخريب؟
 
الوزير عسقول: في تقديري منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة العاشرة، هناك مخططات لإعاقة حركة الحكومة الفلسطينية، وبالتالي منعها من أي انجاز.
فهؤلاء يضعون دائما أمامها (الحكومة) العراقيل لتظهر عاجزة أمام الشعب الفلسطيني والتي أراد شعبنا أن يمنحها الثقة والفرصة لخدمته لكي يسجل التاريخ أن حركة إسلامية حكمت وتفوقت في حكمها وتفننت في إدارة المرحلة، فهذه المحاولات جاءت من أجل إفشال خدمة الشعب خدمة نزيهة، ونحن نعتقد أن كل هذه المخططات وهذه المعوقات يقف وراءها العامل السياسي، ونؤكد أن أسباب الإضراب وعمليات التخريب لم تكن أسباباً واقعية ولا وجيهة، وأنها لم تكن لها مقدمات ولا خطوات تصعيدية، ومنذ أن أعلنوا عن بداية هذه السياسية التخريبية ونحن وضعنا عليها علامات استفهام كبيرة، ونعتقد أيضاً أن عمليات التخريب هي محاولات جديدة لإفشال الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، وإننا نؤكد كذلك أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل الذريع، وأنها لن تزيد الحكومة الفلسطينية الشرعية في قطاع غزة إلا قوة ومتانة وإصرارا على مواصلة هذا الطريق.
 
 
–  الدكتور محمد؛ هل الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية مستعدة في للاستمرار في مواجهة هذه السياسة التخريبية؟
 
الوزير عسقول: الأمر لا يقف عند الاستعداد فقط، بل إن الحكومة الفلسطينية عازمة على مواجهة أولاً المحتل الصهيوني بكافة أشكاله المختلفة وهذا يبث روح العزيمة على مواصلة مسيرة التحدي، كما أن هذه المرحلة تعتبر فرصة جديدة للتدريب على إدارة الأزمات، والحمد لله تعالى فإننا تجاوزنا هذه الأزمة وهذه المرحلة، وإننا على يقين بأننا سنتجاوز كافة الصعاب والعقبات.
 
 
المعلمين والمدراء المخربين والمستنكفين
 
– معالي الوزير؛ كيف ستتصرفون مع المعلمين والمدراء المستنكفين عن القيام بواجبهم؟
 
الوزير عسقول: أعتقد أن المعلمين والمدراء استنكفوا عن الالتحاق بالمسيرة التعليمية في ظل حالة الضغط الواقع عليهم من قبل سلطة “رام الله”، والتهديد بقطع رواتبهم، فهم حريصون على الحصول على الراتب، وإنني أؤكد أن معظم المعلمين والمدراء المستنكفين عن العمل، لم يستنكفوا لدوافع سياسية ولا حزبية بل امتنعوا عن العمل بدافع خوف على الراتب والخوف على المستحقات المالية، ولذلك نحن نصنّف المضربين عن العمل، ونشير إلى أن القليل القليل من المعلمين والمدراء الذي مارس أساليب خارجة عن الأخلاق والوطنية، وهؤلاء نحن سنتخذ إجراءات قانونية بحقهم.
 
 
المعلمون الجدد
 
– دكتور محمد؛ بالنسبة للمعلمين الجدد الذين التحقوا بالتعليم عام 2005 – 2006، هل الحكومة تسعى لتسوية أمورهم؟ وكيف تقيمون أداء المعلمين البدلاء الجدد؟
 
الوزير عسقول: فيما يتعلق بالمعلمين الذين التحقوا بالتعليم عام 2005 – 2006م، هؤلاء ينقسموا إلى قسمين، قسم التزم بالمسيرة التعليمية وقسم آخر أضرب عن التعليم، فأما القسم الذي التزام بالتعليم والمسيرة التعليمية فإننا سنسعى جاهدين إلى تثبيتهم وإلى معالجة أمورهم وتسوية أحوالهم، أما المعلمين الجدد أو المعلمين البدلاء فهؤلاء نحن منحناهم الثقة وهم سيوقعون عقدا مع الوزارة من بداية الفصل الدراسي وحتى نهاية الفصل الأول أي مدة خمسة شهور، ومن خلال هذه الفترة فإن الوزارة وضعت خطة لتأهيل هؤلاء المعلمين وتوجيههم والإشراف عليهم، وهؤلاء نحن نسعى إلى تطويرهم، وهم بالفعل رصيد لنا في المستقبل، حيث أننا نعد لهم دورات تدريبية ووضعنا لهم خطة كاملة لتحسين أداءهم التعليمي ولتحقيق المصلحة، فتصور أن ما بين 3000 – 4000 معلم جديد يعملون معنا الآن، هؤلاء انجاز وسيتم الاستفادة منهم كما قلت وسيتم تطويرهم أيضاً.
 
 
رسالة إلى الشعب الفلسطيني وإلى الدول المانحة

– ما هي رسالتكم إلى أبناء الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة وإلى الطلاب والمعلمين خاصة؟ وما رسالتكم أيضا إلى الدول المانحة؟
 
الوزير عسقول: رسالتنا إلى شعبنا الفلسطيني الصامد وإلى الجميع، نحن نطمئنكم بأن المسيرة التعليمية تسير بشكل مرضي وحقيقي، وما هو موجود من بعض الثغرات هو في إطار الطبيعي، ونحن نقول أن الكل في الطواقم العاملة وفي المديريات تجاوزوا المشكلة التي كانت موجودة ونوجه هنا رسالة شكر وفخر لكل الصامدين الذين رفضوا سياسة التجهيل والتخريب ضد شعبنا الفلسطيني، ونؤكد لجميع المعلمين والعاملين في التربية والتعليم بأن يقف كل واحد أمام مسؤولياته، وكذلك الاهتمام بالمسيرة التعليمية وإنجاحها وإننا سنوفر الدعم اللازم لضمان ذلك، وإننا نقول لا داعي للقلق على الرواتب، وبالمناسبة فقد بارك دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية الأحد (7/9) كل الخطوات التي قامت وتقوم بها وزارة التربية والتعليم، وطمأن جميع العاملين أن جميع الرواتب والمستحقات المالية أيضا مكفولة، وقد أكد لنا أن حقوق هؤلاء الملتزمين محفوظة.
 
أما عن أموال الدول المانحة؛ فنحن نقول أننا لا نعتمد على أموال الدول المانحة ولدينا مصادر نقية تقدم المال حباً في الشعب الفلسطيني الصامد، ولا تقدم المال من أجل الضغط علينا وعلى الشعب الفلسطيني، وإننا نقول للمانحين إذا كنتم حريصين على نجاح التعليم والشعب الفلسطيني فإننا نقول لكم أن هذا المال يستخدم للضغط على الناس بقطع الأموال والرواتب عنهم وتهديدهم بذلك، ولذلك فإننا نؤكد للدول المانحة أنكم بحاجة إلى إعادة النظر في توزيع المال لكي تصل هذه الأموال إلى مستحقيها الفعليين لا أن تصل هذه الأموال إلى قيادة المقاطعة في “رام الله”، والتي تقوم بإهانة الناس وإذلالهم على رواتبهم وتهديدهم بقطعها عنهم وحرمانهم من مستحقاتهم وبالتالي حتى لا يزيد الضغط على المعلمين والعاملين في كافة الدوائر الحكومية بما فيهم المعلمين والعاملين في التربية والتعليم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات