طلاب غزة يدخلون عامهم الدراسي الجديد ويفشلون دعوات الإضراب

مع إشراقه صباح اليوم الأحد (24/8) بدء طلاب وطالبات فلسطين بالتوافد إلى مدارسهم بملابسهم الجديدة وقد ارتسمت بسمة النشاط والحيوية على محياهم، وهم يدخلون عاماً جديداً باتوا يشعرون أنه ربما يكون متميزاً عن الأعوام السابقة.

مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” حاول منذ ساعات الصباح الأولى التجوال بين عددٍ من المدارس في مدينة غزة، ليستطلع آراء بعض الطلبة وكيفية الأجواء مع دخول اليوم الأول للعام الدراسي الجديد، لاسيما أن سلطة رام الله وحركة “فتح” دعت المعلمين للإضراب ووقف التعليم في مدارس القطاع.

عام جديد وحيوية

الطالب أحمد عيد في الصف (الثالث الإعدادي) كان يهم بالدخول مع زملائه لبوابة المدرسة وهو يرتدي ملابسه الجديدة، استوقفناه لحظةً ارتسمت على شفاهه ابتسامة وهو يقول: “هذا العام يبدو جميلاً ونحن ندخل مدارسنا بكل حيوية ونشاط، فنحن نريد أن نتعلم وأن نتخرج لنخدم وطننا وشعبنا المحاصر”.

وأضاف الطالب عيد والذي بدا عليه أنه يفهم ما حوله جيداً: “نحن نرفض بشكل قاطع تسييس التعليم، وأن يبقى التعليم كما عهده أبائنا تعليم حر يخدم كل أبناء الشعب الفلسطيني، فلا يمكن للسياسة أن تتحكم بمصير عقولنا وأذهاننا”.

إصرار على التعليم

إلى جانبه وقف أحد زملائه شادي مهنا قائلاً: “نحن علمنا أن هناك بعض الجهات طلبت من المدرسين الإضراب ووقف التعليم”، متسائلاً: “لمصلحة من نترك نحن هكذا في المدارس ويغيب عنا المعلمين وما الذنب الذي اقترفناه كي يعاقبونا نحن ؟!”.

وبنبرة قوية واصل الطالب مهنا حديثه: “سنواصل الحضور إلى المدرسة وسنطلب من إدارتها بتوفير التعليم الخالص لنا، ولن يمنعنا غياب المدرسين عنا من مواصلة تعليمنا، فليس من حقهم أن يضيعوا سنين عمرنا هباءً منثوراً وعليهم أن يتحملوا المسؤولية أمام الله وأمام شعبهم”.

وزير التعليم يؤكد على فشل الإضراب

الدكتور محمد عسقول وزير التربية والتعليم الفلسطيني، أكد في اتصال خاص بـ”المركز الفلسطيني للإعلام” على فشل الإضراب، الذي أعلنه معلمي “فتح” والذين يتقاضون رواتبهم من حكومة رام الله.

وقال عسقول اليوم الأحد (24/8): “من يستنكف من المدرسين عن العمل فستوجه له تهمة بممارسة تخريب العملية التعليمية”، مشدداً على أن الوزارة لديها البدائل وأن لديها قوائم كثيرة من كفاءات متخصصة من المدرسين، وأن الوزارة لن تعجز عن ذلك في حالة رفض المدرسين الاستمرار بعملهم.

واعتبر وزير التعليم الفلسطيني، أن أسباب الإضراب التي يتحجج بها هؤلاء المدرسين هو نقل المعلمين، مؤكداً على أن النقل كان بشكل مهني، لافتاً أنه لا يوجد أي عملية إقصاء لأي مدرس ولكن الذي حدث هو عبارة عن عملية (تدوير) فقط.

ونفى الوزير عسقول، بشكل قاطع أن يكون ما يردده هؤلاء صحيحاً بأن هناك عملية نقل من درجة مدير إلى مدرس، معتقداً أن الإضراب لم يكن منطلق من مصلحة عامة ولكن هدفه التخريب فقط.

الحكومة لن تسمح بالتخريب

الحكومة الفلسطينية أكدت على أنها لن تسمح لأي جهة بتخريب العملية التعليمية في قطاع غزة، مبدية ثقتها بأن وعي شعبنا ومعلميه سيفشل مجدداً المحاولات التي تريد تعطيل التعليم وإدخاله في دوامة الإضرابات السياسية.

وقال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة: “سيكون هناك إجراءات ومصلحة طلبتنا فوق كل اعتبار، وكل من يشوش أو يعطل أو يحاول التلاعب بالمسيرة التعليمية سيتم التعامل معه بطريقة خاصة”.

وأضاف: “من يريد أن يُضرب ولا يلتزم بدوامه سيجلس في بيته ولن يسمح له بأن يسهم في تخريب العملية التعليمية وربطها بمزاجه ومزاج المتآمرين في رام الله”.

تحدي وإصرار

ويبقى إصرار طلاب قطاع غزة ماثلاً أمام كل التحديات التي تواجههم سواء من الاحتلال أو من غيره ممن يريد أن يعكر عليهم صفو حياتهم التعليمية ولكن ربما يكونوا قد تعلموا من مدرسة المواقف وتجربة الحياة التعليمية التي مروا بها طوال السنوات الماضية مقارنة مع العامين السابقين مع انطلاقة العام الجديد في ظل تولي حركة “حماس” متمثلة بحكومتها للتربية والتعليم متأملين أن يتلقوا تعليماً أفضل مختلفاً تماماً عما عهدوه من قبل كمثل “مدرس لا يهمه من عمله إلا الراتب فقط”.