الثلاثاء 13/مايو/2025

سفينتا كسر الحصار .. وصول ناجح لغزة وهدم أول لبنة في جدار الحصار

سفينتا كسر الحصار .. وصول ناجح لغزة وهدم أول لبنة في جدار الحصار

سفينتا كسر الحصار تنتصران في الوصول إلى قطاع غزة، بعد رحلة تحدي كبيرة وواسعة وشاقة بينهما وبين قوات الاحتلال الصهيوني التي لوحت منذ البداية بأنها لن تسمح لهاتين السفينتين بدخول قطاع غزة، بيد أن المتضامنين الأجانب الموجودين على متن هاتين السفينتين كانت إرادتهم أقوى من جبروت وكراهية الاحتلال، فتمكنا من النجاح في اختراق الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة، والذي راح ضحيته ما يزيد عن 240 شهيداً من المرضى الذين منعهم ذاك الحصار من مغادرة غزة للعلاج.

السفينتان نجحتا في كسر الحصار

من جهته؛ أكد المهندس النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في تصريح صحفي أدلى به لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بخصوص رحلة السفينتين، أن اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار نجحت في كسر الحصار من خلال هذه الخطوة الرائعة التي قام بها متضامنون أجانب يمتازون بإرادة وعزيمة قوية، وهذا نجاح للجنة الشعبية وللإرادة والصمود الفلسطيني في مواجهة الحصار الصهيوني.

وأشار الخضري إلى أن هذا العمل الذي قام به المتضامنون الأجانب من خلال هذه الرحلة الشاقة لكي يؤكدوا للعالم كله أن الأمر يحتاج إلى إرادة صادقة وإصرار لكي ينكسر هذا الحصار، مضيفاً: أن هذه الخطوة “تدعو الجميع في كافة أنحاء العالم إلى الاقتداء بهؤلاء المتضامنين والقيام بأعمال مماثلة من أجل كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة”، مشدداً في الوقت ذاته على أن وصول السفينتين واللتان حملتا اسم “غزة الحرة والحرية”، إلى شواطئ غزة أنها مقدمة لإنهاء الحصار الصهيوني عن القطاع الصامد.

وعبر النائب الخضري عن تقديره الكبير والعميق لهؤلاء المتضامنون الأجانب ومن هم على متن السفينتين وذلك على خطوتهم “التي تمثل التحدي للحصار الصهيوني”، مشيراً إلى نجاح اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في هذه المهمة، وقال “إن هذه الخطوة أيضا هي نجاح للأعمال التي تقوم بها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار”.

على متن السفينتين 46 ناشطاً من 17 دولة

ويذكر أن السفينة الأولى تحمل شعار “غزة الحرة”، في حين رفعت السفينة الثانية شعار “يو إس ليبرتي” تيمنا بالسفينة الأمريكية التي قصفتها السلطات الصهيونية عام 1967م، فيما تقلّ هاتين السفينتين ناشطون في مجال حقوق الإنسان يبلغ عددهم 46 ناشطا من 17 دولة بينهم لورين بوث شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، كما وتقلّ السفينتان مساعدات طبية للأطفال الصم في قطاع غزة تشتمل على 200 جهاز خاص للأطفال ضعاف السمع وآلاف البالونات، وقد أكد ركاب السفينتين من انطلاقهما، إصرارهم على الإبحار تجاه غزة المحاصرة رغم التهديدات الصهيونية باستهدافهم ومنعهم من التضامن مع الشعب الفلسطيني.

مشروع ليس مرة واحدة

وقد عقد هؤلاء المتضامنون الدوليون على متن إحدى السفينتين في مدينة لاركنا القبرصية، مؤتمرا صحفيا وبثته وكالة “رامتان” الفلسطينية مساء الخميس (21/8)، حيث قالت غرينا مارلين إحدى المبحرات على متن السفينة والمشاركة في حملة غزة الحرة، “سنبحر إلى غزة الجمعة لكسر الحصار (الإسرائيلي) عنها، ونحن من 17 دولة اجتمعنا هنا اليوم نرسل لكم التحيات ونقول لكم سنكون معكم خلال 48 ساعة”.

وأشارت مارلين إلى أن هذه الحملة “هي مشروع ليس مرة واحدة وإنما سيكون هناك محاولات عدة لفتح ميناء غزة على العالم ورفع الظلم عن الفلسطينيين”، موضحةً أنه “إذا نجحت المحاولة الأولى فإن القائمين على هذه الحملة سيقومون بمحاولات في المرات القادمة”، منوهة أنه في حال وصولهم لشواطئ غزة فإنهم سيتركون سفينة على شواطئ غزة ويعودون بالأخرى، مرجحةً أنهم سيأخذون فلسطينيون عالقون في قطاع غزة يريدون السفر ولم يستطيعوا، لافتةً في الوقت ذاته إلى أن في المحاولات القادمة سيتم فيها إحضار فلسطينيين من أوروبا وأمريكا ممن يريدون العودة إلى قطاع غزة.

من هو الإرهابي ؟!

من جهته؛ قال فاغاليس بسياسي وهو بروفيسور والذي يملك سفينتي “الحرية وغزة الحرة”، موجهاً كلامه للكيان الصهيوني: “من هو الإرهابي، نحن الذين نهدد منذ أن بدأنها بالمهمة، أم الذين يهددوننا”، مشيراً إلى أن مهمتهم “مهمة حقوق إنسان ورفع الظلم عن سكان قطاع غزة المحاصرين”، مؤكداً على أنه “إذا كانت (إسرائيل) تريد أن تنتمي لدول البحر المتوسط المتحضرة فيتوجب عليها رفع حصارها فوراً”.

وأضاف: “إنها المرة الأولى في تاريخ المتوسط أن تقوم مسيرة سلمية لكسر الحصار”، مشدداً على أن التهديدات الصهيونية بمنع السفينة من الوصول لغزة لا يخدم الحضارة الإنسانية”، وأوضح أن مهمتهم احتجاج على حصار أكثر من مليون ونصف إنسان في قطاع غزة، وهدفهم الأساسي سياسي وحقوق إنسان.

وفي السياق ذاته؛ وجه مشير الفرا وهو فلسطيني مشارك في حملة غزة الحرة رسالة إلى سكان قطاع غزة المحاصرين، قائلاً: “لستم وحدكم، هناك الكثير من العالم لا يقبلون بهذا الانتهاك الصارخ، الناس كلها معكم، لا تيأسوا فنحن معكم”، مشيرا إلى أن هناك دعماً معنوياً هائلاً لسكان قطاع غزة المحاصرين، موضحاً أن المشاركين بحملة غزة الحرة يتلقون رسائل الدعم من جميع أنحاء العالم.

تعرية الاحتلال

وعن حمولة المركبين؛ ذكر أسامة قشوع الإعلامي الفلسطيني المشارك في الحملة أنها ستكون مواد طبية وأغذية ستسلم إلى المؤسسات الخيرية في غزة في حال وصلت الرحلة إلى هدفها، منوها إلى أن الكمية رمزية ولن تحل المشكلة، لكن من المهم أن تصل، كونها لا تدخل ولو عن طريق الأمم المتحدة.

وأوضح قشوع أن هدف الحملة “تعرية الاحتلال (الإسرائيلي) وقواته البحرية التي لا تلتزم بأي مبادئ لحقوق الإنسان، فلو صح ادعاء (إسرائيل) أن قطاع غزة خارج الاحتلال، فلا يحق لها اعتراض السفينتين، ولو اعترضت الرحلة فمعنى ذلك استمرار احتلال غزة وبالتالي مسؤوليتها القانونية والأخلاقية عن وضعها”.

وقال: “إن الرحلة تواجه ثلاثة سيناريوهات، إما أن تحاول (إسرائيل) إغراق السفينتين، أو تتركهما تمران دون ضجة كبيرة، وإما أن تحاصرهما في المياه الدولية حتى تعودا أدراجهما”.

“حماس” تثمن خطوة المتضامنين

من جهتها؛ نددت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بمحاولة سلطات الاحتلال الصهيوني عرقلة وصول سفينتي “كسر الحصار” إلى شاطئ قطاع غزة المحاصر، مؤكدةً على أن رسالة المتضامنين على متن السفينة وصلت لكافة الأطراف المعنية.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي عقده في مرفأ الصيادين بمدينة غزة حيث كان يستعد لاستقبال السفينتين اللتين أبحرتا من قبرص “ندين بشدة إقدام الاحتلال على عرقلة وصول سفينتي كسر الحصار واستخدامه أساليب قمعية لمنع وصولهما بينها التشويش الإلكتروني”، مضيفاً: “نحن نثمن خطوة المتضامنين على متن السفينتين الذين قاموا بكل هذه المغامرة لفضح جريمة الحصار المفروض على القطاع منذ 14 شهراً، ونؤكد أن رسالة المتضامنين وصلت لكافة الأطراف المعنية على الرغم من عرقلة وصولهم كما كان مخططاً حتى اللحظة”.

خطوة تاريخية

واعتبر أبو زهري أن في هذه الفعالية “رسالة للاحتلال بأن شعوب العالم لم تعد تحتمل استمرار الحصار على مليون ونصف فلسطيني وهي رسالة أخرى لحكام الغرب بوقف التحيز لصالح الاحتلال الذي يحاصر شعبنا الفلسطيني، كما أنها إدانة للموقف الرسمي العربي لأن من يتحرك لنصرة غزة العربية هم أوروبيين”.

كما أكد أن هذه الخطوة هي “خطوة تاريخية ستؤسس لخطوات وفعاليات لاحقة أكثر فاعلية على طريق كسر الحصار الصهيوني بشكل نهائي عن قطاع غزة والشعب الفلسطيني”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال يمارس كل دور ممكن لعرقلة وصول سفينة كسر الحصار “إدراكاً منه لأهمية الرسالة التي تحملها”.

“حماس” تدعو لتحرك عربي عاجل

ورفض المتحدث باسم حماس توصيف سلطات الاحتلال الصهيوني للمتضامنين على متين سفينة كسر الحصار بأنهم “إرهابيين”، وقال: “هذا التوصيف يعبر عن حالة التخبط لدى الاحتلال الصهيوني فالمتضامنين هم من أساتذة جامعات وأكاديميين وشخصيات رفيعة”، داعياً إلى تحرك عربي عاجل لرفع الحصار عن قطاع غزة، وقائلاً: “على العرب التحرك لإغاثة قطاع غزة ونؤكد أنه بإمكان حكام العرب إن شاءوا كسر الحصار عبر فتح معبر رفح الحدودي ودعم سكان القطاع المحاصرين”.

هنية يثمن رحلة السفينتين

من جهته؛ أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أنه يتابع باهتمام حركة التضامن الدولية من خلال سفينتي كسر الحصار اللتين تحاولا الوصول لشاطئ بحر غزة، معبراً عن تقديره وتقدير الشعب الفلسطيني لهذه الخطوة الإنسانية الجريئة.

وشدد هنية في تصريح صحفي مكتوب صدر عنه السبت (23/8)، على حق وصول السفينتين إلى غزة وعدم وضع العراقيل أمامهما، معربا عن تقديره للموقف الرسمي والشعبي الذي تجلى على شاطئ غزة والذي يعبر عن احترام الشعب الفلسطيني لكل من يتضامن معه.

وأشار هنية إلى أن حركة التضامن أظهرت طبيعة الحصار الظالم المفروض على غزة براً وبحراً وكشفت النوايا الحقيقية من وراء هذا الحصار، داعياً في الوقت ذاته إلى المزيد من هذه الخطوات التضامنية على الحلبة الدولية فضلا عن الساحة العربية لإنهاء معاناة شعبنا التي فاقت التصور.

التشريعي يطالب مصر بفتح المعبر

على صعيد مشابه؛ فقد قدّم الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة باسم المجلس التشريعي شكره وتقديره وترحيبه بهؤلاء المتضامنون الذين هم على متن السفينتين، وقال بحر في تصريح صحفي أدلى به لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إننا نحيي هذا الإصرار الكبير والصمود الرائع الذي أبداه هؤلاء في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وأنهم تجاوزوا كل المعوقات والعقبات من أجل الوصول إلى قطاع غزة، وهذه في الحقيقة خطوة مهمة على طريق كسر الحصار الظالم على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

وأضاف بحر: “إن عملية وصول هؤلاء المتضامنون تحمل دلالة واضحة للعالم كله وللعالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص مفادها أن هؤلاء الأجانب تحركوا وأصروا على كسر الحصار، فمن المفترض ومن الأولى أن يتحرك العرب والمسلمون لكسر الحصار عن غزة المحاصرة التي تأن من وطأة وقسوة الحصار، كما أننا نستغل هذه الفرصة لدعوة الإخوة المصريين والقيادة المصرية لفتح معبر رفح الحدودي لكي يتمكن المرضى من السفر لتلقي العلاج وكذلك فتح المعبر أمام العالقين والطلاب والعوائل المنكوبة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات