الكرد: الاحتلال والسلطة يريدان كسر صمود شعبنا ليتنازل عن ثوابته وحقوقه

أكد أحمد الكرد، وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، ورئيس تجمّع المؤسسات الخيرية، أنّ العمل الخيري الفلسطيني والجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة في فلسطين، تستهدفها هجمة شرسة مشتركة بين أجهزة السلطة الخاضعة لإمرة رئيسها محمود عباس، وسلطات الاحتلال الصهيوني، محذراً من أنّ هناك تبادلاً للأدوار بين السلطة والاحتلال على استهداف الجمعيات الخيرية خاصة في الضفة الغربية .
ووجّه الكرد خلال مقابلة صحفية أجراها معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أصابع الاتهام إلى جناح السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، معتبراً أنّ استمرار سياسة فرض الحصار على الشعب الفلسطيني يهدف إلى إذلال الشعب الفلسطيني الأبيّ الصامد الصابر، “وأنهم (السلطة الفلسطينية والاحتلال) يريدون كسر صمود شعبنا الفلسطيني لكي يتنازل عن ثوابته وحقوقه”.
واستنكر الوزير الكرد ممارسات سلطة النقد الفلسطينية في رام الله في منع تحويل الأموال إلى الأيتام والفقراء والمحتاجين، وقال “عندما تصل الأموال إلى البنوك من المتبرعين يتم إرجاع هذه الأموال من حيث أتت”، مشيراً إلى أنّ سلطة النقد تلك تقوم بذلك، و”بالتالي فإنّ رفض هؤلاء للتحويلات يعمل على حرمان الآلاف من الأيتام والفقراء والمحتاجين من الاستفادة من هذه المعونات، وهنا نتساءل لماذا تقوم سلطة عباس بذلك؟”، مشدداً على أنّ هذه الممارسات هي “ممارسات غير أخلاقية وهي جريمة فعلية بحق الأيتام والفقراء والمحتاجين”، وفق تحذيره.
فماذا عن العمل الخيري الفلسطيني؟ وماذا عن الجمعيات والمؤسسات الخيرية؟ وكيف صمدت الجمعيات العاملة في مسالك البرّ والإحسان والتضامن المجتمعي والإنماء في وجه الحصار الصهيوني؟ ومن هم المحاصِرون في الوقت الراهن للشعبنا الفلسطيني؟ عن هذه التساؤلات وغيرها يجيب الوزير أحمد الكرد في المقابلة التالية، مع “المركز الفلسطيني للإعلام”.
عن تجمّع المؤسسات الخيرية ..
ـ بداية ماذا عن آخر أخبار الأعمال الخيرية لتجمّع المؤسسات الخيرية؟ ثم ما نطاق عمل هذا التجمّع، هل هو ينحصر في القطاع فقط أم يشمل الضفة أيضاً؟
الوزير أحمد الكرد: بداية أخي الكريم دعنا نعرِّف تجمّع المؤسسات الخيرية، حيث أنه عبارة عن تجمّع لمائة مؤسسة وجمعية خيرية عاملة في قطاع غزة، وهذا التجمّع بفضل الله تعالى مستمر في عمله. وهدفه هو الاستمرار في تقديم المعونة والإغاثة إلى العمال العاطلين عن العمل والذين انقطعت بهم السبل، وهذا الكلام يسوقنا للحديث عن برنامج تكافل الذي سنتحدث عنه لاحقا.
أمّا عن نطاق عمل هذا التجمّع فقد كان سابقاً يعمل في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن للأسف الشديد الآن هناك هجمة شرسة مشتركة على العمل الخيري وعلى الجمعيات الخيرية في الضفة الغربية من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية المؤتمرة بإمرة محمود عباس وسلطات الاحتلال الصهيوني، حيث أنّ كلاًّ منهما يكمِّل عمل الآخر في استهداف العمل الخيري خاصة في الضفة الغربية، فلذلك الآن التجمّع يعمل في قطاع غزة فقط، بعد استهدافنا في الضفة الغربية .
الحصار وتأثيراته على العمل الخيري
ـ هل تأثرت الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالحصار الصهيوني المفروض على الأراضي الفلسطينية، خاصة على قطاع غزة؟ وكيف؟
الكرد: بالفعل هناك هجمة شرسة جداً على العمل الخيري وعلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية. وللأسف الشديد فإنّ هذه الهجمة هي هجمة مشتركة بين أجهزة السلطة الفلسطينية كما قلنا في الضفة الغربية وسلطات الاحتلال الصهيوني. وهناك استكمال وتبادل للأدوار بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال على استهداف الجمعيات الخيرية خاصة في الضفة الغربية، وعلى سبيل المثال فإنّ سلطة النقد الفلسطينية في رام الله تمنع تحويل الأموال إلى الأيتام والفقراء والمحتاجين، حيث أنها عندما تصل هذه الأموال إلى البنوك من المتبرعين يتم إرجاع هذه الأموال من حيث أتت وتقوم بذلك سلطة النقد الفلسطينية في رام الله، وبالتالي رفض هؤلاء للتحويلات يعمل على حرمان الآلاف من الأيتام والفقراء والمحتاجين من الاستفادة من هذه المعونات. وهنا نتساءل لماذا تقوم سلطة عباس بذلك؟ وإننا ومن خلال موقعكم نؤكد أنّ هذه الممارسات هي ممارسات غير أخلاقية وهي جريمة فعلية بحق الأيتام والفقراء والمحتاجين، فلمصلحة من يحدث ذلك؟، إننا أيضاً نوجه أصابع الاتهام إلى السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، ونعتبر ذلك طبعاً استمراراً لسياسة فرض الحصار على الشعب الفلسطيني بهدف إذلال هذا الشعب الأبي الصامد الصابر، وإنهما (السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال) يريدان كسر صمود شعبنا الفلسطيني لكي تنازل عن ثوابته وحقوقه.
ـ وهل توقف العمل الخيري في هذه المؤسسات والجمعيات بفعل الحصار الصهيوني؟
الكرد: بالعكس، لم يتوقف ولن يتوقف العمل الخيري بل هو مستمر، حيث أنّ هذه الهجمة على العمل الخيري وعلى المؤسسات والجمعيات الخيرية مستمرة منذ سنة 1995 وحتى الآن، أي منذ ثلاث عشرة سنة، والعمل الخيري يتعرض للتخريب ولإغلاق مؤسساته وجمعياته، ومصادرة محتوياتها. وعلى الرغم من ذلك فإنّ العمل الخيري استمرّ وهو مستمر أيضاً حتى الآن، بل ويزداد عاماً بعد عام. فمثلا انظر إلى إنجازات التشغيل والأعمال الصيفية التي تنفذ في هذه الأوقات العصيبة.
وهنا نقول: مهما تحاصرونا ومهما تفرضوا علينا الإغلاقات؛ فإنّ أحرار العالم يساهمون في نجدة شعبنا الصامد ويقدِّمون العون والمساعدة لهذا الشعب الصابر .
مساندة المحتاجين رغم القيود المشددة
ـ أستاذ أبو أسامة؛ في ظل انعدام الدعم وكذلك تجميد الأموال، كيف تمكّن تجمّع المؤسسات الخيرية من جمع هذا الدعم المالي للمحتاجين والعمال؟
الكرد: نكرر ونقول: إنه رغم كل هذه الإغلاقات وكل هذا الحصار الظالم المفروض على شعبنا الفلسطيني الصامد؛ إلاّ أنّ يد الخير موجودة في كل مكان. فعندنا في قطاع غزة هناك تجاوب من قطاعات عريضة ومختلفة من الناس يساهمون في دعم العمل الخيري. فمثلاً الموظفون والمؤسسات الخيرية والوزارات والجميع هنا يمد يدّ العون من أجل إغاثة ودعم المشاريع الخيرية والعمال لتثبيت صمودهم أمام الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني المظلوم، فيد الخير موجودة بكثرة والحمد لله رب العالمين. ثم إننا نذكر بقوله تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (سورة الطلاق آية 3).
ـ وكيف يمكن أن تصمد المؤسسات الخيرية وتواصل عملها في ظل الحصار الصهيوني الخانق وفي ظل سياسة الإغلاق المفروضة على الشعب الفلسطيني؟
الكرد: نحن نؤكد أنّ الحصار هو حصار خانق وظالم ويجب أن يزول، وفي المقابل فإننا نطمئن أهلنا وإخواننا الأيتام والمحتاجين والفقراء، وأيضاً نطمئن شعبنا الفلسطيني والمتبرعين، أنّ الدعم يصل ويصل ويصل والحمد لله إلى مستحقيه. وإنّ استمرار المشروع الخيري “تكافل” هو خير دليل، حيث أنّ هذا المشروع متواصل منذ أربعة شهور متتالية بتكلفة ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار والحمد لله، حيث استفاد منه حتى الآن سبعة عشر ألف عامل .
مشروع “تكافل” .. نجاحاته وآفاقه
ـ ماذا عن مشروع “تكافل”، وهل من نبذة سريعة عن المشروع من حيث ميلاد الفكرة وبداية التطبيق؟ وماذا عن الأهداف الأساسية لهذا المشروع؟
الكرد: “تكافل” هو عبارة عن البرامج إغاثي مستمر منذ نحو أربعة أشهر، ويقوم عليه تجمّع المؤسسات الخيرية، وهدفه حسب الخطة الموضوعة طبعاً هو توفير فرص عمل لستين ألف عامل. والمشروع مستمر ومتواصل في تقديم الخدمات للعمال، حيث أنه وفي هذا الشهر قد تم تشغيل ألف عامل ليصل عدد العمال المستفيدين من هذا البرنامج “تكافل” حتى الآن سبعة عشر ألف عامل من كافة محافظات قطاع غزة وفي مجالات متنوعة. ويتقاضي العامل المستفيد من هذا البرنامج مائتي دولار في الشهر، مع العلم أنّ مدة عمل الفرد العامل هو شهر واحد فقط، وهذا المشروع مستمر طالما استمر الحصار. وهنا أخي الكريم نشكر موقعكم الموقر “المركز الفلسطيني للإعلام”، لاهتمامه البالغ بهذه القضايا المهمة وتفعيل هذه القضية، ونضيف أيضاً أنه وخلال هذا الصيف انطلقت مائة مخيم صيفي بإشراف التجمّع بمشاركة خمسة عشر ألف طالب يمارسون الكثير من النشاطات والفعاليات.
ـ ما هي المؤسسات المشاركة في هذا المشروع سواء كانت رسمية أو أهلية؟ وكيف تتم عملية التنسيق فيما بينكم؟
الكرد: المؤسسات المشاركة في هذا المشروع هي تلك المؤسسات المنضوية تحت اسم تجمع المؤسسات الخيرية، وهي عبارة عن مائة مؤسسة وجمعية خيرية عاملة في قطاع غزة وهي مؤسسات غير حكومية، وهي أيضاً مرخصة حسب القانون الفلسطيني. وتوجد هناك لجنة في التجمّع تقوم بتنسيق العمل بين هذه المؤسسات والجمعيات من أجل توزيع العمل الخيري والإغاثي على كافة محافظات قطاع غزة بالتساوي وحسب حاجة المحافظات للإغاثة، بهدف سدّ احتياجات المتضرِّرين من (أوضاع سوق) العمل والمحتاجين .
ـ وما تقييمكم للمشروع حتى الآن؟ وماذا عن مدة استمراره؟ وهل هناك برامج إغاثية أخرى؟
الكرد: المشروع استطاع أن يشكل نسبة نجاح لا بأس بها، وهذا بفضل الله تعالى، ونأمل أن تصل نسبة نجاح المشروع إلى مائة في المائة. وهنا من خلال مركزكم المشهور “المركز الفلسطيني للإعلام”، فإننا نتوجّه بالشكر إلى جميع من ساعدنا في هذا المشروع وغيره من المشاريع، كما أن
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

أوتشا: 70% من سكان قطاع غزة تحت أوامر التهجير القسري
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار...

وثيقة للشاباك تحذر من خطر انتشار السلاح في الأراضي المحتلة عام 48
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ "الشاباك"، من أن النطاق الواسع لانتشار الأسلحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة...

الأونروا: الاحتلال يحرم 550 طالباً في القدس من الوصول إلى مدارسهم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن سلطات الاحتلال تحرم 550 طالبا من...