السبت 10/مايو/2025

مسؤول أمني بارز: فككنا خلايا عملاء خطيرة .. ومرتاحون لاستتباب الأمن الداخلي في ا

مسؤول أمني بارز: فككنا خلايا عملاء خطيرة .. ومرتاحون لاستتباب الأمن الداخلي في ا

أكد مسؤول كبير في جهاز الأمن الداخلي الفلسطيني بقطاع غزة، نجاح الجهاز في تفكيك خلايا وشبكات عملاء خطيرة جداً اشترك بعضها في مهمات القوات الصهيونية الخاصة، وحاول بعضها تنفيذ عمليات اغتيال واختطاف مجاهدين وإسقاط.

وكشف المسؤول في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” هي الأولى من نوعها التي يجريها أحد مسؤولي الجهاز مع وسيلة إعلام، أنّ مخابرات الاحتلال سعت عبر عملائها لتشكيل مجموعات تعمل باسم حركة “فتح” لإثارة الفتنة واستهداف مسؤولين من “حماس” والحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، كما عملت على اختراق مجموعات أخرى ناشطة للغرض ذاته.

وقال المسؤول إنّ فتح ملف العملاء بهذه القوة وضبط العديد من الشبكات أدى إلى إرباك قوات الاحتلال ومخابراتها، وكشف بعض إجراءاتها.

وأشار المسؤول الأمني البارز إلى أنّ غالبية محاولات إعادة الفوضى والتفجيرات التي قام بها نشطاء من حركة “فتح” سواء بشكل مناطقي أو معارفي أو مهني، كانت تصبّ نحو حلقة واحدة في رام الله تريد زعزعة الاستقرار الأمني في قطاع غزة، مؤكداً إخفاق هذه المحاولات رغم الإغراءات والابتزاز الذي التقى في ممارسته ذلك الفريق المتورِّط مع الاحتلال الصهيوني، وفق تأكيده.

وأبدى المسؤول ارتياحه لما آلت إليه الأوضاع الأمنية الداخلية في قطاع غزة من استتباب للأمن، عازياً ذلك إلى جهود وتكامل أدوار أجهزة الأمن العاملة في القطاع.

وفيما يلي نص الحوار مع أحد مدراء الإدارات العامة للجهاز الذي آثر عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، يستعرض فيه مسيرة تسعة أشهر من العمل الأمني والنجاح في ظل ظروف استثنائية وطوارئ وإخلاء مواقع بفعل عمليات القصف الصهيونية.

 

مبررات التأسيس

ـ بداية نقدِّر أن تكون إطلالتكم الأولى لكم عبر وسائل الإعلام من خلال نافذة “المركز الفلسطيني للإعلام”، وعليه نسأل عمّا يمكن قوله عن هذا الجهاز ومبرِّرات تأسيسه؟

مدير الإدارة العامة: شكراً لكم، وبدورنا نقدر جهودكم كإعلام مقاوم يتبنى هموم وقضايا الشعب الفلسطيني وينحاز إلى قضايا الأمة العادلة. وبخصوص السؤال؛ فقد فرضت الحالة الفلسطينية بعد أحداث 14 يونيو (حزيران) 2007، أو ما يسمى بالحسم في قطاع غزة، ضرورة أن يكون هناك جهاز أمن مختص؛ لا سيما أنه كان هناك فراغ أمني كبير في القطاع سببه عدم وجود أجهزة أمنية تحمل تبعات الحفاظ على الأمن العام. وكانت للإشكاليات التي حدثت بين حركتي حماس وفتح خلال فترة الحسم وما خلفها من وجود بعض الاحتقان ورواسب الفلتان التي نفذت وسعت لتنفيذ اعتداءات ومحاولة المس بمؤسسات وشخصيات من حركة حماس والحكومة الشرعية في غزة، إضافة لمتابعة أدوار العملاء وعبثهم بالساحة الفلسطينية؛ كل ذلك أوجب ضرورة تأسيس جهاز أمني يحمل هذه الأمانة والمسؤولية الكبيرة، وكان ذلك في شهر سبتمبر (أيلول) 2007.

 

تقييم إيجابي

ـ وكيف تُقيِّمون الأداء خلال الأشهر الماضية من العمل؟

مدير الإدارة العامة: أستطيع القول إنّ لدينا نوعاً من الرضا لمستوى الأداء والإنجاز في نفس الوقت الذي نتطلع فيه للمزيد. وأستطيع القول إنّ هناك مركز أبحاث متخصص قام باستطلاع رأي حول أدوار أجهزة الأمن على الساحة الفلسطينية في ضبط الأوضاع الأمنية، وأظهر أنّ 49.8 في المائة رأوا أنّ جهاز الأمن الداخلي أكثر الأجهزة قدرة على ضبط الأمن، في حين لم يحصل جهاز المخابرات السابق سوى على 11  في المائة و(الأمن) الوقائي على 8 في المائة. ولعلّ ذلك بسبب القناعة العامة والحقيقة التي تقول إنّ أفراد وقادة تلك الأجهزة هم الذين كانوا يمارسون الفلتان والفوضى الأمنية.

في كل الأحوال هذا يعطينا نوعاً من الرضا، رغم أنّ الفترة الزمنية التي عملنا فيها هي تسعة أشهر للآن، ونحن نتطلع للأمام نحو المزيد من الإنجازات التي من المهم أن نشير هنا إلى أنها تحققت أيضاً بفضل تكامل الأدوار بين الأجهزة الأمنية العاملة في قطاع غزة، بحيث اختفت تماماً ظاهرة التناحر بين الأجهزة التي كانت تسبِّب جزءاً كبيراً من الإشكالات الأمنية.

 

عن الصورة السلبية

ـ ينظر البعض بصورة سلبية لعمل الجهاز؟ ويرونه الصورة الأخرى من جهاز الأمن الوقائي؟ لماذا؟

مدير الإدارة العامة: معروف أنّ العمل الأمني ليس له صورة إيجابية في أذهان الكثير من الناس بشكل عام، وقد يكون ذلك بسبب الانطباعات المسبقة، والبعد عن الاحتكاك والتجربة، وقد يكون بسبب الانطباعات السلبية والسيئة التي خلّفتها أجهزة الأمن السابقة لدى الناس عبر ممارسات البلطجة والتعذيب والابتزاز الذي كانت تُمارَسها بحق الناس. ومع كل ذلك؛ نعتقد أنّ جهاز الأمن الداخلي استطاع أن يشكل صورة عامة تحوز الرضا على مستوى الأداء والمهنية والتعامل الخلاّق والمسؤول مع مختلف القضايا.

 

ردود على اتهامات

ـ على أية حال، أنتم عملتم في مرحلة حسّاسة ومضطربة، بعد الحسم العسكري، وكثيراً ما يتداخل لدى البعض البعد السياسي أو الأمني أو الجنائي لأي عملية اعتقال تجري في غزة؟ وأنتم بالذات توجّه لكم اتهامات بممارسة الاعتقال السياسي؟ وبممارسة عمليات التعذيب؟

مدير الإدارة العامة: نحن نحترم أي نقد وأي تقييم، فكل أعمالنا فوق الطاولة، وجميع الهيئات الحقوقية لها زيارات مستمرة لدى السجن وكذلك الصليب الأحمر، وليس هناك ما نخفيه. ونحن أكدنا مراراً: ليس هناك أي اعتقال سياسي. هناك اعتقالات تتعلق بمخالفات قانونية، مع الإشارة إلى أنه قد يحدث أن تكون خلفية انتماء المعتقل لحركة فتح أو حماس أو الجهاد أو أي تنظيم آخر.

 

كشف خلايا تخريبية

ـ نجحتم في الكشف عن بعض الشبكات التي أدارت عمليات تفجير وتخريب ضد مصالح فلسطينية؟ كيف أمكن ذلك؟ وإلى أي مدى يمكن القول إنه تم القضاء على هذه الظاهرة؟

مدير الإدارة العامة: هذا صحيح، ومن المهم أن أشير هنا إلى أنّ الدور التكاملي بين الأجهزة المختلفة هو الذي ساهم في تحقيق هذه الإنجازات وساعد على إنقاذ أرواح الأبرياء. وفي هذا المجال نشير إلى أنّ الجهاز تابع بعد تأسيسه الكثير من الحالات والمجموعات التي تُدار من الضفة الغربية في محاولة لإعادة العجلة إلى الوراء وإعادة إنتاج الفلتان الأمني، ونجحنا بفضل الله بعد جهد كبير وتعاون مختلف الأجهزة وخاصة الشرطة التي كان لها دور كبير في مساعدتنا على ذلك؛ في تفكيك هذه الشبكات والكشف عمن وراءها واعتقال بعضهم، واستطعنا أن نضبط الأمن ونحقق استتباباً كبيراً خلال الفترة الماضية. لكن هناك بعض الجهات التي تعمل لصالح جهات خارجية ولا يحلو لها أن ترى الساحة الفلسطينية هادئة؛ تحاول بين الحين والآخر أن تثير الفتنة، ولكننا لن نسمح لها بذلك.

ـ وزير الداخلية تحدث عن تفكيك وضرب خلايا كانت تريد إحداث قلاقل وعمليات استهداف في الآونة الأخيرة، ماذا عن ذلك؟

مدير الإدارة العامة: نعم، فقبيل ذكرى الحسم، تابعنا محاولات جهات في رام الله التأثير على بعض المجموعات هنا وهناك، من أجل اللعب على العواطف وتجييش المشاعر. ومن جهتنا استطعنا إحباط عدد من المحاولات، وتم ضبط الحالات التي كانت تنوي القيام بأعمال فوضى وتفجير. وكان اللافت لنا أنّ أطرافاً في رام الله تستخدم الراتب بحق الموظفين، خاصة أبناء الأجهزة العسكرية، لابتزازهم من أجل الانخراط في أعمال فوضوية وفلتان واستهداف أبناء حركة حماس والحكومة.

 

فتح والتخريبيين

ـ جرى مؤخراً محاكمة بعض المتورطين في هذه الأعمال، في المقابل كانت حركة فتح تنفي باستمرار علاقتها أو نيتها حتى القيام بعمل عسكري لمواجهة وتغيير الوضع في غزة؟

مدير الإدارة العامة: حركة فتح ليس لديها رؤية واضحة في التعامل مع هذا الواقع، ومعروف أنّ حركة فتح عبارة عن أقطاب متعددة، لذا عندما تم ضبط المجموعة التي كانت تريد تفجير احتفال الحجاج الذي كان يشارك فيه رئيس الوزراء إسماعيل هنية وبعض التفجيرات الأخرى؛ نفت حركة فتح صلتها بهؤلاء. ولكن عندما جرى تقديمهم للمحاكمة بدأت تصدر بيانات عن محاكمات تجري لأبنائها. أي أنها عندما يتعلق الأمر بأعمال تخريب لا يرضاها الناس تتنصل من المسؤولية، وعندما تجد مدخلاً للهجوم على حماس والحكومة تبدأ بالتباكي وإثارة الحديث عن محاكمات واعتقال سياسي، وكأنّ من يخطط لارتكاب جريمة تفجير وسط تجمّع عام أو اقتراف جريمة اغتيال هو معتقل سياسي.

 

محور إجرامي يوجِّه المنفلتين

ـ هل هذه الشبكات خلايا منظمة منتشرة في القطاع وتتابعها قيادات معروفة أم هي تصرفات أفراد؟

مدير الإدارة العامة: هذه المجموعات انعكاس أصلاً لحالة التنظيم عند حركة فتح، التي لها العديد من التشكيلات العسكرية غير المنتظمة. على أية حال ما لمسناه خلال تفكيك الشبكات أنّ الحديث يدور في قطاع غزة عن خلايا تشكلت على أساس مناطقي، أي الشمال أو الوسطى وهكذا، أو على أساس معارفي أي يوجد علاقة سابقة بينهم، أو على أساس زمالة مهنية، كأن تشكل مجموعة كانت تعمل في قوات أمن الرئاسة أو الوقائي خلية هنا أو هناك. وإذا كنا لم نسجل وجود تنظيم مركزي مترابط بعضه ببعض في قطاع غزة؛ فإنّ اللافت أنّ جميع خيوط الشبكات الفرعية والمتفرقة في القطاع سواء مناطقية أو معارفية أو

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات