الثلاثاء 13/مايو/2025

حتى لا نصوب في الاتجاه الخطأ

حتى لا نصوب في الاتجاه الخطأ

صحيفة البيان الإماراتية

يبدو أن “إسرائيل” لا تنوي التسليم باستحقاقات السلام العادل والشامل، لا تجاه الفلسطينيين ولا الدول العربية، ولأن التهديدات العسكرية الإسرائيلية للمقاومة العربية، ولا يبدو أن المشاريع العدوانية والتقسيمية الصهيو-أميركية ضد المنطقة العربية والإسلامية ستتوقف، سواء في فلسطين أو لبنان أو في العراق أو السودان.

لذا يخطئ من يظن أن الصراع العربي الصهيوني في طريقه للتحول إلى صراع فلسطيني إسرائيلي، وأن السلام قد حل بعد معاهدات ما يسمى بالسلام بين بعض الحكومات العربية والحكومة الصهيونية، حيث لا سلام مع استمرار الاحتلال.

وفى ظل استمرار هذا الصراع لرفض الحلف الصهيو-أميركي إنهاء الاحتلال والانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعراقية والعربية المحتلة، وبرفض وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، ومواصلة الجرائم ضد الإنسانية بارتكاب المجازر اليومية ضد الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين الأبرياء، وبفرض الحصار لتجويع الشعب الفلسطيني في غزة، ومواصلة العدوان اليومي على القرى والمدن الفلسطينية، فسوف تتباعد آفاق السلام في المنطقة أكثر، وسوف يستمر الصراع وسوف تستمر المقاومة للاحتلال حتى عودة الحقوق وتحقيق الاستقلال.

ومع التهديدات الأميركية والإسرائيلية لإيران بشن عدوان عسكري غير منطقي لوقف البرنامج النووي السلمي الإيراني برغم ملكية “إسرائيل” لأكثر من 150 قنبلة نووية حسبما أعلنه الرئيس كارتر بما يهدد كل الدول العربية والإسلامية، وبرغم امتلاك أميركا الحليف الاستراتيجي ل”إسرائيل” لمئات من القنابل النووية التي تهدد بها كل العالم، ومع استمرار تحريض بوش في جولته الوداعية الأوروبية على العرب والمسلمين فلا مؤشرات صهيو-أميركية للصراع تتجه إلى السلام بقدر ما تحشد لشن الحروب!

وككل صراع دولي ما في مكان ما من العالم حول قضية من القضايا، فلابد أن تنتج عنه ونتيجة له حالة من المواجهة السياسية والأمنية بين القوى المتصارعة الأساسية على أرض الصراع، تلقى بتأثيراتها بأبعاد أمنية وسياسية وعسكرية واقتصادية مختلفة على محيط الصراع إقليمياً، وتتأثر توازنات القوى فيه بتشابك استراتيجيات المصالح دولياً..

وفي ظل استمرار الصراع فمن الطبيعي بصورة رئيسية وجود نظرية استراتيجية عامة للأمن القومي العربي، وبصورة فرعية وضع خطة فرعية للأمن الوطني للدول العربية المساندة أو المستهدفة من العدو بالتهديد، وفى كل نظرية أمن وطني تتحدد عدة محددات:

 أولاً تحديد من هو العدو، ومن أين ينبع مصدر التهديد الرئيسي والثانوي؟..

وثانياً ما هي طبيعة الصراع وما هي ميادينه وإمكانياته ووسائله؟.

وثالثاً ما هو الهدف الاستراتيجي المشروع من الصراع؟..

ورابعاً ما هي أطراف الصراع المساندة وما طبيعة المواجهة لكل منهم؟..

وخامساً ما هو ميزان القوى ومتطلبات تغليبه لصالح كل طرف؟.

وسادساً ما هو مسرح الصراع جغرافيا وكيف وأين ومتى يمكن القبول بإنهاء الصراع؟

وإذا كنا في الصراع العربي الصهيوني نحدد “إسرائيل” باعتبارها العدو الأول ومصدر التهديد الرئيسي للأمن العربي، ونعتبر أميركا هي الطرف المساند الرئيسي والشريك الاستراتيجي لهذا العدو، فإن ذلك التحديد بينما لا يتغافل عن مصادر ثانية وثالثة للتهديد، لا ينبغي له وهو يواجه معركته الرئيسية ألا يترك الجبهة الرئيسية ويحشد في الجبهة الخطأ، أو يخطئ في التحديد فيتوهم العداء أو يختلق الأعداء، أو يقع في كارثة الخلط بين الأعداء والأشقاء أو الأعداء والأصدقاء ويصوب في الاتجاه الخطأ!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات