التردد والحيرة في التعامل مع غزة يسيطران على التفكير الصهيوني

ذكرت أوساط سياسية إسرائيلية بأنه على الرغم من التصريحات التي أدلى بها مؤخراً مسؤولون سياسيون كبار بشأن القيام بعملية عسكرية في القطاع، إلاّ أن هذه العملية باتت بعيدة على ما يبدو من التحقيق خلافاً لما جاء في وسائل الإعلام حتى الآن، وذكر مسؤولون سياسيون وأمنيون وعسكريون بأنه في حال عدم وقوع إصابات كثيرة في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة فإن المفاوضات الخاصة بالتهدئة سوف تتواصل أسبوعين آخرين قبل بلورة إسرائيل استقرارها الخاص بالخطوات القادمة ضد حماس.

وأكدت هذه المصادر بأن مقتل مواطن ثالث جراء إطلاق القذائف الصاروخية والهاون خلال الفترة الماضية زاد من الشعور بالاستعجال من جانب المستوى السياسي، غير أن هذا الشعور لم يُترجم بعد لتعليمات عملية للجيش، كما لم يسارع الجيش في استعداداته لإجراء هجومي حيث لم يقم بتعزيز القوات النظامية المحيطة بالقطاع، ولم يتخذ أي إجراء على صعيد دعوة عدد من وحدات الاحتياط، إلاّ أن هذه المصادر أكدت في الوقت نفسه أن الجيش قد يعمل على تصعيد نشاطاته الهجومية بشكل تدريجي غير أن الأمر سوف يتركز خلال المرحلة الأولى على مضاعفة وتيرة عمليات قصف سلاح الجو وعمليات برية أخرى محدودة ضمن قاطع حماية على بعد 2-3 كم غربي الجدار المحيط بقطاع غزة.

على صعيد آخر تواصل إسرائيل اتصالاتها مع مصر بشأن مبادرة الوساطة التي طرحتها غير أنه لم يُحدد موعد بعد لزيارة المسؤول الإسرائيلي الخاص بالمفاوضات اللواء عاموس غلعاد إلى القاهرة والذي كان من المقرر أن يتوجه إلى مصر الأسبوع الماضي لكن زيارته تأجلت بعد تدخل من رئيس الوزراء أولمرت، هذا ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء بوزيري الخارجية والدفاع لإجراء نقاش ثان خاص بالمبادرة المصرية.

يشار هنا إلى أن براك الذي بدا- خلال الشهرين الأخيرين- داعماً أساسياً لفكرة تحقيق تهدئة مؤقتة في أوساط القيادات الإسرائيلية تراجع إلى الوراء قليلاً عن هذا الموقف؛ أي إنه في حال عدم التوصل إلى تهدئة في غضون أسبوعين فإنه قد يدعم فكرة تصعيد النشاطات الهجومية على أمل أن يؤدي الضغط العسكري على حماس إلى قبول الحركة بوقف إطلاق النار ضمن شروط مريحة لإسرائيل نسبياً.

من جهة أخرى يمكن القول إن إسرائيل تسعى إلى استنفاد المفاوضات السياسية لأنها معنية بعدم إحداث أزمة مع مصر وحشد دعم الأسرة الدولية لأي خطوة قد يقوم بها الجيش الإسرائيلي في حال تقرر أنه لا مناص من تصعيد الضغط الهجومي على القطاع.