سميرة الحلايقة: حق العودة لا يسقط بالتقادم والمجتمع الصهيوني فقد شعوره بالأمان

مع حلول ستينية النكبة تتحدث النائب الفلسطينية سميرة الحلايقة، عضو المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح، ممثلة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عن القضية الفلسطينية في ظل هذه الذكرى، وعلى موقف الاحتلال الصهيوني في هذا المنعطف الزمني.
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” مع النائب سميرة الحلايقة ..
القضية الفلسطينية بعد ستين عاماً من النكبة
ـ ما هو تقييمك لواقع القضية الفلسطينية بعد مرور ستين عاماً على النكبة؟
النائب سميرة الحلايقة: دخلت القضية الفلسطينية منذ عام 1992 حتى الآن منحنيات خطيرة كادت أن تضرّ بالثوابت الفلسطينية، ومن هذه المنحدرات قبول التفاوض على ثوابت الشعب الفلسطيني كالقدس واللاجئين وحق المقاومة، واجراء مفاوضات مباشرة مع الكيان الصهيوني، وولادة مشاريع تصفوية تضرّ بالقضية الفلسطينية مثل اتفاق أوسلو، واي ريفر، واي بلانتيشن، وأخيراً خارطة الطريق. الآن وقد مضى ستون عاماً على النكبة وبعد تنكّر المجتمع الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني ومحاربة إنجازاته على الأرض، والاصطفاف بشكل واضح مع السياسة الدولية إلى جانب الاحتلال؛ قرّر الشعب الفلسطيني أن يقف بجانب المقاومة ومحاربة المحتل، والسير قدما على طريق العودة، والحفاظ على الثوابت، وعدم الانصياع للمخططات الدولية الرامية لانهاء الوجود الفلسطيني عن خارطة العالم .
ـ هل تعتقدين أنّ الكيان الاحتلالي حصل عملياً على الأمن بعد ستين عاماً من الحروب؟
الحلايقة: بعد ستين عاماً من الاحتلال لم تَعِش دولة الاحتلال في أي نوع من الرخاء أو الأمن المجتمعي. ففي ظل تصاعد العدوان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ازدادت نسبة المنحازين للمقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني على المستوى العربي والدولي. فمنذ ستين عاماً والكيان الصهيوني لا يمارس في المنطقة إلاّ سياسة الحرب والاغتيالات والاجتياحات، وهو يعوِّل بذلك على إشاعة الفوضى والبلبلة في الدول العربية المحيطة به. وهذه الأمور مجتمعة زادت من نسبة العداء للكيان الصهيوني، ومعها فقد المغتصب الصهيوني شعوره بالأمان، وظلّ على مدى الستين عاماً يمارس دوراً دفاعياً. إلى ذلك ومنذ أكثر من عقدين من الزمن لم تحقق دولة الاحتلال أيّ نصر يستحق الذكر في المنطقة، فقد فشلت في حروبها مع لبنان على يد المقاومة وفي حروبها ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك فشلها الذريع على مستوى حملات الاختراق التي تنفذها ضد بعض الدول العربية .
ـ وعلى الصعيد العربي؛ هل استطاع الكيان الصهيوني كسر منظومة الجبهة العربية من أجل إيجاد موضع قدم حقيقي في الشرق الأوسط؟
الحلايقة: حاول الكيان الصهيوني إيجاد ذيول له ضمن الأنظمة العربية القائمة، وعبر تدخله في الشؤون الداخلية لهذه الدول، كما حاول رسم سياسات تتناسب والاحتلال الصهيوني في بعض الأقاليم العربية، إلاّ أنّ هذه الجيوب والذيول والسياسات انكسرت أمام جبهات التصدي الشعبية لهذه الدول فالكثير من الشعوب رفضت سياسة التطبيع مع الاحتلال، بالرغم من وجود اتفاقيات بين رؤساء هذه الدول والكيان الصهيوني الغاضب .
زيارة بوش للاحتفال بالنكبة
ـ ما هي رؤيتك للزيارة التي قام بها بوش لفلسطين المحتلة للاحتفال بنكبة الشعب الفلسطيني؟
الحلايقة: خلال السنوات الثمانية التي عمل بها بوش رئيساً لأمريكا لم يُظهِر سياسته الواضحة جداً اتجاه الاحتلال الصهيوني إلاّ خلال هذا العام، فقد جاء إلى كيان الاحتلال وصلى في كنسهم واحتفل معهم وصرح بوضوح عن حبِّه الأزلي لهذا الكيان الغاضب، وهذا ما يؤكد أنّ ملّة الاحتلال واحدة. بوش حاول خلال هذه الحقبة السيئة أن يغيِّر معالم الخارطة العربية، فسياسته معلومة في العراق وفلسطين والسودان وأفغانستان. وهو بزيارته لم يأتِ بجديد سوى أنه أظهر المزيد من الإساءة لأولئك الذين عوّلوا على النظام الأمريكي بتقديم المساعدة للقضية الفلسطينية، إذ مثلت سياسته المنحازة صفعة قوية لمتسوِّلي الحقوق الفلسطينية من هذا المجرم .
ـ في الآونة الأخيرة أصدرت حكومة الاحتلال قرارات بلمّ شمل عائلات فلسطينية. كيف ترين ذلك وما تأثيره على حق العودة؟
الحلايقة: نحن مع حق العودة لأي فلسطيني إلى وطنه، وبشتى الوسائل والطرق. كل ما نأمله أن لا يكون هذا الكم من قرارات لم الشمل على حساب حق العودة للاجئين، إذ هذا الحق لا يجوز التنازل عنه مقابل أي استحقاق أقل من حق العودة. كما نطمح أن لا يخضع قرار حق العودة للاستفتاء او التعويض أو ما شابه ذلك، والتفافاً على قرارات لم الشمل الاخيرة قامت سلطات الاحتلال بعدم السماح لعدد من هؤلاء المشمولين بلم الشمل بالدخول إلى فلسطين .
كتلة التغيير والإصلاح
ـ من منظور الواقع الفلسطيني؛ ما هو الإنجاز الذي قدمته “كتلة التغيير والإصلاح” للمشروع الوطني بعد عامين على فوزها في المجلس التشريعي؟
الحلايقة: بالرغم من عمليات الإقصاء المتعمد لنواب الشرعية وخاصة نواب “التغيير والإصلاح” داخل سجون الاحتلال، إضافة إلى اعتقال كم كبير من أبناء حركة “حماس”؛ لم يستطع المحتلون انتزاع أي نوع من الاعتراف بالاحتلال الصهيوني أو الانطواء تحت مظلة الاتفاقيات التي أضرّت بالقضية الفلسطينية. كما سجّلَت موقفاً مشرِّفاً بالحفاظ والدفاع عن المقاومة واعتبار المقاومة حقاً مشروعاً للشعب الفلسطيني. كما لم يتم التنازل عن أي ثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني. إنّ وجود “التغيير والإصلاح” على خارطة المنظومة السياسية الفلسطينية أحبط الكثير من المخططات التصفوية التي كانت تحيط بالقضية الفلسطينية .
مستقبل القضية الفلسطينية
ـ ما هي رؤيتك لمستقبل القضية الفلسطينية بعد هذا الحجم الكبير في المتغيرات الدولية اتجاه المشروع الإسلامي العالمي؟
الحلايقة: خلال الأعوام الأربعة الماضية حاولت أمريكا والكيان الصهيوني رسم سياسة تتواءم مع مصالحهما في منطقة الشرق الأوسط، ولكنّ هذه السياسة عادت بالأضرار والوبال على أمريكا والكيان الصهيوني. نأخذ على سبيل المثال الحرب على العراق، والحرب على لبنان من قبل الكيان الصهيوني وقد منيت بفشل ذريع، والحرب ضد الشعب الفلسطيني التي أدّت إلى سيطرة “حماس” على القطاع وبالرغم من أنّ أمريكا والكيان الصهيوني تغيِّران من سياستها بين حين وآخر داخل الدول العربية مثلما تقوم بتغذية الصراع في فلسطين ولبنان وغيرها، إلاّ أنّ النتيجة تأتي في آخر المطاف لصالح المقاومة والشعوب .
ـ من وجهة نظرك هل توجد متغيِّرات حول مسمى النكبة خلال الستين عاماً الماضية؟
الحلايقة: في اعتقادنا لم يتغيّر شيء على الشعب الفلسطيني منذ ستين عاماً، والنكبة تتكرّر كل يوم اللهم في السابق كان هناك تحرك دولي لحماية الشعب الفلسطيني، وكان هناك احتضان لطموح الشعب الفلسطيني من خلال الوقوف معه في مواجهة الاحتلال، والتضامن معه في المطالبة بحريته. أما اليوم فأصبحت هذه الدول تأتمر باللوائح والقوانين التي تخدم الاحتلال، والتي تعمل على شرعية سياسة القتل والتشريد بحجة الحفاظ على أمن ما تسمى بدولة الاحتلال. بالأمس كانت سياسة الاحتلال تقضي بطرد الفلسطيني من أرضه ووطنه، أما اليوم فالسياسة الاحتلالية تقضي بقتل الفلسطيني وإبادته في أرضه، في السابق كانت الجرائم تُرتَكب ضمن مخططات سرية في الخفاء، أما اليوم فعوامل النكبة قائمة وظاهرة وتعمل ضمن سياسة علنية .
ـ هل في اعتقادك أنّ القول الصهيوني “الكبار يموتون والصغار ينسون” الذي أطلقه ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني، هو قول قابل للاستمرار بعد هذا الاصططاف الفلسطيني من أجل الحفاظ على حق العودة؟
الحلايقة: في كل عام يمضي تزداد نسبة الأجيال الفلسطينية والعربية المؤيدة لحق العودة، الأجيال الفلسطينية تتذكر القضية الفلسطينية وأكثر ما يذكرها هو وجود الاحتلال الذي يمارس القمع اليومي بحق الأجيال. والالتفاف الفلسطيني حول المقاومة أكد استمرارية محافظة الأجيال على حق العودة، بالإضافة إلى أنّ الهبة الجماهيرية المتعاطفة لإحياء هذه الذكرى مثلت صفعة لمطلقي هذا الكلام .
الجيل الفلسطيني ما زال يتوارث المفتاح وخيمة اللجوء والمعاناة، فكيف ينسى؟! أما الكبار فإنهم لم يموتوا، بل انغرسوا في الأرض ليخرجوا صبّاراً في عيون المحتلين .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

15 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....