الخميس 01/مايو/2025

اللاجئون الفلسطينيون المشردون يستعدون لإحياء الذكرى الستين لنكبتهم

اللاجئون الفلسطينيون المشردون يستعدون لإحياء الذكرى الستين لنكبتهم
يستعد اللاجئون الفلسطينيون المشردون عن أراضيهم التي احتلها قسراً الاحتلال الصهيوني، لإحياء الذكرى الستين للنكبة، التي لا زالت فصولها ترتسم حية في ذاكرة الأجيال الفلسطينية، مهما ابتعدت بهم مسافات الزمان والمكان.
 
وفي هذه المناسبة الأليمة تواصل الفعاليات والمراكز والمؤسسات والجمعيات والمواطنون الفلسطينيون إحياء هذه النكبة، في فعاليات لهم في كافة أنحاء الكرة الأرضية، سواء كانوا في قطاع غزة أو في الضفة الغربية المحتلة أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م، أو في الدول العربية المجاورة أو في الدول الأجنبية.
 
ولعل من أبرز تلك الاستعدادات وتكريساً للتمسك بحق العودة، فقد خلص فلسطينيو أوروبا في مؤتمرهم السادس المنعقد في كوبنهاغن، الذي حضره ما يقارب عشرة آلاف مشارك يتوزّعون على وفود جاءته من شتى أرجاء القارة الأوروبية، وبحضور شخصيات وقيادات فلسطينية بارزة وفاعلة من فلسطين وخارجها؛ إلى مقرّرات حرّروها في البيان الختامي للمؤتمر الذي أطلقوا عليه اسم “وثيقة الستينية”.
 
وقد جاءت “وثيقة الستينية” في ديباجة، وخمسة عشر بنداً، وخاتمة؛ لتعبِّر عن التصوّرات الكبرى لفلسطينيي أوروبا ومواقفهم، في الذكرى السنوية الستين لنكبة الشعب الفلسطيني، “وبكل ما تستدعيه هذه الذكرى من آلام عاشها الشعب الفلسطيني عبر تلك الكارثة التي جرى إيقاعها عليه، وبكلِّ ما جرّته عليه النكبة من محن متلاحقة ومآسٍ متواصلة”، وفق ما جاء في الديباجة.

 

وأكد المجتمعون في تلك الستينية رفضهم لكل المحاولات الرامية إلى المساس بهذا الحق، أو تجاوزه، أو المساومة عليه، ومشددين على أنهم لن يتنازلوا عن حق العودة ولم يخوِّلوا أحداً للتنازل عنه، مطالبين في الوقت ذاته المجتمع الدولي “بالمسارعة إلى تفعيل حق العودة، بتمكين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا من العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها قسراً، مع التعويض إلى جانب ذلك عن كافة الخسائر والأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بهم وبأجيالهم جراء ذلك التهجير وطوال سنوات اللجوء والشتات وما تخللها من معاناة مركّبة وأضرار جسيمة”.

متمسكون بحق العودة

أما اللاجئون في قطاع غزة المحاصر وفي الضفة الغربية المحتلة فيجمعون هم الآخرون على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وأجيالهم على التمسك بحق العودة إلى أراضيهم التي شردوا منها، ويقول اللاجئ يونس عرمان الذي تجاوز العقد الخامس من عمره، “أولادي وأحفادي لا يؤمنون إلا بالعودة إلى أرضنا التي اغتصبت عام 1948م على يد عصابات الإجرام الصهيونية، ومهما توالت الكوارث والنكبات والمجازر فلن نفرط بهذا الحق، وكل ما يتردد عن حلول مرفوض وسنقاومه بكل السبل”.

وعلى الرغم من صغر سنهم وحداثة أعمارهم إلا أن التلاميذ في مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية (ب) يصرون على التمسك بحق عودتهم إلى أراضي الآباء والأجداد، حيث يقول التلميذ طه غنيم (12 عاماً)، وهو يربط عصبة سوداء على جبينه وعليها كلمة “وادي حنين”، وهي بلدته الأصلية، يقول: “لن يفلح العدو الصهيوني من سلب حلقي مدى الحياة، نعم إنه سرق البسمة من وجه أبي وجدي يوم أن كانوا هناك، ولكني سأسير وسأناضل حتى أستعيد حقي وحق أهلي في بلدتنا “وادي حنين” التي هجر منها والدي وأجدادي رغم أنوفهم على يد عصابات الإجرام الصهيونية.

وتنظم مدارس الابتدائية والإعدادية الإذاعات المدرسة والنشاطات الطلابية الأخرى كالمعارض والندوات والحصص والحفلات، من أجل تذكير تلك الأجيال بالنكبة المشئومة التي كانت بطلتها عصابات الإجرام الصهيونية.

الاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية

وتعود الذاكرة إلى عام 1897م حيث أنه وبعد انعقاد مؤتمر بال في سويسرا قال ثيودور هرتزل – أحد غلاة الصهاينة –قولته المشهورة: الآن بعد انتهاء هذا المؤتمر أستطيع أن أقول: أن دولتنا ستقوم بعد خمسين سنة من الآن.

وكان له ما أراد، فبدعم وتحالف قوي الشر والطغيان والاستعمار، ونخص بالذكر الاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية، احتل الصهاينة أجزاء من فلسطين وأقاموا دولتهم المزعومة على الجزء المغتصب من فلسطين في العام 1948م بزعامة بن غوريون رئيس الوزراء الصهيوني في ذلك الوقت.

مجازر صهيونية وقتل للإرادة

وقد استعمل المجرمون الصهاينة في هذه النكبة شتى الطرق والأساليب من إرهاب وقتل جماعي وتشريد، وتهجير سكان البلاد الأصليين الشعب الفلسطيني، وإن مجزرة دير ياسين وقبية والسموع، خير دليل على إرهابهم وأساليبهم الوحشية، ولم يكتف الصهاينة بذلك بل إنهم عمدوا إلى تدمير قرى ومدن فلسطينية بأكملها، وما أكثرها ومحوها من الوجود وأقاموا عوضا عنها قراهم ومدنهم وسموها بأسماء مختلفة لا تمت بأية صلة للقرى والمدن المدمرة التي بلغت حوالي (468) قرية بل استمرت سياسة التدمير والتهجير بعد احتلال بقية الأراضي الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني عام 1967م، حيث دمر الاحتلال الصهيوني، عدد (11) قرية وموقع في الضفة الغربية ومحاولاً الاستمرار في هذا النهج التدميري والتهجيري لولا صمود الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه وتصديه للاحتلال دفاعاً عن الأرض والوطن.

ممارسات خسيسة لن تفلح في تغيير المعالم

يشار إلى أن عملية الإزالة الجماعية للقرى الفلسطينية والمواقع السكنية تعتبر من الأسرار المكتومة في الكيان الصهيوني، حيث أنه لا يوجد هناك أية نشرة أو كتيب أو كتاب يشير إلى هذه العملية من قريب أو بعيد، بل أن الخرائط الصهيونية تشير إلى بعض هذه المواقع على أنها آثار، كمحاولة منها للتغطية والتضليل عما حدث بعد عام 1948م، وإظهار وكأن “فلسطين أرض بلا شعب” عمرتها الحركة الصهيونية، بينما الواقع يؤكد أن ما أقيم من المستعمرات الصهيونية بني على أنقاض القرى والمدن الفلسطينية، التي قتل وشرد وطورد أهلها على يد عصابات الإجرام الصهيونية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...