الرنتيسي فارس مقدام لم يترجل

( نعاهد الله ثم نعاهدكم أن نمضي قدما في طريقنا نحو تحرير فلسطين كل فلسطين ) هكذا رسم طريقه وحدد هدفه وعمل على تحقيقه مقدما في سبيل ذلك أغلى ما يملك إنه الشهيد البطل عبدالعزيز الرنتيسي الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية مساء السبت الحزين الموافق السابع عشر من أبريل عام 2004 بعد خمسة وعشرين يوما من اغتيال القائد والمؤسس الشيخ أحمد ياسين رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته فهو فخر لكل شاب ولكل مسلم مخلص غيور على دينه وغيور على حرمات الله ومقدساتنا الإسلامية أن يكون في أمتنا التي تمر بأصعب الظروف منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تكالبت علينا كل أمم الأرض وسلط علينا أذل وأحقر وأقذر أمم الأرض من بني صهيون وفى هذا تصديق لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( توشك الأمم أن تداعى عليكم كما يتداعى القوم على قصعتهم ينزع الوهن من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم وتحبب إليكم الدنيا قالوا من قلة قال أكثركم غثاء كغثاء السيل ) ولكن هؤلاء الرجال هم الذين قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ، فقلنا : يا رسول الله ! من هم وأين هم ؟ قال : بأكناف بيت المقدس ) نعم هؤلاء هم الرجال الذين حملوا هم هذه الأمة ورفضوا أن يفرطوا في شبر واحد من أرض الإسلام، رجال وقفوا كالجبال في وجه الأعاصير والعواصف فلم يهتزوا ولم يتزحزحوا ولم تتزعزع ثقتهم في ربهم عز وجل وفى وعده لهم النصر ولو بعد حين فكانوا نعم الرجال المدافعين عن ثرى فلسطين فهو الذي قال ( إننا أحبابنا لا نفرق بين فلسطين وفلسطين فيافا كغزة والجليل كالخليل ) هكذا قالها الرجل المؤمن الواثق في نصر ربه الذي لا يخشى في الحق لومة لائم فلا يهادن ولا يساوم ولا يفاوض على أرض الإسلام فكل أرض الإسلام غالية فلا فرق عنده شبر وشبر آخر ولا بين بلدة وبلدة أخرى .
علم رحمه الله أنه حتى يتذوق نعيم الآخرة ويكون بجوار نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام عليه أن يدفع ضريبة في الدنيا لأنه كان مؤمنا مصدقا بكل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ) فعندما سأله أحد الصحفيين الأجانب عن التهديدات الصهيونية باغتياله قال في قوة وصلابة ( الموت هو الموت سواء كان بالأباتشي أو بالسكتة القلبية أنا أفضل الأباتشي ) هكذا كان ينظر إلى الحياة، كان رحمه الله يعرف أنها وضيعة رخيصة لا قيمة لها إذا ما قورنت بنعيم الآخرة وما أعده الله فيها من خير للمجاهدين والشهداء فما الحياة إلا كقطار يسير فتوقف في محطة فنزل الركاب يتزودون فمنهم من حمل ما يعينه على السفر ويبلغه الأجل ومنهم من جلس يلهو ويلعب فالأول قد ربح وفاز والثاني قد خسر وندم .
إنه أسد الانتفاضة وصقر الجهاد ونسر العروبة ورمز النضال تتذكره وهو يقول لمراسل أجنبي حين سأله هل كتائب القسام تتبنى العملية الاستشهادية في إسرائيل فأجاب قائلا ( إن كان الانفجار قويا وطار سقف الحافلة ووقع الكثير من القتلى فهي كتائب القسام ) هذه هي ثقة القائد في جنوده الذين رباهم على كتاب الله وسنة رسول الله رباهم على الحق وهى ثقة المؤمن المتوكل على الله الوكيل والمستغني بالغني عمن سواه ربى جنوده على التوكل على الله والاعتماد عليه فقال يوم اغتيال الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ( اقتلوا الرنتيسي وهنية والزهار وصيام ومشعل وريان وكل قادة حماس فسيخرج لكم جيل جديد يحب الشهادة كما تحبون الحياة ) هؤلاء رجال تربوا في المدرسة المحمدية التي أخرجت لنا من قبل صحابة عظام كأبي بكر وعمر وعثمان وعلى وعلماء أجلاء وفقهاء لا يخشون في الحق لومة لائم ها هي اليوم تخرج لنا رجالا حملوا هموم الأمة على عواتقهم ومنهم المختار والقسام والبنا والياسين والمقادمة والرنتيسى والشقاقى وعياش وغيرهم فهؤلاء رجال عظام لا نزكيهم على المولى عز وجل فيا لعظمة الخالق في خلقه .
لقد وقف الرنتيسي مواقف لا ننساها له ولا ينساها له التاريخ ومن أراد أن ينساها فليضع رأسه في الرمال كالنعام ولكنه لن يغير من الواقع شيء لقد وقف الرنتيسي أسدا زائرا في وجه مسلسل التنازل عن أرض فلسطين تحت شعارات مزيفة يسمونها عملية تسوية ومفاوضات سلام كان يعلم أنه سيدفع ضريبة كبيرة بسبب موقفه هذا فاعتقل في سجون الاحتلال الصهيوني لسنوات وتم إبعاده إلى جنوب لبنان واعتقل في سجون السلطة الفلسطينية وهى الذراع الطولى للاحتلال الصهيوني سبعة وعشرين شهرا ومرورا بمحاولات الاغتيال المتكررة وأشهرها تلك التي كانت في يونيو 2003 والتي قال بعدها وهو على سريره بالمستشفى وجراحه تنزف ( أقسم بالله العظيم لن ندع صهيونيا واحدا على أرض فلسطين ) هذه هي سمات القائد المجاهد الذي يقدم نفسه فداء لدينه وكان رحمه يثق في نصر ربه ثقة لا حدود لها وقد تجسدت هذه الثقة في جملته الشهيرة ( سننتصر يا بوش سننتصر يا شارون وستعلمون ذلك قريبا حينما تجدون كتائب القسام تدك تل أبيب وحيفا وعكا ويافا وعسقلان ) .
وكان رحمه الله يدرك طبيعة الصهاينة ويدرك عشقهم لمنظر الدماء وأنهم لا يفهمون سوى لغة القوة فقال في أحد المهرجانات ( لقد برع شهداؤنا الأبرار كثيرا في لغة الحوار لقد حاوروا العدو بالدم حاوروه بالسلاح حاوروه باللغة التي يفهم فعدوكم أيها الأخوة الأفاضل لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة الدماء هي لغة الحراب ) فرحم الله شهيدنا البطل عبدالعزيز الرنتيسي وأسكنه فسيح جناته.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...