الأحد 11/مايو/2025

نزال يتحدث إلى المركز الفلسطيني للإعلام عن آخر المستجدات الفلسطينية

نزال يتحدث إلى المركز الفلسطيني للإعلام عن آخر المستجدات الفلسطينية

يستبعد القيادي الفلسطيني محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن يجري حوار فلسطيني داخلي في المدى المنظور، “لأنّ المحاولات لعقد الحوار ستتعطل بسبب إصرار معسكر عباس وبطانته على الشروط التعجيزية التي يرفعونها في وجه حركة حماس”، معرباً عن اعتقاده بأنّ “موقف عباس لن يتغيّر قبل أن انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش مع نهاية العام الجاري”.

ويؤكد نزال، في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ الأيام القادمة ستثبت فشل خيار التسوية في تحقيق أي إنجاز للشعب الفلسطيني على صعيد حقوقه الوطنية، متوقعاً أن تشهد المرحلة القادمة تصعيداً للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.

ويوضح نزال أنه حتى الآن لا يوجد “أي اتفاق أو تفاهم بيننا وبين أي طرف فيما يتعلق بموضوع التهدئة”. ويوضح القيادي الفلسطيني في هذا الصدد “نحن أبلغنا الوسطاء بأننا جاهزون للالتزام بالتهدئة شريطة أن تكون متبادلة ومتزامنة وشاملة وتضمن فك الحصار، وقد قوبل هذا الشرط بالرفض من جانب الاحتلال”، كما قال.

أما مشاركة رئيس “الحكومة” غير الشرعية سلام فياض في الاجتماع الثلاثي الذي جمعه مع الجنرال الأمريكي المكلف بتطبيق خطة الطريق وليام فرايزر ومستشار وزير الحرب الصهيوني أيهود باراك في القدس المحتلة (14/3)؛ فيصفها محمد نزال بأنها “استخفاف بدماء شهداء أبناء شعبنا التي تُراق يومياً بنيران القوات الصهيونية”، لافتاً الانتباه إلى أنّ “سلطة دايتون لم تدخّر جهداًً في تنفيذ التزاماتها المتعلِّقة بتطبيق البند الأول من خارطة الطريق، هذا في الوقت الذي كان الاحتلال الصهيوني يواصل فيه تنفيذ المجازر المروّعة بحق أبناء شعبنا”.

وفي هذا السياق لم يستبعد نزال صحة الاتهامات الموّجهة للأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة بأنها هي التي أعطت المعلومات عن المجاهدين الأربعة الذين اغتالتهم قوات الاحتلال في بيت لحم، “فذلك جزء من الاتفاقات والتفاهمات الأمنية المبرمة بين الطرفين”، على حد قوله.

وبشأن قضية تبادل الأسرى؛ يوضح القيادي الفلسطيني أنها لا تزال متعثرة حتى الآن “بسبب الصراعات الداخلية بين الإسرائيليين أنفسهم”، مشدداً على أنّ المقاومة لن تفرج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط “ما لم تفرج حكومة الاحتلال عن القائمة التي سلّمت إلى الوسيط المصري”، وفق توضيحه.

وقد تناول اللقاء أيضاً موضوع القمة الإسلامية في العاصمة السنغالية داكار، وكذلك القمة العربية المقرر أن تلتئم أواخر الشهر الجاري في دمشق، إضافة إلى شواغل أخرى.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، مع عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، القيادي محمد نزال.

 

فياض يستخف بدماء شعبنا

 ـ عقدت اللجنة الثلاثية “الفلسطينية” – الصهيونية – الأميركية التي تقرر تشكيلها في أعقاب مؤتمر أنابوليس اجتماعا في مدينة القدس المحتلة (14/3)، بحضور الجنرال الأمريكي المكلّف بتطبيق خطة “خارطة الطريق” وليام فرايزر، ورئيس “الحكومة” غير الشرعية سلام فياض، فيما غاب وزير الحرب الصهيوني أيهود باراك عن الاجتماع. كيف تنظر إلى هذا اللقاء؟

محمد نزال: إنّ حضور رئيس الحكومة الدايتونية سلام فياض ومشاركته في هذا اللقاء؛ يمثّل استخفافاً بدماء شهداء أبناء شعبنا التي تُراق يومياً بنيران القوات الصهيونية. فنحن لا يفصلنا زمنياً سوى أسبوعين عن “المحرقة” التي ارتكبتها قوات الاحتلال (27/2-5/3) في شمال قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 130 فلسطينياً بينهم أطفال ورضعّ وشيوخ، إضافة إلى مئات الجرحى، كما لا تفصلنا سوى ساعات عن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لحم ليل الأربعاء الماضي (12/3) بحق أربعة من إخواننا من “سرايا القدس” و”كتائب شهداء الأقصى”.

برأيي أنه في كل مرة يلتقي فيها أشخاص من فريق سلطة دايتون مع الإسرائيليين، يخسرون من رصيدهم الشعبي، ويتعرّضون لانتقادات شديدة من الرأي العام الفلسطيني، إذ إنه ليس من المقبول استمرار هذه اللقاءات تحت عناوين مختلفة في ظل مواصلة الصهاينة عملياتهم الإرهابية بحق أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة.

على أية حال، باراك وزير الحرب الصهيوني تعامل مع هذا اللقاء باستخفاف، وأرسل أحد مستشاريه وهو عاموس جلعاد ولم يقبل بالمشاركة شخصياً في هذا اللقاء، وهذا يدلِّل على أنّ باراك يتعامل بازدراء واحتقار مع حكومة فياض الدايتونية ولا يبدي اتجاهها أي احترام.

 

الإدارة الأمريكية تدفع عباس إلى الانتحار السياسي

ـ الجنرال الأمريكي فرايزر وجد خلال اللقاء المذكور أنّ الطرفين الصهيوني و”الفلسطيني” لم يتقيّدا بخطة “خارطة الطريق”، ما تعليقك؟

نزال: من المؤسف القول: إنّ سلطة دايتون لم تدخّر جهداًً في تنفيذ التزاماتها المتعلِّقة بتطبيق البند الأول من “خارطة الطريق”، هذا في الوقت الذي كان الاحتلال الصهيوني يواصل فيه تنفيذ المجازر المروّعة بحق أبناء شعبنا.

وأود الإشارة إلى أمرٍ آخر، وهو أنّ رعاية الولايات المتحدة هي رعاية منحازة، فمن المعروف أنّ الإدارة الأمريكية تدعم الموقف الصهيوني بشكل مطلق، وتوفّر له ما يريده من دعم وغطاء سياسي، وأرى أنّ تحميل الأمريكان المسؤولية للطرفين يصبّ في إطار هذا الانحياز.

إنّ مطالبة الإدارة الأمريكية لعباس بتطبيق “خارطة الطريق” يعني أنها تدفعه إلى الانتحار السياسي، ففي قطاع غزة لا يستطيع عباس فعل شيء، لأنّ أجهزة الأمنية انهارات وقادتها فرّوا إلى رام الله وبعض العواصم العربية.

أما في الضفة الغربية؛ فقد ينجح محمود عباس إلى حد ما في تطبيق المشروع الأمني، ولكن نحن نعلم أنّ عمليات المقاومة التي تم تنفيذها خلال الشهور الماضية، أكدت على عدم قدرة تلك الأجهزة على النيل من المقاومة الفلسطينية عموماً ومن حركة “حماس” على وجه الخصوص.

 

خطورة الاتفاقات والتفاهمات الأمنية مع الاحتلال

ـ الأجهزة الأمنية التابعة لعباس قامت بتأمين عودة مستوطن صهيوني سالماً بعد أن دخل إلى بيت لحم، هذه المدينة التي شهدت قبل أيام عملية إعدام ميداني نفذتها الوحدات الصهيونية المعروفة بـ”المستعربين” ضمن جيش الاحتلال بحق أربعة مقاومين فلسطينيين. كيف تعلِّق على ذلك؟

نزال: هذا المستوطن ليس هو الصهيوني الأول الذي يُقال إنه ضلّ طريقه ودخل إلى الأراضي الفلسطينية التي تشرف عليها سلطة دايتون، وتسارع الأجهزة الأمنية التابعة لتلك السلطة بتوفير الحماية له وتسليمه إلى السلطات الصهيونية. ولكن ينبغي الإشارة هنا إلى أنّ هؤلاء ليسوا ضالِّي الطريق، وإنما هم من “المستعربين” الصهاينة الذين يدخلون لتنفيذ عمليات اغتيال بحق أبناء شعبنا أو القيام بعمليات استطلاع تسبق عمليات الاجتياح أو الاغتيال.

ينبغي أن ندرك أنّ كل عمليات الاستهداف والاغتيال التي تنفّذها قوات الاحتلال بحق المجاهدين والمقاومين في الضفة الغربية؛ لا يمكن أن تتم لولا تواطؤ الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة دايتون، تلك الأجهزة التي تقوم بتزويد الصهاينة بالمعلومات أولاً بأول، من هنا فإنه لا يمكن الاستغراب من اتهام الأجهزة الأمنية بإعطاء المعلومات عن المجاهدين الأربعة الذي اغتالتهم قوات الاحتلال في بيت لحم، فتلك جزء من الاتفاقات والتفاهمات الأمنية المبرمة بين الطرفين.

 

ليس هناك أي اتفاق أو تفاهم بشأن التهدئة

ـ خلال الأيام التي سبقت جريمة اغتيال المقاومين الأربعة في بيت لحم؛ كان هناك حضور قوي لموضوع التهدئة في المداولات السياسية والتقارير الإعلامية. هل تمخضت لقاءات وفدي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” مع المسؤولين المصريين عن ثمة شيء يتعلق بالتهدئة؟

نزال: ليس هناك أي اتفاق أو تفاهم بيننا وبين أي طرف فيما يتعلق بموضوع التهدئة. نحن أبلغنا الوسطاء بأننا جاهزون للالتزام بالتهدئة، شريطة أن تكون متبادلة ومتزامنة وشاملة وتضمن فكّ الحصار، وقد قوبل هذا الشرط بالرفض من جانب الاحتلال، فالصهاينة يريدون تهدئة مجانية من طرف واحد، تمكِّنهم من مواصلة عدوانهم وحصارهم.

 

صفقة تبادل الأسرى

ـ من المقرّر أن يقوم الوزير المصري عمر سليمان خلال أيام بزيارة إلى القدس المحتلة لإجراء محادثات مع الحكومة الصهيونية تتعلق بموضوع التهدئة وتبادل الأسرى، هل تعتقد أنّ سليمان سيحقق اختراقاً في هذين الملفين؟

نزال: أعود وأؤكد أنه حتى الآن ليس هناك أي اتفاق أو تفاهم حول التهدئة، وكل ما يُقال غير ذلك هو محض شائعات تروِّجها أوساط سلطة دايتون. وتقديري أنّ زيارة سليمان إلى القدس المحتلة، ستصطدم مع الموقف الصهيوني المتعنت.

أما فيما يتعلـّق بموضوع صفقة تبادل الأسرى؛ فهي متعثرة حتى الآن، وذلك بسبب الصراعات الداخلية بين الإسرائيليين أنفسهم؛ بين من يريد أن يحقق إنجازاً على هذا الصعيد كأولمرت، وبين من لا يريد أن يعطي أولمرت الفرصة لتحقيق أي إنجاز ويضع العراقيل أمام الصفقة، وأقصد هنا أيهود باراك الذي عيونه منشّدة إلى كرسي رئاسة الحكومة الصهيونية، وتسيبي ليفني التي هي بدورها أيضاً تنافس أولمرت على زعامة “كاديما” وعلى رئاسة الحكومة.

ونحن من جانبنا، نجدد التأكيد على أنّ الجندي الصهيوني جلعاد شاليط لن يُفرَج عنه ما لم تفرج حكومة الاحتلال عن القائمة التي سُلِّمت إلى الوسيط المصري.

 

الصهاينة لا يعيرون القمم العربية أي اهتمام

ـ نحن على أبواب انعقاد القمة العربية في دمشق، هل تعتقد أنّ حكومة الاحتلال معنيّة قبيل القمة بالتهدئة أم هي معنية بالتصعيد العسكري؟

نزال: لا نذيع سراً إذا قلنا إنّ الإسرائيليين لا يعيرون القمم العربية أي اهتمام، وأو

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات