يا عرب يا مسلمون خلا حكامكم!!

(وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)
نجزم بخيانة الأنظمة العربية الطارئة على الأمة العربية والإسلامية، وكلنا يعرف مدى التنسيق الأمني رفيع المستوى مع العدو الصهيوني من قبل هذه الأنظمة الساقطة في شراك الماسونية والمؤتمرة بأمر الصهيونية، والتي باتت سيفاً مسلطاً على الشعوب العربية والإسلامية تجلد كل من يدعو إلى الفكرة الأصيلة، أو حتى العصبية القومية، رغم أنها أثبتت عجزها وعدم صلاحيتها في مواجهة الصهيونية البروستانتية واليهودية التي تدعي الدين وتتمسك به كأساس من غير تحديد حدود قومية؛ فالعالم كله مشروع سيطرة وهيمنة بالنسبة لها، وفي كل المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والأخلاقية و القيمية تحت شعار “العولمة”..
ولكي أدلل على ما قلت – وهو أمر حتمي بالنسبة لمعظم الشعوب والأحزاب العربية- فسأذكر لكم ماذا فعل الأمن المصري -الذي يتشدق أسياده بالسيادة والقومية المصرية- بالمجاهدين الذين عبروا الحدود بعد فتحها، كي تعلموا مدى الحقد على المسلمين والبغض لأي فكرة إسلامية، فضلاً عن التنكر الكبير للدفاع الذي أبدته المقاومة الفلسطينية التي تعتبر الحصن الأول لحماية أرض العرب والمسلمين من استطالة الصهاينة، فلقد حدثنا بعض من عادوا عن فظاعة فاقت كل تصور في أشكال التعذيب لانتزاع معلومات لا تتعلق مطلقاً بأمن ولا سيادة مصرية، بل هدفها ضرب المقاومة وكشف تحركات المقاومين لنقلها إلى العدو الصهيوني، فلقد عذبوا بالمس الكهربائي وبالنار وبأشياء يندى لها جبين كل عربي ومصري أتورع عن ذكرها في هذا المقام لأنها ليست موضوعنا، ولكني أذكر ذلك لأدلل على مدى العمالة التي وصلت بها الأنظمة القمعية وتعاونها مع الاحتلال الصهيوني وتهديدها بكسر أرجل الفلسطينيين، وتغنيها في ذات الوقت بالسيادة!! ولقد وصل إلى علمنا أن بعض المعلومات التي انتزعت من بعض المجاهدين قد تم نقلها إلى العدو الصهيوني وأشارت إليها صحيفة صهيونية!!
وبعد أن تأكدنا من مدى الحضيض الذي وصلت إليه هذه الأنظمة، وأنها لم تعد تحمل أي ذرة من شرف أو وطنية أو سيادة حقيقية، بل ثبت بالدليل القاطع أنها متعاونة بشكل شبه كامل مع اليهود الصهاينة، ومتورطة في جرائم داخلية وخارجية واغتيالات سياسية وغير سياسية، ومتآمرة منذ عام 1948م على القضية الفلسطينية، وتسليم اليهود أرض فلسطين، وتحميل المجاهدين من حركة الإخوان المسلمين يومها -بدلاً من تكريمهم- إلى سجن أبو زعبل وغيره من أقبية سجون الظلمة.. إلى أن أعلنوها بعد عام 1967م عقيدة سلمية حتمية أبدية لا تخدشها صواريخ محرمة دولياًّ أو قتل أطفال أو هدم بيوت فوق رؤوس أصحابها، ولا تخدشها حتى قتل طفلة مصرية على الجانب المصري من الحدود الفلسطينية المصرية!!
بعد كل هذا وغيره.. ماذا بقي أمام الأحزاب الإسلامية والوطنية والقومية، والفعاليات المجتمعية لتقدم للشعب الفلسطيني الجريح المكلوم المسكين المستهدف على مدار الساعة…؟!
هل ستظل هذه الجماعات والمنظمات تتحدث باسم أنظمتها المتواطئة، أم ستظل تسمعنا صباح مساء تشدقات فارغة وشعارات رنانة، أم سنظل نراهم يبكون داخل مسجد الأزهر أو الإسكندرية لا يستطيعون حتى الخروج للتظاهر؟! ألهذا الحد وصل العجز والخور والضعف في هذه الجماعات والمنظمات؟!
إن الشعب الفلسطيني ورغم القهر والجوع والحصار صاحب قضية عادلة، يدافع من خلالها عن كل الأمة، ويتصدر الجهاد والدفاع عن المسجد الأقصى وما حوله بالنيابة عن كل الأمة، ولا يستجدي ويطالب بل له حق واجب على هذه الأمة، حق الإسلام وحق العروبة، وحق الجوار، وحق الدفاع عن مقدسات المسلمين، فلا تظنوا أن الشعب الفلسطيني يريد منكم فقط أن تجمعوا المال، فرغم أهميته، ورغم عرفاننا بجميلكم ودعمكم مالياًّ، إلا أننا نحب أن نقول لكم يا كرام أننا نقتل يومياً، وتقصف بيوتنا فوق رؤوسنا، وييتم أطفالنا، وترمل نساؤنا، فلا تحسبوا أن المال يكفينا… بل واجبكم أكبر بكثير، و المهام المناطة بكم جل عظيمة، فلا تكونوا عاجزين ففي أيديكم الكثير من المفاتيح، فاستخدموها…
أيتها الجماعات الإسلامية، والمنظمات العربية والقومية، والفعاليات المجتمعية والأهلية في الدول العربية والإسلامية: أما آن لكم أن تتعلموا من شعب فلسطين، أما آن لكم أن تنفضوا عن أنفسكم غبار الذل والهوان، أما آن لكم أن تخرجوا رغم أنف الحكام، وليقتل منكم عشرة أو عشرين أو مائة، ولتضحوا بأنفسكم كي تحموا قضية، فالشعب الفلسطيني كان يتظاهر بالكلمة والحجر، إلى أن امتلك الصاروخ والعبوة بعزيمة رجاله، وإرادة مجاهديه، فهلاّ غيرتم هذه النمطية المقيتة التي تتبعونها في التعبير عن نصرتكم لأرض فلسطين المباركة، وشعب فلسطين المجاهد الأبي، هلاّ أثلجتم صدورنا بإبداع جديد نشعر فيه أن لنا بعداً آخر، وأن هناك من يكترث لدمائنا، ويتحدى الظلم والقهر والجبروت معنا..
كفاكم كلاماً، تحركوا إلى العمل، كفاكم وعظاً، حركوا الشعوب والجماهير لنصرة أرضنا المباركة، وإلا فأنتم مثل حكامكم الذين كانوا يتكلمون في السابق وأخرسهم الله الآن، فلا خير فيهم، ولا أمل، بل كل الخبال والوبال.. وصدق الله إذ يقول:(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (التوبة:47).
أيتها الشعوب العربية والإسلامية… ثوروا على الباغي الذليل، واحموا تعاليم الرسول، وابغوا الحياة كريمة في ظل دستور نبيل، وتمردوا، تمردوا فالحر يأبى أن يساوى بالذليل، تمردوا على هذا الواقع الأليم، آن لكم أن تقلبوا المعادلة، وتنتفضوا على الباطل..
الأمل فيكم معقود، والخير منكم ممدود، بجهادكم معنا، وبانتفاضتكم معنا، وبعملكم –لا بقولكم- معنا، لا تعبئوا بحكامكم، وأعلنوها نفيراً من أجل قضية المسلمين الأولى، وأعلنوها عداءً مدوياًّ لأحقر خلق الله و أخسهم و أوضعهم يهود، وكل من يتعاون ويتآمر وينسق معهم، ننتظر منكم تلبية النداء، فهل من مجيب…؟!!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...