الثلاثاء 06/مايو/2025

القدس‏..‏ في ثقافتنا وعلى ظهر كراسات أولادنا

القدس‏..‏ في ثقافتنا وعلى ظهر كراسات أولادنا

صحيفة الأهرام

مع خطورة المخطط الإسرائيلي الذي يجري حالياً داخل القدس لاستكمال تهويدها قبل بدء المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية ‏(‏إن قدر لها أن تنعقد‏!)‏ فإن الخوف كل الخوف أن تتواري قضية القدس في زحام أحداث الفوضى الهدامة ‏(‏لا البناءة‏)‏ التي تجري على مستوى عالمنا المعاصر بصفة عامة وعلى مستوى الشرق الأوسط الكبير بصفة خاصة‏.‏ وتتيح تلك الفوضى ل”إسرائيل” فرصة استكمال الفصل الأخير في تهويد المدينة المقدسة ‏(‏لا قدر الله‏)‏ حيث تخطط “إسرائيل” دائماً للاصطياد في الماء العكر‏.‏

وتؤكد كل وقائع الأحداث التي تتسرب من داخل القدس المحتلة أن حكومة أولمرت تخطط حالياً لعدة مشروعات استيطانية جديدة تصيب عروبة القدس في مقتل وتعزلها تماماً عن محيطها العربي في الضفة‏‏ ومن أخطر تلك المشروعات بناء ألف وحدة استيطانية في جبل أبو غنيم‏‏ وإقامة شبكة الأنفاق التي تعمل “إسرائيل” على إنجازها تحت المدينة بهدف خلخلة أساسات المسجد الأقصى والعمائر والأسواق والأحياء العربية‏‏ حتى أصبحت البلدة المقدسية القديمة بشكل عام وكأنها بلدة معلقة في الهواء بينما تواصل “إسرائيل” بناء وتوسيع أحياء استيطانية كبيرة في القدس لاستيعاب المزيد من المستوطنين اليهود في محاولة يائسة لتحقيق معدل سكاني يهودي أكبر من التعداد السكاني العربي داخل القدس‏.‏

*    *     *

ونظراً لخطورة مثل تلك الوقائع والمخططات الإسرائيلية على واقع ومستقبل القدس أرضاً وإنساناً وتاريخاً وتراثا‏ً‏ فإن قضية القدس أحوج ما تكون‏ (‏وأكثر من أي وقت مضى‏)‏ إلى أن تحتل مكانة أسمى وأعلى في ثقافتنا ـ كأمة عربية ـ الحياتية والشخصية والجماعية‏‏ وفي ثقافتنا الفكرية والعلمية‏‏ وفي ثقافتنا التاريخية والجغرافية‏‏ وفي ثقافتنا الروحية ‏(‏الإسلامية والمسيحية‏)‏ وفي ثقافتنا القطرية والقومية‏‏ وفي هذا السياق نعمل على التذكير بعروبة القدس وقضيتها ونفكر معاً في تعبئة كل قوي الأمة وشحذ فكرها وتنشيط ذاكرتها‏:‏

ـ على ظهر كراسات أولادنا نكتب لهم عن القدس وعروبتها‏.‏

ـ في مناهجنا الدراسية الموحدة لكل الشباب العربي نسجل تاريخ القدس وعروبتها‏..‏ قضيتها ومستقبلها كمقرر دائم لكل مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا من المحيط إلى الخليج‏.‏

ـ في المكتبات العامة‏..‏ والمكتبات المنزلية تتصدر كتب القدس قوائم الكتب الأخرى‏.‏

ـ على جدران بيوتنا ومكاتبنا تتقدم صور القدس أمام ناظرينا كل الصور الأخرى‏.‏

ـ في المساجد والكنائس نردد الدعاء للصلاة في الأقصى وكنيسة القيامة مع تحرير المدينة المقدسة‏.‏

ـ على سارية كل علم من أعلام الدول العربية والإسلامية ‏(57‏ دولة‏)‏ نرفع بجواره علم الدولة الفلسطينية متوجاً بالحرم القدسي الشريف‏.‏

ـ في مفترق الطرق نثبت سارية القدس مع كل ضوء أخضر لمرور المشاة أو السيارات‏.‏

ـ على صدورنا يتحلي كل رجل وكل امرأة وكل شاب وكل كهل ببادج قبة الصخرة أو المسجد الأقصى أو كنيسة القيامة‏.‏

ـ على علب السجائر نحذر من خطورة التدخين على الفرد المدخن‏‏ كما نحذر من خطورة ضياع القدس على الأمة كلها‏.‏

في هذا السياق تتحدد مسئوليات قوى الأمة دفاعاً عن القدس بتوزيع الأدوار وتكاملها في وحدة صف وهدف‏‏ فالمسألة ليست مسئوليات حكومات فحسب وإنما هي فرض عين على كل إنسان عربي أو غير عربي‏‏ مسلم أو مسيحي‏‏ وأيا كان عمله أو مهنته‏‏ فالقدس أم العواصم العربية ولو سقطت‏ (لا قدر الله‏)‏ فهذا يعني سقوط كل العواصم ولا يجرؤ مفاوض فلسطيني أو عربي أن يوقع صك التنازل عنها‏‏ فالقدس ليست أرضاً قابلة للتنازل أو المقايضة أو التعويض أو الإيجار أو الهبة أو المساومة‏.‏

*    *     *

من هنا تبدو أهمية أن تحتل القدس ‏(‏بواقعها ومستقبلها‏)‏ الحيز الأول في ثقافتنا‏‏ ففي محيط الثقافة تتبلور إرادتنا الوطنية والقومية‏‏ وبالإعلام والاتصال يتحقق الوعي والإدراك‏‏ وبالعلم والتعليم نضع بوصلة الطريق إلى القدس‏‏ وبالتاريخ نتعرف على دروس جيل الأجداد الذين استردوا المدينة المقدسة أربعين مرة من الغزاة والمحتلين على امتداد عمرها التليد ‏(‏خمسة آلاف سنة‏)..‏

تلك مجرد خواطر ثقافية داعبت قلمي ونحن مهمومون بما يجري على أرض القدس حاليا‏ًً‏ وفي الوقت نفسه يراودنا سؤال صعب يشغل بالنا‏:‏ هل سوف نحتفل بالقدس كعاصمة للثقافة العربية عام ‏2009‏ وهي حرة ومتحررة من قبضة الاحتلال الإسرائيلي؟‏..‏ أملنا في الله كبير‏.‏

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...