الإثنين 12/مايو/2025

الأقلام الصفراء بين التضليل السياسي والتحليل الشخصي

الأقلام الصفراء بين التضليل السياسي والتحليل الشخصي

أمر طبيعي أن يكون لكل حزب أو فصيل أو جماعة أو أي مكون وطني قيادات تضع سياسيات هذا الحزب أو ذاك وتسعى إلى توظيف كل الطاقات والإمكانات لتحقيق أهداف هذا الحزب وهذه الجماعة بحيث يكون التوظيف في إطار الفهم الواضح و إلى أي مدى يمكن استخدام الأدوات والوسائل للوصول إلى هذه الأهداف.

ودائما نرى أن المتنفذين أو القائمين على رعاية سياسة أي حزب أو جماعة أو العاملين في الإطار أو حتى أنصار كل حزب أو جماعة غالبا ما يتكلمون بكل وضوح وبكل شفافية دون أقنعة و لا من خلف ستار ولا يتخفون وراء مسميات النزاهة والشفافية والحيادية وألقاب وعناوين ما أُنزل بها من سلطان بل يقولون كلمتهم ويعبرون عن أرائهم بكل وضوح وبكل ثقة ولكن الأمر غير الطبيعي أن نرى الضعفاء وفاقدي الثقة بالنفس والمنتفعين من ساحات التضليل السياسي في تعمية الجماهير خدمة لمصالحهم الخاصة دون أدنى مراقبة أو محاسبة للنفس التي أملت على صاحبها أن يكتب بالحبر الأصفر ويملأ صفحات صفراء بكلام يدلل فعلا على هوية الكاتب والمضلل السياسي.

ولقد أثارني ولفت نظري كثيراً من كتابات وتصريحات أحد المحللين السياسيين الفلسطينيين منذ حصول زخم المعترك السياسي على الساحة الفلسطينية وتحديداً في فترة الانتخابات التشريعية وقبلها البلدية في أراضي السلطة الفلسطينية حيث استفادت الأحزاب من مساحة الديمقراطية التي مورست في ظلها هذه الانتخابات إلا أننا لاحظنا أن الهزائم التي لحقت بحركة فتح نتيجة التغرير بها من خلال استطلاعات الرأي التي كانت تصدر عن بعض المؤسسات الضيقة الفهم وتعطي في كل مرة لفتح فوق 70 %) مما حدا بفتح وقياداتها السياسية بما فيهم رئيس السلطة الفلسطينية في الاعتماد على هذه الاستطلاعات في تقييم الأداء السياسي والتنظيمي لهذه الحركة والركون إلى مثل هذه النتائج الموجهة.

ولكن على ما يبدو أن لا فتح ولا الرئيس ولا مضللي فتح السياسيين اعتبروا من هذه التجربة الفاشلة التي ضللت جماهير حركة فتح وقياداتها ولم نر من يقول بكل جرأة كفى تضليلاً سياسيـًا وإعلاميـًا وجماهيريـًا للرأي العام الفلسطيني للذين قادوا هذا التوجه واستمروا فيه حتى اللحظة، فالأولى لمن يستمر في تضليل الجماهير ، إما أن يخجل من التجربة الفاشلة السيئة أو يوقف هذه المهزلة أو أن ينضم إلى طابور المتحدثين باسم حركة فتح وينتقل من مرحلة التخفي والتضليل إلى مرحلة التعبئة والتحريض العلني ويدع الجماهير والأحزاب تحكم على تصريحاته وكتاباته بمقاييس النزاهة والشفافية التي افتقروا إليها.

ولكن مما لفت نظري عندما استمعت إلى تصريحات أحمد عبد الرحمن كناطق باسم حركة فتح والذي تطوع نيابة عن الاحتلال من تلقاء نفسه الأمارة بالسوء بفبركة إعلامية جديدة وأكذوبة جديدة بأن حماس سمحت بدخول فتح الإسلام إلى غزة مما يعزز وجود الإرهاب في غزة حسب رأيه في استجلاب حالة من العداء الدولي والإقليمي لشعبنا وقضيتنا ومبررًا لتشديد الحصار والخنق على مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة وإشباعـًا لرغباته الشخصية ونزواته الفئوية الضيقة.

لم أجد فروقـًا على الإطلاق بينها وبين تصريحات من ادعى واختار لنفسه أن يتخفى وراء مسمى محلل سياسي بل لمست أن تصريحات الأخير على إحدى الفضائيات كيل للتهم الجزاف على حركة حماس ربما لم يجرؤ الناطق باسم حركة فتح أن يذكرها لعلمه بكذب ما يقول ولكن عندما يتجرأ هذا المضلل السياسي ويقول بملء فيه: نعم إن حماس ترعى فتح الإسلام في غزة وتخضعها تحت سيطرتها وتستفيد منها لتحقيق أهدافها وأن حماس تدفع أطرافاً أخرى في غزة كي تقصف الصواريخ على العمق الإسرائيلي ومحاولته إذكاء نار الفتنة التي أُطفئت بين حماس وجيش الإسلام، واعتقد أن كل هذه الشواهد بالصوت والصورة تكشف النقاب عن كثير ممن افتقروا إلى الحس الوطني الحر والمسئولية التاريخية عن تضليلهم للإعلام والجماهير والرأي العام غير آبهين بمعاناة الأطفال والشيوخ والنساء والأيتام وحالة الفقر والبطالة والكوارث التي ألمت بقطاع غزة نتيجة تصريحات المتطوعين والمتبرعين بمحض إرادتهم لتبرير واستجلاب حالة العداء الدولي لشعبهم وحالة القمع الصهيوأمريكي لحقوق شعبهم إن ظلوا يعتقدون أن هذا هو شعبهم.

* المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية – حماس    

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات