الأقلام الصفراء بين التضليل السياسي والتحليل الشخصي

أمر طبيعي أن يكون لكل حزب أو فصيل أو جماعة أو أي مكون وطني قيادات تضع سياسيات هذا الحزب أو ذاك وتسعى إلى توظيف كل الطاقات والإمكانات لتحقيق أهداف هذا الحزب وهذه الجماعة بحيث يكون التوظيف في إطار الفهم الواضح و إلى أي مدى يمكن استخدام الأدوات والوسائل للوصول إلى هذه الأهداف.
ودائما نرى أن المتنفذين أو القائمين على رعاية سياسة أي حزب أو جماعة أو العاملين في الإطار أو حتى أنصار كل حزب أو جماعة غالبا ما يتكلمون بكل وضوح وبكل شفافية دون أقنعة و لا من خلف ستار ولا يتخفون وراء مسميات النزاهة والشفافية والحيادية وألقاب وعناوين ما أُنزل بها من سلطان بل يقولون كلمتهم ويعبرون عن أرائهم بكل وضوح وبكل ثقة ولكن الأمر غير الطبيعي أن نرى الضعفاء وفاقدي الثقة بالنفس والمنتفعين من ساحات التضليل السياسي في تعمية الجماهير خدمة لمصالحهم الخاصة دون أدنى مراقبة أو محاسبة للنفس التي أملت على صاحبها أن يكتب بالحبر الأصفر ويملأ صفحات صفراء بكلام يدلل فعلا على هوية الكاتب والمضلل السياسي.
ولقد أثارني ولفت نظري كثيراً من كتابات وتصريحات أحد المحللين السياسيين الفلسطينيين منذ حصول زخم المعترك السياسي على الساحة الفلسطينية وتحديداً في فترة الانتخابات التشريعية وقبلها البلدية في أراضي السلطة الفلسطينية حيث استفادت الأحزاب من مساحة الديمقراطية التي مورست في ظلها هذه الانتخابات إلا أننا لاحظنا أن الهزائم التي لحقت بحركة فتح نتيجة التغرير بها من خلال استطلاعات الرأي التي كانت تصدر عن بعض المؤسسات الضيقة الفهم وتعطي في كل مرة لفتح فوق 70 %) مما حدا بفتح وقياداتها السياسية بما فيهم رئيس السلطة الفلسطينية في الاعتماد على هذه الاستطلاعات في تقييم الأداء السياسي والتنظيمي لهذه الحركة والركون إلى مثل هذه النتائج الموجهة.
ولكن على ما يبدو أن لا فتح ولا الرئيس ولا مضللي فتح السياسيين اعتبروا من هذه التجربة الفاشلة التي ضللت جماهير حركة فتح وقياداتها ولم نر من يقول بكل جرأة كفى تضليلاً سياسيـًا وإعلاميـًا وجماهيريـًا للرأي العام الفلسطيني للذين قادوا هذا التوجه واستمروا فيه حتى اللحظة، فالأولى لمن يستمر في تضليل الجماهير ، إما أن يخجل من التجربة الفاشلة السيئة أو يوقف هذه المهزلة أو أن ينضم إلى طابور المتحدثين باسم حركة فتح وينتقل من مرحلة التخفي والتضليل إلى مرحلة التعبئة والتحريض العلني ويدع الجماهير والأحزاب تحكم على تصريحاته وكتاباته بمقاييس النزاهة والشفافية التي افتقروا إليها.
ولكن مما لفت نظري عندما استمعت إلى تصريحات أحمد عبد الرحمن كناطق باسم حركة فتح والذي تطوع نيابة عن الاحتلال من تلقاء نفسه الأمارة بالسوء بفبركة إعلامية جديدة وأكذوبة جديدة بأن حماس سمحت بدخول فتح الإسلام إلى غزة مما يعزز وجود الإرهاب في غزة حسب رأيه في استجلاب حالة من العداء الدولي والإقليمي لشعبنا وقضيتنا ومبررًا لتشديد الحصار والخنق على مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة وإشباعـًا لرغباته الشخصية ونزواته الفئوية الضيقة.
* المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية – حماس
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حراس الأقصى يحبطون ذبح “قربانًا تلموديًا” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حراس المسجد الأقصى المبارك، اليوم الاثنين، إدخال مستوطنين "قربانا حيا" إلى باحاته، عبر باب الغوانمة....

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...