نص المقابلة التي أجرتها شبكة فلسطين للحوار مع الأستاذ فوزي برهوم الناطق باسم حما

أجرى المقابلة: المراقب محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
في الذكرى السنوية العشرين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس ، حاورت شبكة فلسطين للحوار الأستاذ فوزي برهوم الناطق الرسمي باسمها على مدار ساعة و نصف ، أجاب فيها الأستاذ فوزري حفظه الله على تساؤلات و استفسارات الأعضاء موضحا مواقف حركته من القضايا التي أثيرت مؤخرا ً .
باسمي و باسم إدارة شبكة فلسطين للحوار و أعضائها ، نشكر الأستاذ فوزي برهوم على حسن استضافته و سعة صدره . و الله نسأل أن يوفقه و إخوانه لما فيه خير أهل فلسطين ، اللهم آمين .!
• الأستاذ فوزي برهوم : أهلا و سهلا .
• حياكم الله .
• أستاذ فوزي ، الأخ صهيب عسقلاني يسأل عن سبب إصرار حركة حماس على الحوار مع المقاطعة رغم رفض الأخيرة في الوقت ذاته الذي تصف فيه حماس القابعين فيها بالخونة و العملاء ؟
• الأستاذ فوزي برهوم : أولا باسم الله الرحمن الرحيم ، تحية لأبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل و الشتات في الذكرى العشرين للانتفاضة المباركة و انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس ، و تحية للمجاهدين و المناضلين من إخواننا و من أبنائها في كل مكان على أرض و على ثرى فلسطين الذين ما زالوا يسطرون أروع صفحات المجد و الخلود في معركة العزة و الكرامة ، دفاعا عن القدس و دفاعا عن الأسرى و دفاعا عن اللاجئين و دفاعا عن فلسطين.
حقيقة مشروع حركة المقاومة الإسلامية حماس هو مشروع فلسطيني ، ليس مشروعا حزبيا أو مشروعا فئويا ، هو مشروع الوطن و مشروع فلسطين ، و هناك تطلعات و آمال للشعب الفلسطيني كلها معقودة على حركة حماس بعد أن كشف النقاب عن كل اللافتات الزائفة التي ما زالت تبيع و تشتري في القضايا و الحقوق و الثوابت الفلسطينية حسب أهوائها و مزاجها و حسب رغباتها الشخصية و الفئوية و الحزبية ، و بالتالي حماس عندما حملت الهم الفلسطيني و شعرت بالألم الفلسطيني و عملت على إنجاح المشروع الوطني الفلسطيني ، كان هناك تبنٍ لبرنامج وطني شامل ، ليس لبرنامج حركة حماس وحدها ، إنما برنامج الشعب الفلسطيني بشكل أوسع ، بشكل كبير جدا ، المبني على دعم المشروع السياسي لإنجاح المؤسسة السياسية على خيار حضاري و ديموقراطي و مهني و قانوني ، و المضي قدما في مشروع المقاومة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين.
و بالتالي لا يمكن أن يتم تقوية القرار السياسي الفلسطيني و لا يمكن إصلاح المؤسسة السياسية الفلسطينية ولا يمكن المضي قدما في طرق الجهاد و المقاومة إلا بوحدة الصف الفلسطيني ، و بالتالي الإسلام هو يدعو إلى الوحدة ، النظام الفلسطيني الداخلي يدعو إلى الوحدة ، الهم الفلسطيني و الوجع الفلسطيني يحتاج إلى الكل كي يحمل هذا الهم و يحرر وطنه ، و بالتالي من واجبنا نحن في حماس أن نتواصل مع الشعب الفلسطيني كل قطاعات الشعب الفلسطيني ، كل مكونات العمل الوطني و الإسلامي حتى نضع الجميع أمام مسئولياته تجاه تحرير فلسطين ، و بالتالي من واجبنا التواصل مع الكل الفلسطيني ، مع الكل العربي ، مع الكل الإسلامي ، حتى مع العالم أجمع حتى نضع الكل أمام مسئولياته تجاه القضايا و الحقوق و الثوابت الفلسطينية ، وبالتالي حركة حماس قائمة على أساس الحوار ، قائمة على أساس الإقناع قائمة على أساس الوحدة ، وحدة الصف و الكلمة و الموقف و القرار السياسي ، و بالتالي إذا كنا نحن أقوياء باستجماع القوى كل القوى الوطنية و الإسلامية نستطيع أن نحرر فلسطين ، و لكن لن ندع مجالا للشك بأن نجعل الاحتلال يراهن على انشقاق الصف الفلسطيني ، يراهن على الانقسامات الفلسطينية ، و بالتالي الإسلام يدعو للحوار ، و إنجاح المشروع الوطني لابد له من حوار و تقوية القرار السياسي و معركة الشرف و الكرامة تحتاج إلى وحدة ، و بالتالي من هذا المنطق حماس تتحاور مع الجميع .
• سؤال أخر للأخ جمال منصور يسأل عن موقف حركة المقاومة الإسلامية حماس وتصريحات الدكتور ناصر الدين الشاعر ، منها دعوته عدم تكفير من يدعو للاعتراف بإسرائيل ؟
• الأستاذ فوزي برهوم : رابطة علماء فلسطين تكلمت في هذا السياق بشكل واضح و أقرت فتوى بالفعل في هذا المجال و لكن ربما أحيانا الأمور ينظر لها من مواقف سياسية ، الأخ ناصر الدين الشاعر يريد أن يدفع باتجاه البعد عن التكفير أو البعد عن تجريح الآخرين و ربما له مفهوم خاص بالحوار مع الآخرين ، و بالتالي الفتوى الشرعية تأخذ في زمانها و مكانها و سياقها الطبيعي ، و لكن من يريد أن يتفاوض أو يتحاور مع الكل الفلسطيني هو ينأى جانبا عن التكفير أو التخوين و يتجه باتجاه النوايا الصادقة و النوايا السلمية و بالتالي الأخ ناصر الدين الشاعر هو يتكلم في سياق أننا نحن كفلسطينيين يجب ألا نكفر بعضنا البعض ، و ألا نخون بعضنا البعض و ألا نجرم بعضنا البعض ، يجب أن نتجه باتجاه تشكيل وحدة وطنية تحترم التعددية السياسية و الحزبية و لكن في إطار الأخلاق و الآداب و العقائد و التقاليد و الثقافة الفلسطينية باحترام الواقع الفلسطيني و ليس باحترام العدو الإسرائيلي و بالتالي فأنا اعتقد أن الأخ ناصر الدين الشاعر نظر له نظرة سياسية و لكن رابطة علماء فلسطين نظرت لها نظرة عقائدية ، و بالتالي هي اجتهادات فقط في أطر معينة من أجل المصلحة العامة .
• سؤال من الأخ ذاته حول الأداء الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، هل تعتقد أن هناك تقصيرا إعلاميا من جانب حماس ؟!
• الأستاذ فوزي برهوم : بالعكس أنا اعتقد أن حماس أحدثت اختراقا في المنظومة الإعلامية العالمية سواء على المستوى الفلسطيني أو حتى على المستوى العربي و الإسلامي و الدولي ، و لكن التحديات الموجودة للإعلام الفلسطيني المتخصص لحركة حماس هي تحديات كبيرة ، يعني الحصار الخانق ، قصف الطائرات الإسرائيلية للمقرات الإعلامية للحركة ، السلطة في الضفة تمنع أي لافتة إعلامية لحماس سواء جريدة فلسطين او جريدة الرسالة او إغلاق مكاتب فضائية الأقصى ، حتى اعتقال المراسلين و المصورين الذين بالفعل يتعاملوا مع فضائية الاقصى أو مع شبكة الاقصى الاعلامية ، و بالتالي إعلام حماس محاصر ، إعلام حماس هو إعلام مقوض ، لأن هناك حصارا ، هناك اجتياحات ، اغتيالات ، هناك اعتقالات لكل الإعلامين ، و بالتالي نحن في حماس بالعكس نقول أننا أحدثنا اختراقا كبيرا في عالم الإعلام ، و لكن إذا قيس إعلام حماس بإعلام الآخرين ، فإعلامهم مدعوم من أمريكا مدعوم من إسرائيل مدعوم من أوروبا ، مدعوم من دول عربية ، و بالتالي يعني لديهم ميزانيات و لديهم لافتات عريضة على مستوى العالم ، يعمل لهم القاصي والداني ، العدو و الصديق ، و لكن نحن في حماس نحمل الكلمة الصادقة ، و بالتالي الكلمة الصادقة محاربة ، و بالتالي إعلام حماس إعلام محارب ، و رغم ذلك استطعنا أن نوصل رأي حماس و كملة حماس إلى كل مراقب عربي أو إسلامي أو دولي ، و لاحظوا أن هذا هو تقدم بشكل كبير.
• الأستاذ فوزي برهوم : أولا نحن نؤكد أن ما قمنا به في غزة هي خطوة أمنية حتى نضع حدا للفساد و للظلم و القهر و للقتل و الاغتيالات و كل أنواع العنف الذي كان يستخدم ضد المواطن الفلسطيني ، و تحديدا من كان يتمسك بخيار المقاومة ضد العدو الإسرائيلي ، و لكن نحن قلنا بشكل واضح لسنا مع أن تكون حماس مسيطرة على غزة و فتح مسيطرة على الضفة الغربية ، نحن مع وحدة الصف و الكلمة و الموقف و الأرض ، و القرار السياسي الفلسطيني و مركزية هذا القرار ، و بالتالي مشروع حماس مشروع وحدوي ، مشروع ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ، مشروع جهاد و مقاومة ضد العدو الإسرائيلي، و بالتالي نقول أن تعود المقرات إلى سابق عهدها فهذا من سابع المستحيلات ، إنما العودة أو تسليم المقرات ، على أنها ليست لحماس أو لفتح ، هي مقرات للشعب الفلسطيني ، و بالتالي يجب أن تسلم إلى حكومة مركزية تدير هذه المقرات بطريقة مهنية و قانونية و وطنية ، و هذه الحكومة طالما أنها مفقود و غير موجودة على مستوى الوطن ، عندما نقول على مستوى غزة ؛ نعم هناك حكومة في غزة ، و عندما نقول على الضفة ؛ نعم هناك حكومة في الضفة ، و لكن الحكومة المركزية التي تستطيع أن تدير المقرات بطريقة مهنية و وطنية هي مفقودة ، و بالتالي تسليم المقرات يأتي يا سيدي في إطار نتائج حوار ، و ليس شرطا أو بداية الحوار ، و بالتالي كل الأمور يجب أن تطرح رزمة واحدة ، المقرات الأمنية ، حكومة الضفة ، حكومة غزة ، السلطة الفلسطينية ، ملف الاعتقال السياسي ، منظمة التحرير ، كل هذه القضايا يجب أن تطرح رزمة واحدة ، ما ينتج عن حوار وطني فلسطيني يطبق على أرض الواقع بما فيها المقرات ، و لكن تسليم المقرات يأتي كنتيجة لحوار شامل ، و ليس كشرط أو بداية لأي حوار .!
• الأخ ” المهندس شواهنة “ يسأل سؤالا طرحته الأخت لمى خاطر نائب المدير العام للشبكة ضمن مقال في مقدمته جاء أنه في ظل النقلة النوعية السلبية التي سجلتها مؤسسة الرئاسة على الصعيدين الأمني و السياسي ، ما زالت حركة حماس تدعو إلى الحوار بدون شروط ، فيما أن المقاطعة تضع شروطا ، أين شروط حماس لاستئناف الحوار ؟
• الأستاذ فوزي برهوم : نحن نقول بشكل واضح أن من يريد أن يعمل لفلسطين ، يجب عليه أن يقدم كل ليونة و كل مرونة من أجل فلسطين ، إذا كنا نقدم أرواحنا و أجسادنا و أبناءنا من أجل فلسطين ، ألا يجوز أن نقدم مرونة و ليونة في التعامل مع الواقع الفلسطيني ، نحن لا نريد ان نشترط على ابناء شعبنا ، الاشتراطات تكون على العدو الإسرائيلي ، و بالتالي الواقع أثبت أن شروط السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس هي ليست شروطها ، هي شروط امريكية إسرائيلية حتى تغلق الطريق أمام حماس للتواصل مع الكل الفلسطيني ، نوع من العزلة المفروضة على حركة حماس ، و بالتالي حماس ليس لها شروط للعودة إلى الحوار لأن الحوار مبدأ و المبدأ لا يشترط عليه ، و لكن عندما نرى شروط السيد محمود عباس تتمثل في العودة عما حصل في 14 حزيران 2007 ، الاعتراف ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية ، العودة إلى انتخابات تشريعية و رئاسية مبكرة ، هذه شروط تعجيزية .
هم يعتقدون تماما كإسرائيل و كأمريكا أن حماس لا يمكن بالمطلق أن تطبق أي شرط منها ، و بالتالي هم يفترضون هذه الشروط حتى يغلقوا الحوار أمام حماس مع حركة فتح ، و حتى يضعوا محمود عباس تحت الضغط الأمريكي و الإسرائيلي ، أي عودة للحوار مع حماس بدون هذه الشروط هو بمثابة قطع لحبل الوصال بين أمريكا و السلطة و إسرائيل ، و بالتالي نحن نقول ، أن الذي يشترط يجب عليه أن يشترط على العدو الإسرائيلي ، لا يشترط على أبناء الشعب الفلسطيني ، و بالتالي لا تشترط أي شيء للعودة إلى الحوار حتى تفسد الخيارات الأمريكية الإسرائيلية بتقطيع أوصال الوطن و الشعب الفلسطيني .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يستهدف مجموعات شرطية أثناء ملاحقتها عصابات لصوص بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد وأصيب عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة...

أجبره الاحتلال على هدم منزله في العيسوية فجعل منه محرابا
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، المقدسي محمود عبد عليان على هدم منزله في حي المدارس بقرية العيسوية بالقدس المحتلة...

المظاهرات تعمّ المدن المغربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة
الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام طالب آلاف المغاربة، الجمعة، وللأسبوع الـ74 على التوالي برفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر لدخول المساعدات...

حماس: الاحتلال يسعى لكسر إرادة شعبنا بكل السبل وسط غياب الضمير العالمي
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبد الرحمن شديد، الجمعة، إن قطاع غزة يواجه اليوم واحدة من أسوأ...

المقاومة تعلن تفجير جرافة وقنبلة برتل لآليات الاحتلال شرق غزة
الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي " سرايا القدس" عن تفجير جرافة عسكرية إسرائيلية وقنبلة من مخلفات الاحتلال...

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...

ايرلندا تدعو “إسرائيل” لرفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات
دبلن – المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت ايرلندا من استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، وأنه لم تدخل أي مساعدات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من ثمانية...