لقاء خاص مع النائب : فتحي حماد (أبو مصعب) القيادي في حركة حماس ورئيس شبكة الأقص

كيف يرى الأستاذ فتحي حماد حماس بعد عشرين عاماً على انطلاقتها؟ وهل أنت مطمئن للمسار الذي سارت عليه حماس حتى الآن؟
أبو مصعب : بفضل الله سبحانه و تعالى أرى حماس في تصاعد مستمر في عملها و في تحقيق أهدافها خاصة بعيدة المدى و قريبة المدى و متوسطة المدى و لو راجعنا إنجازات حركة حماس التي حققتها في وقت قصير لوجدنا تصاعد حركة حماس مستمر و سأذكر بعض التفاصيل في عجالة الآن :
نحن بداية انتصرنا في التربية و عندما دخلنا الانتفاضة الأولى سجلنا إنجازا كبيرا في تاريخ الشعب الفلسطيني في تلك الانتفاضة التي سميت آنذاك ( انتفاضة المساجد ) التي كانت تديرها حماس على مستوى القطاع و الضفة .
كذلك نجحنا و صمدنا في مواجهة أوسلو التي كان هدفها الأول هو تهويد القضية و استئصال المقاومة و الصمود و قد خاضت حركة حماس عدة معارك و نفذت عدة عمليات ضخمة فاقت بكثير ما كان مخططا له بعد أوسلو و سيذكر التاريخ أن تم عقد مؤتمر خاص للقضاء على حماس في شرم الشيخ بحضور سلطة عباس !
جاءت انتفاضة الأقصى حيث كانت حركة حماس هي صاحبة النصيب الأكبر في هذا الانتفاضة و لعنا نذكر جميعاً كيف بدأت العلميات الاستشهادية و تصاعدت شيئا فشيئا و كيف تطورت كتائب الشهيد عز الدين القسام في قطاع غزة إلى أن أصبحت جيشاً منظما كما وصفها مسؤول رفيع المستوى في وزارة الإرهاب الصهيونية مؤخراً .
انتصرنا في الانتخابات و التي سماها كثير من المراقبين ” تسونامي ” و هذا أدى إلى تشكيل حماس للحكومة بمفردها و هذا سبق لم يسجله تاريخ الشعب الفلسطيني قبل ذلك و قد صمدت حكومة حماس أكثر من سنة في مواجهة قوى الاستكبار التي راهنت على انهيار حماس خلال أشهر .
جاءت فترة الحوارات و المفاوضات مع حركة فتح بناء على الإشارات التي جاءت من إخواننا في المعتقلات الصهيونية و سجلت حماس هنا نصرا آخر بحرصها على وحدة و تلاحم الشعب الفلسطيني و في سبيل تلك الوحدة تنازلت حركة حماس في عدة ملفات تجاوباً منها مع تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني و العمل على تحقيق الوحدة الوطنية . كل ذلك قابله عباس و رموز التيار الانقلابي بمزيد من التآمر لأنهم لم يرضوا للشعب الفلسطيني أن تحكمه حماس رغم كل ذلك ثبتت حماس على موقفها و انتصرت للوحدة الوطنية إلى أن جاء الحسم العسكري كقرار ميداني متدحرج أدت له الممارسات التي انتهجها رموز التيار الانقلابي في مواجهة الحركة و الحكومة الشرعية .
الآن حماس تسجل انتصارات متعددة سواء بثباتها على مواقفها المعبرة عن الشعب الفلسطيني و حقوقه العادلة أو من خلال كسر الحصار و خروج حجاج بيت الله الحرم من معبر رفح البري و هذا يعتبر قبولا مبدأيا من الدول العربية لهذا الكيان السياسي الجديد في قطاع غزة الذي استطاع أن يجمع بين الحكم و بين المقاومة و الذي نعتبره أكبر إنجاز في تاريخ الحركة و بالتالي نحن نعتبر حركة حماس و بفضل من الله عز و جل في تصاعد مستمر فهي قلب الشعب الفلسطيني النابض بثوابته و حقوقه و كذلك هي ضمير الأمة العربية و الإسلامية على مستوى الشعوب .
ما هي برأيك أبرز الإنجازات التي تحققت على الصعيد الوطني والعربي والإسلامي بعد انطلاق حماس؟ وما هي الخصوصية التي تميز تجربة حماس على الصعيد السياسي وصعيد المقاومة؟
أبو مصعب : أنا أعتبر أن أكبر الإنجازات التي حققتها حماس هي المحافظة على القضية الفلسطينية و بعدها الإسلامي و العربي فحماس هي القوة المانعة من تدهور القضية و تصفيتها و بيعها في سوق النخاسة بدراهم معدودة و كذلك نشأت أجيال لديها ثقة كبيرة بالنصر و هذا مخالف لما كان عليه الحال في الأجيال السابقة التي أصابها اليأس و الإحباط الأمر الذي أدى لاستغلال سلطة أوسلو هذا اليأس و الإحباط لتمرير مشاريع التصفية و الحلول السلمية و بالتالي فحماس انتصرت و أنجزت و لم يتوقف إنجازها على المستوى الفلسطيني الداخلي بل إن انتصارها و إنجازها أصبح على مستوى الأمة جمعاء خاصة أنها تشكل حاجزا في وجه التغول الأمريكي في المنطقة و على الهيمنة على المستوى العالمي .
لذلك كله نقول إن حماس هي أهم مشروع نهضوي للأمة جمعاء و أهم مشروع للصحوة الإسلامية التي تواجه التغول و التفرد الأمريكي في المنطقة .
حماس هي انتصار فلسطيني عربي إسلامي عالمي بعد أن تفردت أمريكا عقب انهيار الإتحاد السوفيتي .
ما هي برأيك أبرز المحطات في تاريخ حماس التي يمكن القول إنها شكلت نقلة نوعية في مسيرتها وانعكست إيجاباً على تجربتها؟ وهل ترى أن رحيل ثلة من قادة الحركة ومؤسسيها قد أثر سلباً أم إيجاباً على مسيرة حماس؟
أبو مصعب : كما قلنا استطاعت حماس أن تسجل انتصارات متعددة و أن تعيد الثقة في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني و الأمة الإسلامية و العربية و إعادة الثقة في أننا نستطيع مواجهة أمريكا بالرغم من ضعف الوسائل اللازمة لتحقيق الانتصار هنا مواجهة هذا اليأس الذي اعترى نقوس أبناء أمتنا إستطاعت حماس أن تنتفض عليه و أن تنتفض على التبعية و الخضوع و بالتالي أصبحت حركة حماس طليعة هذه الأمة في هذه المواجهة المصيرية .
بالنسبة لرحيل القادة أنا أقول بشكل متوازن أن رحيل القادة أثر في مسيرة حركة حماس لكن هؤلاء القادة برغم رحيلهم إلا أنهم أسسوا جيلا قادرا على الاستمرار و القيادة و أسسوا مؤسسة قائمة على الشورى و الانتخاب الأمر الذي يؤدي إلى تصدر من يستحق القيادة للموقع المناسب بالتالي هم غابوا و إن كان وجودهم يزيد حماس قوة و إصرارا و التصاقا بالفكر و المنهج هؤلاء تأثرنا برحيلهم و بالفراغ الكبير الذي تركوه لكن عزاءنا أنهم أسسوا لمنهج و لمؤسسة قادرة أن تكمل المشوار بإذن الله عز و جل .
سنة من الأحداث المتسارعة انتهت بذهاب عباس إلى ” أنابوليس ” ضارباً بعرض الحائط الإجماع الوطني الرافض للذهاب إلى ” أنابوليس ” هل ترون أن الأحداث التي عصفت بالساحة الفلسطينية خلال هذه السنة كان الهدف منها تهيئة المناخات الملائمة للذهاب إلى ” أنابوليس ” ؟
أبو مصعب : في الحقيقية إن الذهاب إلى أنابوليس جاء كردة فعل للأحداث التي شهدها قطاع غزة حيث إن أمريكا دعت لهذا التجمع لمواجهة التغيرات التي حدثت على الأرض إضافة لذلك فإن هناك جملة من المصالح تتعلق بالأطراف التي اجتمعت في أنابوليس حيث أراد المجتمعون تحقيق تلك المصالح من وراء هذا الاجتماع فالولايات المتحدة الأمريكية تعاني من مأزق خارجي يتمثل في انكسار وتقهقر مشروعها في العراق و أفغانستان إضافة للمأزق الداخلي و ازدياد حدة الأصوات التي تنتقد الإدارة الأمريكية في تعاطيها مع الملفات المطروحة أولمرت أيضاً و الكيان الصهيوني يعاني من مأزق كبير يتمثل في فشله الذريع في لبنان و فلسطين و عباس أيضاً بعد فقده السيطرة في قطاع غزة و تراجع سيطرته في الضفة الغربية أراد من خلال هذا الاجتماع تثبيت نظريته القائمة على الحلول السلمية و كسب غطاء سياسي ما لشرعنة ممارساته في الضفة الغربية المحتلة ! لكن ما يبعث على الدهشة هنا هو موقف الدول العربية و بشكل خاص جامعة الدول العربية التي حضرت الاجتماع ممثلة بالدكتور عمرو موسى رغم إدراكنا العميق أن معظم الدول العربية قد ارتضت لنفسها أن تكون رهينة للرؤية و الموقف الصهيوأمريكي إلا أن حضورهم الاجتماع و بهذا التمثيل أثار علامات استفهام عدة.
أما عن تقيمنا لهذا الاجتماع فقد قلنا و أكدنا منذ البداية أن الفشل سيكون حليف هذا الاجتماع تماماً كما حدث مع كل الاجتماعات السابقة و هذا بالفعل ما حدث فقد مُني أنابوليس و أجندته بالفشل الذريع و خرجت حماس كما كل مرة منتصرة بإذن الله .
خلال اليومين الأخيرين تحدثت وسائل الإعلام عن مساعٍ جدية تقوم بها دول عربية للدخول في حوار وطني جدي بين حركتي حماس وفتح بعض المحللين و الكتّاب يتحدثون عن حشر حركة حماس في الزاوية الأمر الذي سيساهم في تقديم بعض التنازلات من قِبل الحركة كاستحقاق للدخول في هذا الحوار فيما يرى فريق آخر من الكتِاب و المحللين أن حماس لازالت تمتلك خيارات متعددة الأمر الذي سينعكس على تعاطي حماس مع هذه المبادرات التي تقوم بها دول عربية ما هو رأيكم في ذلك ؟
أبو مصعب : حماس تحدثت عن الحوار و أبدت استعدادها له منذ فترة طويلة بل إنها كانت و في الفترة السابقة للحسم العسكري تؤكد دائماً على الحوار وسيلة لفض الاختلاف و الخلاف في الرؤى و البرامج كذلك فإنها و في كل المواقف و المنعطفات كانت تؤكد و تطالب بتنفيذ الاتفاقات السابقة سواء اتفاق مكة أو القاهرة أو وثيقة الوفاق الوطني إلا أن الطرف الآخر ممثلاً بفريق عباس كان يتعنت دائماً في تنفيذ الاستحقاقات و الالتزامات الناشئة عن هذه الاتفاقات .
أما عن رؤيتنا تجاه أي حوار قادم فقد عبرنا عن موقفنا و لازلنا نؤكد على ما يلي :
يجب بداية أن يجري الحوار وفق المستجدات التي طرأت .
حماس دعت ولازلت تطالب بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية وبمواصفات فلسطينية فقط.
هذا هو موقفنا الذي لا تراجع عنه فلا يمكننا العودة للخلف ولا يمكننا أن نقبل بأجهزة أمنية وفق المواصفات الصهيوأمريكية يكون دورها فقط السهر على أمن الكيان الصهيوني .
في الفترة الأخيرة تسربت معلومات مختلفة لوسائل الإعلام حول حوار حماس مع فتح أو تهيئة لأرضية لهذا الحوار خاصة بعد أن توجه وفد من حركة حماس برئاسة الأستاذ خالد مشعل للرياض في الحقيقية هذا الأمر كان مجرد استطلاع من المملكة العربية السعودية لموقف حماس و محاولة الوقوف على بعض الأمور استمرارا لجهودها التي بذلت أثناء حوار مكة هذا كل ما جرى و لم يكن هناك ثمة حوار مباشر ما بين حركتي حماس و فتح مطلقاً و إنما استطلاع للموقف و مراجعة للمواقف السابقة .
تشير بعض التسريبات الإعلامية أن ثمة انقساما حادا في المواقف داخل مؤسسات و أطر حركة فتح التنظيمية بين فريقين أحدهما يرى
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...

جيش الاحتلال يعلن استعادة رفات جندي قٌتل في اجتياح لبنان 1982
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، استعادة رفات جندي إسرائيلي من الأراضي السورية في عملية وصفة بالخاصة....

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...