السبت 10/مايو/2025

سياسة الحصار شبكة من التدمير والاستهداف الكامل للشعب الفلسطيني

سياسة الحصار شبكة من التدمير والاستهداف الكامل للشعب الفلسطيني

أكد النائب الفلسطيني جمال الخضري، رئيس “اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار”، أنّ التهديدات الصهيونية الخطيرة بقطع الكهرباء عن قطاع غزة تنذر بكارثة خطيرة على كافة مناحي الحياة فيه، محذراً من وقوع كارثة في القطاع الصحي بغزة بعد فقدان الكثير من الأدوية والمواد اللازمة في العلاج والعمليات الجراحية.

وأوضح الخضري في حوار في غزة، مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ كافة قطاعات الحياة بالقطاع باتت مدمرة ومتعطلة بشكل كامل جراء الحصار الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، لافتاً الانتباه إلى أنّ الفقر زاد بنسبة 80 في المائة بين أهالي القطاع جراء ذلك.

وحذّر النائب الفلسطيني من أنّ سياسة الحصار تمثل “شبكة من التدمير والاستهداف الكامل للشعب الفلسطيني”، كما قال في هذا الحوار، وفي ما يلي نصّه ..

 

– بداية .. لنتحدث عن منبع فكرة تشكيل اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار؟ وكيف بدأت عملها؟

جمال الخضري: اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أصبحت جسماً مهماً جداً في المجتمع الفلسطيني، يمارس دوراً مميّزاً، وقد استطاعت اللجنة خلال فترة وجيزة من عمرها أن تأخذ دوراً محلياً وعربياً ودولياً. وأهمية وجود اللجنة في ظل الحصار الصهيوني؛ هي إبراز الحالات الإنسانية الخطيرة وإبراز الصورة الحقيقية لما نتج عن الحصار والأضرار التي ترتبت على المجتمع الفلسطيني جراءه، غير أنّ وسائل الإعلام كانت تتعامل ببساطة وببرودة عالية مع هذه القضية وتبعاتها على المجتمع الفلسطيني، ومن هنا كان لابد أن تكون اللجنة التي تحمل همّ أبناء شعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة الذين يُحاصَرون حصاراً خانقاً يستهدف كل مواطن. فكانت هذه اللجنة وكان هذا العمل بفضل الله تعالى ثم بجهود كل المخلصين، وقد استطعنا أن نعطي صورة عن واقع هذا الحصار وعن آثاره، واستطعنا التواصل مع العديد من المسؤولين والجهات المختلفة.

 

– هل توجهتم برسائل أو اتصالات لجهات معنية لرفع الحصار؟ وما هي تلك الجهات؟

الخضري: نعم؛ توجد اتصالات مستمرة لم تنقطع، بل نجري كل يوم اتصالات ونرسل برسائل لعدة جهات ودول ووزراء، منها إلى وزير خارجية مصر ووزير خارجية الأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وأمين عام الأمم المتحدة وإلى وزير خارجية الولايات المتحدة ورسائل على المفوضية الأوروبية وإلى الصليب الأحمر وكافة المؤسسات الحقوقية بالعالم وشخصيات إسلامية وعربية ودولية في كافة المجالات، لنطلع العالم على ما يجري. كما قمنا بإنشاء موقع إلكتروني يقوم بنشر كل أخبار اللجنة والحصار، ويعطي صورة عن الواقع ويتم التواصل مع كافة المتضررين من جراء الحصار، سواء كانوا طلاباً أو أصحاب مصانع أو تجاراً أو مزارعين، بهدف حصر الفئات المتضرِّرة والتواصل معها وتشكيل لجنة عريضة من كافة المتضررين لمواجهة هذا الحصار.

 

– وما هو يكون ردّ تلك الجهات على هذه الرسائل والاتصالات؟

الخضري: لقد صدرت العديد من المواقف من الدول العربية والأجنبية جراء إرسالنا لها هذه الرسائل، وقد أعطوا مواقف نعتبرها إيجابية، وثمنّا هذه المواقف باعتبار ما يحدث هو عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني وهو انتهاك لاتفاقيات جنيف وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان. وقد استطعنا أن نحصل على بعض المواقف الهامة. كما توجد اتصالات مع مؤسسات حقوقية، وكذلك مع مؤسسات قانونية من أجل دراسة الوضع القانوني لما يجري في كيفية رفع قضايا على الاحتلال ورفع قضايا في المحاكم الدولية لمحاكمة الاحتلال على ما يقوم به، باعتبار أنّ الاحتلال ما زال موجوداً وهو المسؤول عما يجري في غزة، وهو المسؤول عن حصارها، فلا يستطيع أن يتهرّب من مسؤولياته بينما هو يريد أن يتهرب من مسؤولياته، ونحن نقول إنه هو من يتحمل المسؤولية جراء ما يجري.

 

– ولكن باعتقادك هل هذه المواقف الإيجابية كافية؟

الخضري: بداية؛ نحن نقبل بهذه المواقف كخطوة جيدة، ولكن نريد من هذه المواقف أن تُطوَر لتصبح مواقف تضامنية داعمة وتشكل عنصراً ضاغطاً على الاحتلال لكسر هذا الحصار ومن أجل مواجهة هذا الحصار.

 

– هل ترفقون برسائلكم تقارير تتضمن معطيات عن المعاناة التي يعيشها أهالي القطاع؟

الخضري: عندما نوجِّه رسائل فإننا نوجهها واضحة بكل الآثار السلبية المترتبة على هذا الحصار الظالم على القطاع.

فعلى صعيد القطاع الصحي نجد أنه متضرِّر بشكل خطير جداً، وقد يشهد انهياراً قريباً وسريعاً في الأيام القادمة، فهناك أدوية أساسية وضرورية لمرضى السرطان غير متوفرة، والمرضى يموتون والعالم ينظر إليهم. كما توجد العديد من وحدات غسيل الكلى متعطلة عن العمل، وهذا قد يسبِّب خطراً كبيراً على مرضى الكلى. وتوجد بعض الأجهزة الطبية المتعطلة بسبب عدم توفر قطاع الغيار. كما أنّ تقليص كمية الوقود قد أثّر على عمل مستشفى الشفاء (المجمع الطبي الأكبر في غزة والقطاع) بشكل خطير جداً، وهناك العديد من الأقسام مثل النظافة والتعقيم وغرف العمليات في حال قطع الكهرباء، وكل هذا يؤثر سلباً على الواقع الصحي، إضافة إلى وجود أكثر من ألف حالة مرضية غير قادرة على العلاج بالخارج بسبب إغلاق المعابر، وهذا يؤثر على هذه الحالات المرضية، وقد شاهدنا أنّ جزءاً من هذه الحالات توفي، وستشهد الأيام القادمة وفاة العديد من هذه الحالات لعدم تلقيها العلاج.

كما أنّ قطاع الإنشاء والمباني والبنية التحتية مدمّر بشكل كبير، وتوجد به خسائر فادحة، حيث توقف الآن أكثر من ثمانين ألف عامل عن العمل لينضموا إلى قائمة البطالة. و250 مليون دولار من المشاريع المرصودة من الجهات العربية والدولية والإسلامية ومن القطاع الخاص الفلسطيني تم توقيفها، كما أثّر ذلك على تعطّل عدد من العمال، وأثّر على إيواء آلاف الأسر، حيث كان من المفترض أن تُبنى وحدات سكنية لإيواء أسر فقدت بيتها ومعيلها بسبب ما حدث من اجتياحات وتدمير لمباني سكنها، وبالتالي ستتعرض هذه الأسر لخطر جراء الأمطار الشديدة وعدم تمكن بعض المؤسسات من إكمال هذه المباني. وفيما يتعلق بالطرق فقد توقفت العديد من المشاريع، مما يعرض شبكة الطرق في قطاع غزة في أيام المطر القادمة إلى إغلاقات وانسدادات كبيرة جداً.

كما أنّ القطاع الصناعي والتجاري قد تكبّد خسائر فادحة، وإجمالي الخسائر للأربعة الأشهر الأخيرة هو 100 مليون دولار في هذا القطاع، ويوجد أكثر من 65 ألف عامل تعطّلوا عن العمل بسبب إغلاق المصانع والورش، ولرجال الأعمال بضائع موجودة في المواني الإسرائيلية تُقدّر بمائة مليون دولار وتدفع غرامات بسبب عدم أخذ البضائع. والقطاع الزراعي مدمّر بشكل خطير فالمنتوجات الزراعية لا يمكن تصديرها، كما أنّ الكثير من الأدوات (الزراعية) يُمنع دخولها لغزة، والكثير من المحلات أقفلت أبوابها لعدم وجود البضائع.

وبشأن الوقود والكهرباء؛ فقد حذّرنا وقلنا إنه لا يوجد مخزون من الوقود في ظل تقليص كمية الوقود الداخلة لقطاع غزة وتزايد الطلب من قبل المواطنين، خاصة وأننا مقبلون على فصل الشتاء. كما أنّ التهديدات (الصهيونية) الخطيرة بقطع الكهرباء ينذر بكارثة حقيقية على قطاع غزة، وأحذِّر من أنّ استمرار تقليص كمية الوقود سينذر بكارثة أكبر من كارثة قرية أم النصر، حيث كانت كارثة بيئية وصحية، وتعطّل مضخات الصرف الصحي قد يأتي بكارثة صحية لقطاع غزة بكامله.

ثم إنّ المسيرة التعليمية قد توقفت في بعض الجامعات عن استكمال بناء مبانٍ، كما أنّ هناك نقصاً شديداً في القرطاسية وأوراق الطباعة، يما يهدد الفصل الدراسي القادم، وكذلك الطلاب الذين لا يستطيعون دفع الرسوم الدراسية مما يؤثر على دخل الجامعة ويؤثر ذلك في دفع رواتب العاملين بالجامعة.

إذن نحن هنا أمام شبكة من التدمير والاستهداف الكامل للشعب الفلسطيني.

 

– ما أهم الفعاليات التي قمتم بها في هذه الآونة الأخيرة؟

الخضري: قمنا بفعاليات منها زيارة المستشفيات وزيارة حالات مرضية خطيرة جداً، وفعالية شموع رغم الحصار لأطفال فلسطين تعبيراً عن رفض الأطفال للحصار وأملهم في المستقبل. وأقمنا تجمّعاً على شاطئ بحر غزة تحت عنوان “الحصار من أمامكم والبحر من خلفكم”، هذا المظهر أنّ سكان غزة يتنقلون ما بين الحصار والمعابر المغلقة وبين البحر ولا يوجد لهم أي مكان أو بديل، ولا يوجد لهم منفذ على العالم، وهذا يُعتبر مشهداً حقيقياً لصورة غزة. وقد قمنا بزيارات تضامنية لعديد من الأسر المتضررة في شتى الصور المختلفة، ولأسر الذين توفوا لعدم قدرتهم على السفر لتلقي العلاج (جراء الحصار).

 

– وما هي أهم إنجازات اللجنة منذ انطلاقها؟

الخضري: نحن نواصل الاتصال وإبراز المعاناة، وقد أثمر ذلك تبرّعاً من اللجنة السعودية بخمسين وحدة للكلى، ونأمل أن تصل بأسرع فترة ممكنة، وهذا يعتبر من الإجراءات العملية المهمة في كسر الحصار. كما أنّ استعداد مصر لزيادة كمية الكهرباء الواردة لقطاع غزة نعتبرها خطوة إيجابية نشجِّع على إنجازها بشكل سريع، كذلك الاتصالات (تجري) مع مصر لإيجاد الحلول للمرضى وأصحاب الإقامات والطلاب العالقين، ونأمل أن تكون هناك خطوات عملية لمساعدتهم وإيجاد حلول (لمعاناتهم). كما توجد اتصالات مع جهات أوروبية من أجل تامين الأدوية اللازمة للمستشفيات، وسيستمر هذا الدور حتى نحقق الهدف وهو مواجهة الحصار وفكّه.

 

– هل فكرتم في إطلاق مبادرة سياسية بما أنّ الجانب السياسي له التأثير الأكبر في هذا الحصار؟

الخضري: منذ أن تم الإعلان عن هذه اللجنة فإننا نعمل بعيداً عن التجاذبات والخلافات السياسية، نعمل فقط من أجل إبراز البعد الإنساني من هذه القضية، وإبراز الأضرار، ومناشدة الجميع للوقوف إلى جانبنا واتخاذ خطوات عملية لإجبار الاحتلال على إنهاء هذا الحصار الظالم. فنحن نتوجّه بشكل عام لكل عربي ولكل مسلم وللدول الأوروبية والجميع، بأن يضعوا في حسبانهم في أي اجتماع قضية الح

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات