السبت 10/مايو/2025

خالد أبو هلال يعرض في حوار مع المركز الفلسطيني للإعلام رؤية الحركة ومواقفها من ا

خالد أبو هلال يعرض في حوار مع المركز الفلسطيني للإعلام رؤية الحركة ومواقفها من ا

حركة “فتح الياسر” تشكيل جديد أضيف إلى الطيف الفصائلي على الساحة الفلسطينية، جاءت نشأته في ظروف استثنائية شهدتها هذه الساحة، وانبثاقاً من جسم فصيل فلسطيني بارز ومتنفذ هو حركة “فتح”.

في هذا الحوار الذي أجراه في غزة مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، يشرح القيادي الفلسطيني خالد أبو هلال، الأمين العام لحركة “فتح الياسر” أبعاداً عن هذه الحركة التي برزت في الأشهر الأخيرة، متناولاً رؤيتها ومواقفها، وملقياً الضوء على مراحلها التبلور التي تشهدها في الوقت الراهن، وفي ما يلي نص الحوار ..

 

“فتح الياسر” .. أية إضافة؟

– كيف تقيِّم مسيرة فتح الياسر منذ انطلاقتها قبل عدة أشهر وحتى الآن؟ وما هي الإضافة التي أضافتها حركتكم لحركة التحرر الوطني ولبرنامج المقاومة في فلسطين؟

خالد أبو هلال: مضى على انطلاق حركة “فتح الياسر” أربعة أشهر، ووجودها كجسم مستقل كان ضرورة فرضتها ظروف انجراف القيادة المتنفذة لحركة فتح وتحالفها مع الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية ضد جزء أساسي من الشعب الفلسطيني ممثلاً بمقاومته وفصائلها، إضافة للشبهات التي أُثيرت بخصوص اغتيال الشهيد ياسر عرفات. فقد كان لا بد لنا أن نتخذ موقفا يرفض كل تلك المعطيات، والنتيجة كانت تشكيل جسم جديد يحتوي أبناء فتح الشرفاء ممن يحملون القناعات الرافضة لمشاريع الالتفاف على خيارات الشعب الفلسطيني ومقاومته.

حتى الآن حركة “فتح الياسر” في مرحلة بناء الأطر التنظيمية وعملية استكمال هذا البناء تتطلب وقتاً، لذلك لا يمكن الحديث عن إضافات نوعية لحركة التحرّر الوطني وإلاّ كان حديثنا مبالغاً فيه. أودّ هنا أن أضيف أننا انتهينا من هيكلة بعض الأطر القيادية لتكون لبنة أولى في مشروع البناء، ولتكون حركة “فتح الياسر” جزءاً أساسياً من حركة التحرر الوطني. أما عن تلك الأطر فأهمها ما يلي:

تشكيل قيادات للأقاليم على مستوى محافظات قطاع غزة، وافتتاح مقرات ومكاتب للحركة على مستوى قطاع غزة، وتشكيل نواة قيادية في محافظات القطاع، والبدء في إعادة صياغة الجناح العسكري للحركة، وتشيكل نواة للجهاز الأمني للحركة.

بالتزامن مع عملية بناء أطر ومؤسسات الحركة انطلقت الحركة لممارسة واجباتها في العمل الجماهيري، وكانت حاضرة في معظم الفعاليات الجماهيرية لدرجة بات يلمسها الجمهور الفلسطيني بشكل واضح على الأرض. لازالت أمامنا عدة شهور نحتاجها لاستكمال بناء مؤسسات الحركة وأطرها، بعدها يمكننا الحديث عن إضافات نوعية استطاعت حركة “فتح الياسر” أن تضيفها لحركة التحرر الوطني. 

 

الردّ على الانتقادات

– بعض الكتاب والمحللين انتقدوا موقفكم وخروجكم من جسم حركة “فتح” وتشكيل كيان باسم جديد هو “فتح الياسر”. مرجع هذا الانتقاد أنّ ميثاق حركة فتح يُفترَض أنه الفيصل بينكم وبين من تجاوز بنود هذا الميثاق. لذلك يفترض أنّ الميثاق ومدى الالتزام ببنوده هو ما يحدِّد الشرعيات ويحدِّد من يمثل الحركة و من لا يمثلها .. ما هو ردّك هنا؟

أبو هلال: لسبب رئيس أنه بمساعدة الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني ومن خلال الدعم المالي والعسكري؛ تمكّن فريق من القيادة الفتحاوية من اختطاف حركة “فتح” والسيطرة على قرارها وعلى مؤسساتها وللأسف على قاعدتها الشعبية، وذلك من خلال تحكمهم بالرواتب والموازنات. هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، وإلاّ كيف نفسِّر صمت هذه القاعدة الشعبية على اغتيال ياسر عرفات ونحن نعلم يقيناً أنّ المسؤول عن اغتيال الشهيد ياسر عرفات هو فريق القيادات المتنفذة في حركة “فتح”؟! وكيف نفسِّر صمت الجمهور الثوري الفتحاوي على أن يكون رئيسه محمود عباس ألدّ أعداء المقاومة الفلسطينية ويقبل بذلك؟! وكيف نفسر تصفيق هذا الجمهور الفتحاوي العريض لعباس و هو يرتمي في الحضن الصهيو ـ أمريكي؟!.

لم يعد مجال للحديث عمّن هو الشرعي في حركة فتح أنا أعتقد أنّ هذا الباص (الحافلة) المسمّى حركة “فتح” قد شاخ وانحرف عن الطريق، وبما أننا لا نعبد أسماءً وأصناماً؛ فقد اخترنا أن ننشئ جسماً جديداً، الصدفة فقط كانت سبب تسميته “فتح الياسر”.

 

مدى الإقبال على الحركة الجديدة

– هل الإقبال على الالتحاق بصفوف حركتكم في تزايد أم العكس؟ وما هي السمة العامة للفئة التي تستقطبها “فتح الياسر”؟ وما مدى تقبل أفراد حركة فتح الرسمية لـ”فتح الياسر” وإقبالهم عليها؟

أبو هلال: بالنسبة للإقبال على الالتحاق بحركة “فتح الياسر” فهو في تراجع؛ لعدة أسباب أجملها فيما يلي: أننا أوقفنا التنسيب العشوائي، وأنّ الصورة بدأت تتضح أكثر حول الحركة في أنها ليست حركة “توزيع كوبونات” (بطاقات عضوية) ووعود بالوظائف كما كانت عليه الثقافة الفتحاوية في السنوات السابقة فنحن نبحث عمن لديه الرغبة والاستعداد للعطاء والتضحية. وأننا حتى اللحظة لم نمنح العضوية الدائمة لأي منتسب للحركة فموعد صدور العضويات الدائمة سيكون مع بدايات العام القادم بإذن الله.

أما عن الشرائح التي أقبلت على الانتساب لحركة فتح الياسر فكانت مختلفة جزء منها كان يبحث عن الحركة التي استجدّت على الأرض ونحن في طور التخلّص أيضاً من هذا الجزء.

أما عن الفئة التي نستقطبها ونعوِّل عليها؛ فبالتأكيد هي الفئة النوعية التي تتصف بالالتزام والحرص والوطنية والإخلاص والتفاني. نحن نسعى لبناء يهتم بالكيف لا بالكم، لذلك فإنّ شروط منح العضوية الدائمة في الحركة قاسية وحازمة لتحقيق هدفنا ورؤيتنا.

 

– في حال حصل توافق فلسطيني وأُجريت انتخابات، هل نتوقع مشاركة “فتح الياسر” كتنظيم مستقل فيها؟

أبو هلال: بالتأكيد نحن نسعى الآن لاستكمال جسمنا التنظيمي بكافة مؤسساته أولاً، ومن ثم سنكون جزءاً أساسيا من الطيف السياسي الفلسطيني؛ لنا ما لهم وعلينا ما عليهم. سنكون تحديداً في معسكر المقاومة والثوابت الوطنية، وسنكون جزءاً من برنامج المقاومة سياسياً وعسكرياً وفي مختلف المجالات الأخرى.

 

التحقيق في اغتيال عرفات

– في ذكرى رحيل الرئيس عرفات.. إلى أين وصل ملف التحقيق في ظروف وفاته؟ وهل لحركة “فتح الياسر” دور في قضية التحقيق؟ وكيف تفسِّر صمت قيادات “فتح” عن تسميم عرفات وطي هذه الصفحة؟

أبو هلال: لا يوجد تحقيق أصلاً، والمسرحية الهزلية التي حدثت بتشكيل لجنة تحقيق بعد اغتيال الشهيد ياسر عرفات كان الهدف منها تخفيف الاحتقان الجماهيري ليس أكثر، بدليل أنّ اللجنة ونتائجها قد تبخّرت و لم يعد أحد يسمع عنها شيئاً.

من قتل الشهيد ياسر عرفات جلس يستقبل العزاء فيه كما هي عادته، بل وجلس في مكتبه ووضع صورة الشهيد ياسر عرفات خلفه، وللأسف جمهور حركة فتح أخذ يصفق له.

أما عن الصمت المشبوه فلا تفسير له سوى الرضوخ المخزي لاستحقاقات الحفاظ على الراتب والموازنة والمصلحة الخاصة، لأنّ قتلة الشهيد ياسر عرفات هم من يتحكّمون بهذه الموازنات.

 

التطوّرات الأخيرة

– كيف تقرأ مهرجان فتح الأخير في ذكرى رحيل عرفات والأحداث المؤسفة التي أعقبت المهرجان؟

أبو هلال: أولاً أنا أرفض تسميته بالمهرجان الفتحاوي لأنّ المهرجان كان مهرجاناً فلسطينياً شارك فيه أحبة ياسر عرفات من كل الفصائل دون استثناء. فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مجتمعة شاركت في المهرجان، إضافة لطلاب الجامعات والمدارس التي خرجت عن بكرة أبيها للمشاركة في مهرجان الوفاء لياسر عرفات، إضافة لكل الموظفين الذين يتلقون رواتب من رام الله والموظفين الذين قًطعت رواتبهم هؤلاء بشكل خاص كانوا حريصين على المشاركة الفاعلة لإثبات التزامهم بقرارات (المسؤولين في) رام الله.

إذن فنحن نتحدث عن جمهور عريض شارك في إحياء ذكرى ياسر عرفات، وليس كما ادعى فريق المقاطعة (مقرّ رئاسة السلطة برام الله) بأنّ المهرجان كان فتحاوياً وجاء لمبايعة محمود عباس.

أنا أؤكد هنا أنّ كل محب ومخلص لياسر عرفات شارك في هذا المهرجان هو خصم حقيقي لمحمود عباس وسياسته الانهزامية والاستسلامية.

أما فيما يخص الأحداث المؤسفة ورغم انتظارنا لنتائج التحقيق الذي تجريه الآن لجنة مكلّفة من الحكومة في قطاع غزة؛ فإننا نؤكد أنّ صاحب المصلحة في هذه الأحداث هو فقط حكومة دايتون برام الله التي لا تخفي حرصها (على إحداث الفلتان في القطاع) بل وتدفع الأموال الطائلة لمأجورين في قطاع غزة من أجل تسميم الأجواء وإعادة الفلتان الأمني لشوارع قطاع غزة. 

 

– هل ترى أنّ ثمة إمكانية لاستئناف الحوار بين حركتي “فتح” و”حماس” والتوصّل إلى توافق بينهما مجدداً؟ وهل حركتكم ممن يرون وجوب العودة لطاولة الحوار دون شروط مسبقة؟

أبو هلال: نعم فالحوار الفلسطيني الداخلي ضرورة لا يمكن تجاهلها، أنا أعتقد أنّ فريق رام الله يراهن على بعض العوامل الخارجية أهمها الحصار الخانق وامتلاك الأموال التي يتم من خلالها تحريك بعض المأجورين في قطاع غزة لتصعيد الضغط على الحكومة الشرعية في قطاع غزة وانتزاع استسلامها. أنا أؤكد أنّ هذا الوهم سيسقط قريباً وبتقديري مع بدايات العام القادم، ولن تكون هناك من خيارات سوى العودة للحوار الجدي والمسؤول.

في الوقت الذي نؤكد فيه أنّ خيارنا هو الحوار اللامشروط على قاعد الثوابت و المرتكزات و على أرضية التمسك ببرنامج المقاومة؛ فإننا نعتقد أن إمكانية التوصل إلى تفاهم فلسطيني داخلي لا يمكن أن يتم في ظل وجود فريق دايتون على سدة الحكم. 

 

تجربة الحكومة الشرعية

– كيف تقيِّم لنا من موقعك تجربة الحكومة في غزة منذ الحسم وحتى

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات