الإثنين 05/مايو/2025

فوبيا الديموغرافيا الصهيونية في مدينة القدس

فوبيا الديموغرافيا الصهيونية في مدينة القدس

فيما تتزايد أهمية التقنيات الحديثة وغزو وسائل التكنولوجيا لشتى مرافق حياتنا اليومية، وفي الوقت الذي يستعر فيه سباق الأمم لحيازة الريادة في مجال الصناعات التكنولوجية الدقيقة والشديدة التطور، يضحي التساؤل عن أهمية العامل الديموغرافي ودوره في صياغة مستقبل الشعوب والأمم وبلورة الحضارات والمجتمعات المتقدمة سؤالاً غير ذي جدوى، أو تساؤلاً لا منطقياً في ظل التوجه العالمي نحو التخفيف من استخدام اليد العاملة البشرية والاستعاضة عنها بمختلف الوسائل والتقنيات الحديثة، مما يعني مزيداً من التضاؤل والتراجع لمكانة العنصر البشري وماهية وجوده ضمن منظومة الحضارة الإنسانية كفاعل منتج ومؤثر فيها، على حد سواء.

بيد أن مفردات الصراع الوجودي الذي تعايشه الأمة مع عدوها، ممثلاً في قوى الطغيان والظلم والفساد العالمي، ومنظومة الحضارة المؤلهة للإنسان بوصفه محور الكون، ومتجسداً في النظام السياسي الغربي وربيبته دولة الكيان الصهيوني، يعيد دائرة التساؤل عن جدوى التركيز على عامل الديموغرافيا (السكان) وأهميته إلى المربع الأول وموقع الصدارة في الأولويات المعاصرة.

ونحن نستطيع أن نتفهم الذعر الصهيوني من مسألة التزايد السكاني في ضوء فهمنا لطبيعة الكيان الصهيوني وهويته الاستيطانية الإحلالية، سيما أن تزايد أرقام السكان الفلسطينيين لا يكمن في منطقة هامشية بالنسبة للكيان الصهيوني، بل إنه يتمّ في مدينة لطالما توجهت إليها مخططاته لتفريغها من سكانها الفلسطينيين الأصليين وجذب المزيد من المستعمرين الصهاينة إليها وبموجب مغريات ومرغبات مادية ودينية متنوعة.

فقد أفاد تقرير صادر عن اللجنة الأردنية لشؤون القدس، وهي لجنة متخصصة في متابعة كل ما يتعلق بأوضاع المدينة المحتلة، أن نسبة الزيادة بين السكان الفلسطينيين في مدينة القدس، على الرغم من التضييقات التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني على سكان القدس الفلسطينيين، بلغت العام الماضي سبعة أضعاف الزيادة في أعداد المستعمرين الصهاينة في المدينة .

وكشف التقرير النقاب عن موجة نزوح عكسية خفية عرفتها مدينة القدس العام الماضي بين الصهاينة لصالح الإقامة خارج أسوار مدينة القدس، إذ بلغ عدد المهاجرين الصهاينة منها نحو 8600 شخص، مرجعاً سبب هجرة معظمهم إلى «أسباب أمنية في ظل تردي الأوضاع الأمنية في القدس المحتلة» . و ذكر التقرير استناداً إلى المعطيات التي جمعها مكتب الإحصاء المركزي في مدينة القدس «أن عدد سكان مدينة القدس ارتفع العام الماضي نحو 15600 نسمة، بينهم ما يزيد عن 11700 مواطن فلسطيني والباقي من الصهاينة».

والجدير بالذكر أن تواجد الشعب الفلسطيني يشهد تزايداً ملحوظاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، وهو ما يقلق سلطات الاحتلال الصهيوني التي بات هاجسها الحدّ من تزايد أعداد الفلسطينيين في أرض فلسطين التاريخية الذي أصبح مساوياً -إن لم يكن تجاوز- عدد الصهاينة، سيما أن أي تغيير إضافي للميزان الديموغرافي في الأراضي المحتلة لصالح الفلسطينيين سوف يضع مستقبل الكيان الصهيوني في خطر حقيقي.

ويندرج في سياق المحاولات الصهيونية لوقف هذا الاختلال الديموغرافي اتخاذ الحكومة الصهيونية قرار الانسحاب من قطاع غزة (بما يمثل 1.7 من مساحة فلسطين) وفصله نهائياً عن الضفة الغربية لتقطيع أوصال أي كيان فلسطيني مستقبلي محتمل، الأمر الذي يمكن معه تفهم الرغبة الصهيونية الحثيثة لتضمين اجتماع أنابوليس القادم اعترافاً فلسطينياً مجانياً بيهودية دولة (إسرائيل) بما يضمن معه شرعية التحركات الصهيونية على الأرض لتفريغ أرض فلسطين التاريخية، وبالذات أراضي عام 48، من سكانها الفلسطينيين بذريعة الحفاظ على نقاء الدولة اليهودي المعترف به، فيما لو تحقق، من قبل أصحاب الشأن أنفسهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بتنفيذ عمليات هدم في حارة المنشية داخل مخيم نور شمس شرقي مدينة...