والدة قائد كتائب أبو علي مصطفى في نابلس تروي معاناتها مع أجهزة عباس

سويعات قليلة فقط فصلت بين انسحاب قوات الاحتلال من مخيم عين بيت الماء الواقع إلى الغرب من نابلس ومحاصرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمخيم، الذي أصبح في الآونة الأخيرة أحد أبرز معاقل المقاومة في منطقة نابلس التي تستهدفها اجتياحات متواصلة.
فمع ساعات الصباح الباكر من يوم الأحد (18/11) فوجئ المواطنون بقوات أمنية فلسطينية كبيرة تفرض حصاراً محكماً على المخيم من جميع الجهات، في منظر اعتادوه من قوات الاحتلال.
بعد وقت قصير من ذلك تبيّن لسكان المخيم أنّ الهدف من الحصار هو اعتقال مقاومين من “كتائب عز الدين القسام” و”كتائب أبو علي مصطفى”، الذين ذاع صيتهم في نابلس كلّها جراء ما عرف عنهم من مقاومة باسلة، فتجمهر الرجال والنساء والأطفال على مداخل المخيم للدفاع عن أبنائهم ومن كانوا الحصن الحصين في وجه آلة الحرب الصهيونية طوال الأشهر السابقة.
والدة المقاوم
قائد “كتائب أبو علي مصطفى”، جاد حميدان، والذي هدمت قوات الاحتلال في اجتياحها الأخير بناية عائلته المكوّنة من عدة طوابق بعد إخفاقها في الوصول إليه؛ هو أحد الذين تطالبهم الأجهزة الفلسطينية بتسليم نفسه.
وقد تحدّثت “أم رائد”، والدة المقاوم جاد، عن الطريقة التي اقتحم بها عناصر الأجهزة الأمنية منزلها الكائن على أطراف المخيم، حيث قالت “طرقوا باب منزلنا وحكوا لي: يا حجة نريد الصعود لسطح المنزل ونحن نبحث عن زعران (بلطجية) ومنفلتين قاموا بإطلاق النار على أجهزة الأمن، وعندها قلت لهم: إنني سمعت أنكم تلاحقون المقاومين، فنفوا ذلك”.
وتضيف الأم “بعد سماحي لهم بالدخول قاموا بحملة تفتيش واسعة في المنزل، وأخذوا يسألوني عن ابني جاد، فقلت لهم: أنتم قلتم لي إنكم تلاحقون زعراناً وابني مقاوم شريف ومثل ما سمحت لكم باحترام بدخول المنزل الرجاء الخروج باحترام، لكنهم رفضوا وأخذوا يكيلون لنا الشتائم”.
وتكمل الوالدة الفلسطينية المصابرة “ثم بدأنا بالصراخ، وأخذنا نعاركهم للخروج من المنزل، وحينها بدؤوا يضربوننا بالهراوات وأطلقوا رصاصة داخل المنزل ووجّهوا الأسلحة علينا وشتمونا، وتعاملوا معنا بهمجية غير مسبوقة، قبل أن ينسحبوا بعد تجمّع الناس والجيران وحدوث عراك كبير بيننا وبينهم”.
تساؤلات شائكة
وأشارت الوالدة التي كانت تتحدث بانفعال إلى أنها سألت أفراد الأجهزة الأمنية الذين دخلوا منزلها قائلة لهم “أين كنتم عندما دخل الاحتلال أمس؟ وأين تكونون كل يوم في التوغلات الإسرائيلية؟ وهل أتيتم لحمايتنا أم لاعتقال المقاومين الشرفاء؟! وهل تستطيعون حماية أنفسكم من رصاص الاحتلال؟ ولماذا لا نراكم في الشوارع بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً أم لأنه وقت توغل الجيش الإسرائيلي؟!”.
وعبّرت الوالدة عن غضبها الشديد من تصرف أفراد الأجهزة الأمنية الخاضعة لإمرة رئيس السلطة محمود عباس، الذين أطلقوا الرصاص بكثافة وبطريقة جنونية أول أيام الحصار بسبب فتية صغار يقومون برشق الحجارة، الأمر الذي أدى إلى إصابة طفلتين ووقوع أضرار كبيرة بخزانات المياه نتج عنها نفاذ مياه الخزانات بالكامل.
وتساءلت “أم رائد” باستغراب “هل يوجد في أي دولة سلطة تقوم بهذه الأفعال ضد شعبها لأنه يريد أن يقاوم المحتل فقط؟!”، مشيرة إلى أنّ “الاحتلال لم يقم بفعل مثل هذا معنا في اجتياحاته، حيث لم يطلق الرصاص على خزانات المياه، ولم يتعامل معنا بمثل وحشية هؤلاء!”، حسب ما تشكو.
لن يسلِّموا أنفسهم
وأكدت “أم رائد” في هذا الصدد أنّ ابنها لن يسلِّم نفسه للأجهزة الأمنية التابعة لعباس “لأنه شريف ومقاوم ولم يقم بأي مشكلة لا قديماً ولا حديثاً”، وفق ما تذكر، مشيرة إلى أنه وإخوانه المقاومين ضحوا بأمنهم وأنفسهم من أجل الدفاع عن الوطن.
وقالت أم المقاوم جاد حميدان “طوال الأشهر السابقة لم ينم أبناؤنا الليل، جيش الاحتلال هو من يأتي يعتدي علينا وعليهم وليسوا هم من يذهبون إليه، ولهذا أنا أقول لعباس والأجهزة الأمنية: لن نسمح لكم باعتقال أبنائنا لأنهم سيستشهدون على أرض وطنهم ولن يسلِّموا أنفسهم”.
وتستنتج الوالدة مؤشرات على وجود “تنسيق بين جيش الاحتلال وأجهزة السلطة لتسليم أبنائنا، حيث أننا استغربنا من انسحاب قوات الاحتلال فجر الأحد بصورة سريعة على غير العادة لنفاجأ بعد أقل من ساعة بأجهزة السلطة تطوِّق المخيم وتطالب المقاومين بتسليم أنفسهم بدون أي خجل أو حياء”.
ويستغرب المواطنون الفلسطينيون في مخيم العين وفي غيره من مناطق الضفة من سلوك أفراد الأجهزة الأمنية الذين يشاهدون قوات الاحتلال تتوغل في ساعات الليل وتداهم منازل المواطنين وتعتقل من تشاء بينما هم يفرضون حصاراً على المناطق التي يستهدفونها لاعتقال من عجزت قوات الاحتلال من الوصول إليهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...