الإثنين 05/مايو/2025

دروس كامب ديفيد‏(2)‏ أمام اجتماع أنابوليس الدولي

دروس كامب ديفيد‏(2)‏ أمام اجتماع أنابوليس الدولي

صحيفة الأهرام

‏تخطئ “إسرائيل” كثيراً لو حاولت فرض شروطها المجحفة على أجندة اجتماع الخريف في ‏(‏أنابوليس‏)‏ فالتصريحات الإسرائيلية إذا كانت توافق على قيام دولة فلسطينية من حيث المبدأ بدون أدلة التعريف فإنها تتعمد حذف الألف واللام للدولة ذات حدود مؤقتة ومنزوعة السلاح علي أن تربط الضفة بقطاع غزة بممر تحت سيادة إسرائيلية وإدارة فلسطينية مع رفض إسرائيلي لفتح ملف عودة اللاجئين الفلسطينيين وملف إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال‏..‏

وتهرباً من ثوابت المبادرة العربية التي أقرتها قمة الرياض منذ عام ‏2002‏ تحاول “إسرائيل” العودة مرة أخرى إلى مبادرة خريطة الطريق الأمريكية لعلها تجد فيها مخرجاً لأطماعها في الاستحواذ على أكبر مساحة سواء الضفة الغربية وكذا الهيمنة على القدس في حالة إذا ارتضى الاجتماع على جعل القدس الشرقية والغربية عاصمة موحدة لكل من الدولة الفلسطينية و”إسرائيل‏”.‏ وفي هذا الصدد من الأهمية التذكير بدروس كامب ديفيد ـ‏2‏ حتى تكون ماثلة أمام المفاوض الإسرائيلي المراوغ‏.‏

نتناول دروس كامب ديفيد ‏(2)‏ من خلال عرض الأفكار التي اقترحها كلينتون والرد الفلسطيني الرافض لها ثم نعرض الإشارات السريعة التي أوردتها خريطة الطريق بشأن القدس‏‏ وتخوف الخريطة من الانزلاق إلى تسجيل أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية التي بشرت بقيامها عام ‏2005.‏

وبشأن التحفظات الفلسطينية تجاه مقترحات الرئيس كلينتون بخصوص القدس سجل المفاوض الفلسطيني في بداية يناير ‏2001‏ عدة ملاحظات عليها كما يلي‏:‏

*‏ في موضوع القدس اقترح الرئيس كلينتون المبدأ العام بأن المناطق العربية ستكون لفلسطين والمناطق اليهودية ستؤول إلى “إسرائيل” ولكنه ناشد الطرفين العمل على خرائط توجد الحد الأقصى من التوصل الجغرافي لكليهما‏‏ وتم تقديم صياغتين محتملتين فيما يتعلق بسيادة حقوق كل من الجانبين على الحرم الشريف‏‏ والجدار الغربي‏‏ وتتكلم كل من الصياغتين حول السيادة الفلسطينية على الحرم الشريف والسيادة الإسرائيلية علي الحائط الغربي‏‏ مع الحد من صلاحيات الجانبين بالحفر والتنقيب تحت الحرم أو وراء الحائط‏.‏

**‏ إن الصياغتين الأمريكيتين حول الحرم تطرحان عددا من الإشكاليات‏:‏

أولا‏ً:‏ يبدو أن المقترح الأمريكي يعترف ضمنا بالسيادة الإسرائيلية تحت الحرم حيث يلمح أن ل”إسرائيل” الحق بالحفر خلف الحائط ‏(‏وهي ذات المنطقة التي تقع تحت الحرم‏)‏ ولكنها تتخلى طواعية عن هذا الحق‏‏ كما أن مصطلح الحائط الغربي يمتد إلى منطقة تتعدى الحائط الغربي وتضم النفق الذي فتحه رئيس وزراء “إسرائيل” الأسبق نيتانياهو عام ‏1996‏ والذي أدي إلى مواجهات واسعة النطاق‏.‏

*‏ إن الجانب المتعلق بالأرض في المقترح الأمريكي حول القدس يطرح عدداً من الإشكاليات ويتطلب مزيداً من التوضيح‏.‏

فإنه وكنتيجة للسياسة الاستيطانية الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة تلك السياسة التي حازت على شجب عالمي فإن المقترح الأمريكي بأن المناطق العربية ستكون لفلسطين والمناطق اليهودية ستؤول إلى “إسرائيل” لا يمكن توفيقه مع مبدأ الحد الأقصى من التواصل الجغرافي للجانبين والذي طرح في ذات المقترح لأن هذه الصيغة ستؤدي في نهاية المطاف إلى جزر فلسطينية متقطعة داخل المدينة بينما ستتمكن “إسرائيل” من المحافظة علي تواصلها الجغرافي‏.‏

*‏ إن استمرار “إسرائيل” بالمطالبة بالسيادة على عدد من المواقع الدينية غير المحددة جغرافياً في القدس‏‏ ورفضها المستمر تقديم خرائط توضح مطالب في القدس إنما يعززان من المخاوف الفلسطينية أن أي حل مقبول فلسطينياً يجب أن يضمن التواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية في القدس من جهة‏‏ وبين القدس وباقي الأراضي الفلسطينية من جهة أخرى‏.‏

*‏ إن أحد العناصر الأساسية للموقف الفلسطيني حول القدس يتعلق بمكانتها كمدينة مفتوحة مع ضمان حرية المجتمع في الوصول إليها‏.‏ إن هذه المكانة أساسية ليس فقط لضمان حرية الوصول إلى دور العبادة في جميع الأماكن المقدسة لكل مؤمن بقدسية المدينة‏‏ ولكنها أيضاً في غاية الأهمية لضمان التواصل وحرية الحركة ضمن الدولة الفلسطينية وللأسف فإن العرض الأمريكي لا يشير إلى هذا المبدأ‏.‏

هذا عن الموقف الفلسطيني الرافض لأية تنازلات أساسية تمس عروبة القدس الشريفة‏‏ أما بشأن خريطة الطريق فلم تشر إلى وضع القدس إلا في ثلاث فقرات سريعة وردت في سياق المرحلتين الثانية والثالثة بينما تجاهلت ديباجة خريطة الطريق والمرحلة الأولى الإشارة إلى القدس من قريب أو بعيد‏.‏

*   *    *‏

وأخيراً فإن ما يهمنا واقع ومستقبل القدس‏..‏ وهي القضية التي تحطمت عليها محادثات كامب ديفيد‏(2)‏ عام‏ 2001‏ فهل يتكرر الفشل مرة أخرى أمام الثوابت الفلسطينية أو الخطوط الحمراء الفلسطينية بشأن عروبة القدس الشرقية؟ ولعل الإجابة عن هذا التساؤل تتطلب إعادة قراءة لنقاط الاتفاق والاختلاف للوصول إلى حل وسط لا ينقص من عروبة القدس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...