السبت 10/مايو/2025

صابر أبو كرش مدير جمعية واعد يتحدث لـ المركز الفلسطيني للإعلام عن قضية الأسرى في

صابر أبو كرش مدير جمعية واعد يتحدث لـ المركز الفلسطيني للإعلام عن قضية الأسرى في

منذ قرابة العام نشأت “جمعية واعد للأسرى والمحررين”، واتخذت من قطاع غزة مقراً لها، لتتخصص في مجال يُعدّ من المجالات الحية في الشأن الفلسطيني والذي يهم بشكل مباشر قطاعات واسعة من المواطنين، هو مجال الأسرى الذي يحظى بأولوية في الاهتمام الفلسطيني العام.

في هذا الحوار يتحدث مدير “جمعية واعد للأسرى والمحررين”، صابر أبو كرش، لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” عن الجمعية ورؤيتها وتطلّعاتها، وعن ملف الأسرى والشأن الفلسطيني العام، وفي ما يلي نص المقابلة.

 

ـ حبذا لو بدأنا الحديث بتعريف عن الجمعية وظروف نشأتها ومصادر تمويلها ..

صابر أبو كرش: تأسست جمعية واعد للأسرى و المحررين بتاريخ 9 كانون الأول (ديسمبر) 2006 كنتيجة منطقية لظاهرة الأسر والاعتقال التي يتعرّض لها أبناء شعبنا الفلسطيني يومياً على يد الاحتلال الغاصب. جاء تأسيس “جمعية واعد للأسرى والمحررين” على يد مجموعة من الأسرى المحررين لتكون الجمعية أداة أخرى من أدوات الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون والمعتقلات الصهيونية، بحيث تقوم الجمعية بتفعيل قضية الأسرى من الناحية السياسية والإعلامية والجماهيرية، إضافةً لمتابعة (شؤون) الأسرى داخل السجون والمعتقلات الصهيونية وتلبية متطلبات صمودهم وصمود عوائلهم.

أما عن مصادر التمويل؛ فجمعية واعد للأسرى والمحررين هي جمعية مستقلة لا تتبع أحداً، داعمها الأول هو الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه السياسية و الفصائلية، إضافةً للأشقاء العرب الذين لم يبخلوا يوماً على أبناء شعبنا.

أود هنا أن أضيف نقطة أخرى هي أننا لم نأتِ لإلغاء أحد أو لنكون بديلاً لأحد نحن نؤمن بأنّ قضية الأسرى بحاجة لكل المخلصين من أبناء شعبنا نظراً لكونها قضية مركزية للشعب الفلسطيني، إضافة لذلك فإنّ العدد المهول للأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الصهيونية يحتاج لأكثر من مؤسسة ترعى شؤونهم و تقدم لهم مؤنه صمودهم داخل السجن و خارجه.

 

ـ بنظرة داخلية .. ما هي أقسام عمل جمعية واعد للأسرى و المحررين؟

أبو كرش: تنقسم جمعية واعد لعدة أقسام يهتم كل قسم بجانب محدد من أنشطة الجمعية، وهي كما يلي:

الأرشيف، حيث نمتلك قاعدة بيانات ومعلومات متكاملة تحتوي على كل ما يتعلق بقضية الأسرى من تواريخ وأسماء وأرقام وبيانات وإحصائيات، لتكون مادة متوفرة للباحثين والمهتمين أشخاصاً ومؤسسات. ولعلنا نفخر هنا أننا نمتلك قاعدة بيانات تبدأ منذ أن بدأت قضية فلسطين لتغطي كل المراحل بكافة المعلومات المتعلقة بكل مرحلة.

المكتب الإعلامي، ويهتم بمتابعة الأحداث والتطوّرات المتعلقة بقضية الأسرى في السجون الصهيونية وخارجها، حيث يقوم بالتواصل مع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية لمتابعة الأحداث أولاً بأول. إضافة لذلك فإنّ من مهام مكتبنا الإعلامي تنظيم المؤتمرات والندوات والمهرجانات المتعلقة بتفعيل قضية الأسرى على كافة الصعد. أيضاً يقوم مكتبنا الإعلامي بإصدار تقرير شهري حول أوضاع الأسرى الفلسطينيين ومتابعة الأحداث التي يمرّ بها الأسرى الفلسطينيون يومياً، وتقديم تلك التقارير للهيئات والمؤسسات المعنية لتكون رافداً مستمراً يتحدث عن كل ما يتعرض له أسرانا البواسل داخل السجون الصهيونية. وقام مكتبنا الإعلامي أيضاً بتأسيس موقع إلكتروني يحتوي على كافة البيانات التي تحدثنا عنها سابقاً، ليكون رافداً يمد المهتمين بالمعلومات اللازمة أولاً بأول إضافة لتفعيل قضية الأسرى إعلامياً.

وهناك أيضاً دائرة العمل الاجتماعي، وهي تهتم بمتابعة عوائل الأسرى وجمع الإحصائيات والمعلومات الخاصة بأحوال الأسرى الفلسطينيين وعوائلهم وتصنيفهم ضمن مجموعات، تمهيداً لدمجهم في برنامج خاص بالمساعدات المختلفة مادية ومعنوية.

أما الدائرة المالية فتهتم بالشؤون المالية للجمعية حفاظاً على الشفافية والنزاهة في إدارة الجمعية، بينما دائرة العلاقات العامة تهتم بالتنسيق مع المؤسسات والجهات المهتمة بقضية الأسرى فيما يتعلق بنشاط الجمعية، إضافة لتقديم الدعم للأقسام الأخرى فيما يتعلق بالعلاقات العامة، في حين تختص دائرة الشؤون الإدارية بالشأن الإداري للجمعية.

 

– وما هي المشاريع أو الأنشطة التي نفذتها جمعية واعد للأسرى والمحررين؟

أبو كرش: لدينا مشاريع تم تنفيذها بحمد الله ولدينا مشاريع قيد التنفيذ، لذلك سأتحدث في نقطتين إحداهما تتعلق بالمشاريع التي نُفذت ثم نتحدث عن المشاريع قيد التنفيذ. فالمشاريع التي تم تنفيذها، تتضمن الأكاديمية التقنية المهنية، حيث تنقسم هذه الأكاديمية إلى عدة تخصصات يقدم في كل تخصص برنامجاً للتعليم المهني في تخصص معيّن. والهدف من تأسيس هذه الأكاديمية هو تقديم برامج للتأهيل والتعليم المهني للأسرى المحرّرين حتى يتمكن الأسير المحرّر من تأمين قوت يومه من خلال عمل يتقنه. إضافة لذلك فإنّ برامج التعليم المهني يمكن لذوي الأسرى الالتحاق بها برسوم رمزية وعائد هذه البرامج يكوِّن مردوداً مالياً يساهم في تغطية نفقات الأنشطة التي تقوم بها الجمعية من أجل خدمة قضية الأسرى.

وهناك ضمن ما تم تنفيذه برنامج العلاج الصحي، فنتيجة الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني ومن خلال الزيارات التي تقوم بها دائرة العمل الاجتماعي (بالجمعية) لذوي الأسرى؛ انبثقت فكرة تأسيس برنامج يقدم العلاج الصحي لذوي الأسرى بالمجان، وذلك من خلال التعاون والتنسيق مع المستشفيات وبعض المؤسسات الصحية، وليكون لبنة أولى في برنامج مجانية العلاج لذوي الأسرى الذي نعمل عليه الآن.

أما برنامج الطرود الغذائية، وهو ضمن ما تم تنفيذه، فيتم بالتنسيق مع مؤسسات وجمعيات عربية خيرية، وهو برنامج مستمر نقدم من خلاله الطرود الغذائية لدعم ذوي الأسرى في معركة الصمود وكانت البداية مع مطلع العام الجاري (2007)، حيث قدّمنا وبالتنسيق مع “جمعية أرض الإنسان” طروداً غذائية لذوي الأسرى، واستمرّ البرنامج بعد ذلك بحمد الله وتوفيقه.

وكذلك هناك المخيمات الصيفية، كنشاط ترفيهي تقدمه الجمعية لأبناء الأسرى لنرسم البسمة على شفاههم، وقد أسّسنا هذا البرنامج الترفيهي ليكون برنامجاً دورياً نقوم به كل عام في الإجازة الدراسية.

وبشأن المشاريع قيد التنتفيذ؛ فهناك مشروع “إذاعة واعد”، حيث نسعى الآن لتأسيس إذاعة تهتم بقضية الأسرى بشكل خاص إضافة لتغطية إخبارية متواصلة ومجموعة من البرامج الهادفة التي ترتقي بمجتمعنا الفلسطيني وهدفنا الأول والأخير في هذا المشروع أن تكون قضية الأسرى حاضرة في كل بيت فلسطيني كل لحظة، لما لهذه القضية (قضية الأسرى) من قيمة نبيلة في نفوسنا.

ومن المشاريع قيد التنفيذ “فرقة واعد للفن الإسلامي”، حيث انتهينا من تأسيس فرقة للفن الإسلامي تقدِّم الأناشيد الإسلامية والجهادية، وتركز بشكل خاص على إثارة قضية الأسرى بقالب فني ملتزم.

كما نقوم الآن بإنشاء روضة أطفال في مدينة غزة، تقدم خدماتها لذوي الأسرى بأسعار رمزية، وليتم الاستفادة من عائدها المالي في تغطية نفقات الأنشطة التي تقوم بها الجمعية، ولتكون مقدمة لروضات أخرى في المحافظات الفلسطينية المختلفة.

كما أنّ لدينا تصوّراً مبدئياً عرضناه على رئيس سلطة الأراضي، تمنح بموجبه سلطة الأراضي قطع أراضٍ كي يتم استصلاحها وزراعتها، وذلك بهدف توفير فرص عمل للأسرى المحررين، وكي نستفيد من العائد المادي في تغطية نفقات الأنشطة التي تقوم بها الجمعية. المشروع كبير وهو قيد الدراسة، وفي حال إنجازه بإذن الله فسيكون له أثر طيب.

 

ـ في جملة التناقضات التي تمرّ بها الساحة الفلسطينية من تباين واختلاف بين حركتي “حماس” و”فتح”؛ ما هي نظرتكم وموقفكم كمؤسسة ترعى قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب وتهتم بها، على اعتبار أنّ قضية الأسرى قد تكون كذلك جزءاً من هذا التباين و الاختلاف؟

أبو كرش: قضية الأسرى قضية إجماع وطني، ودائماً كان الأسرى أصحاب مبادرات توحيد الساحة الفلسطينية إيماناً منّا بأنّ تناقضنا الوحيد هو مع الاحتلال فقط، وأنّ الوحدة الوطنية على قاعد الثوابت والمرتكزات هي حصانة وسلاح فعال في معركتنا المصيرية. نحن مع الوحدة الوطنية، ندعو لها ونعمل من أجلها، ونستمد عزمنا وإصرارنا على تحقيقها من أولئك الرجال الذين يقضون زهرة شبابهم خلف قضبان السجن، لكن على أن تكون وحدتنا أساسها حقوقنا، نابعة من ثوابتنا، لا تتجاوز خطوطنا الحمراء وحقوقنا المشروعة التي ضحّى من أجلها شهداؤنا الأبرار بدمائهم وأسرانا البواسل بزهرة شبابهم. أودّ الإشارة هنا إلى أنّ العدو الصهيوني أراد تعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية و ذلك من خلال خلق فجوة في العلاقة داخل السجون الصهيونية بين أسرى “فتح” وأسرى “حماس”، حيث قام بعزل الأسرى حسب انتمائهم التنظيمي، إلاّ أنّ أسرانا البواسل كان لهم موقف بطولي تجلّى في رفضهم لهذا القرار ووقوفهم صفاً واحداً أمام جبروت العدو الصهيوني، وتجلّى هذا الأمر في أحداث سجن النقب الأخيرة (التي اعتدت فيها سلطات السجن على الأسرى بشكل همجي وأوقع إصابات كثيرة).

 

– تحدثتَ عن وجود تواصل ما بين “جمعية واعد” والأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، فهل لك بموجب ذلك أن تعطينا فكرة عن موقف الأسرى من الأحداث التي تمرّ بها الساحة الفلسطينية؟

أبو كرش: من خلال تواصلنا مع الأسرى الفلسطينيين وقيادات الأسرى في السجون الصهيونية، ومن خلال رسائل وصلتنا من قيادات الفصائل داخل السجون الصهيونية؛ نستطيع القول إنّ الأسرى الفلسطينيين بمختلف توجّهاتهم وأطيافهم السياسية لديهم موقف وحدوي يدفع باتجاه الحوار الداخلي لترتيب البيت الفلسطيني والتأسيس لموقف فلسطيني واحد وموحّد تجاه قضايانا المصيرية لكن على أن يكون هذا الحوار مؤسّساً على قاعدة الثوابت والمرتكزات والحقوق التي يُجمع عليها أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك إيماناً منهم بأنّ الوحدة الوطنية على قاعدة الثوابت والمرتكزات تمثل اللبنة الأولى في مشروعنا الوطني.

 

– ما موقفكم في جمعية واعد للأسرى وال

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات