الإثنين 12/مايو/2025

نواف العامر يبعث إلى الأسرى رسالة الانتصار

نواف العامر يبعث إلى الأسرى رسالة الانتصار

صحيفة الدستور الأردنية

نواف العامر من الصحافيين الشرفاء في فلسطيننا العزيزة. من الصحافيين والمثقفين القابضين على جمر الحقيقة وجمر المبدأ في آن. في هذا اليوم وفي سياق من القيام ببعض الواجب حيال الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني، نفسح مساحة هذه الزاوية لنواف العامر كي يبعث برسالة إلى الأسرى، وربما إلينا نحن الذين نقف مكتوفي الأيدي حيال 12 ألف فلسطيني يقبعون في زنازين العدو، وأضعافهم في سجون الاحتلال الأمريكي في العراق.

تقول سطور الرسالة التي عنونها بعبارة “إلى أسرانا الأبطال: قدرنا أن ننتصر”:

ملح الأرض أنتم، مغيبون في الجُب وبطن الحوت الحاخام، تواصلون دورة الحياة زهرات ناطقة على جدران الصمت لا تعبئون، تأبون الانكسار وأنتم مقيدون في زمن ارتفع فيه رأس كل عاقر عقيم وخوان كفور، ترسمون خطوط الصمود وحدود الوطن المغدور لوحات انتصار، لم تتوقف شفاهكم عن رسم ابتسامات تبعث الأمل ألواحاً من الصبر.

ملح الأرض أنتم، قلوبكم تنبض بالحياة، تشقون رحم الصخر، تنزاح طبقاته عن الماء سلسبيلاً، جوعكم للوطن وشوقكم لحاراته وأزقة مخيماته ودخان “الطابون” الذي لا زال ينبعث يحلق هنا وهناك بتواشيح تتواصل، ملحكم “صدأ” في “حديد” عدوكم وقيوده، شيئاً فشيئاً وتكون النهاية.

كم هو عذب صوت القرآن يصدح من حناجركم وترانيم الأذان يدوي بالتكبير والتهليل، تعلو رويداً رويداً تخترق الجدران “ولبث في السجن بضع سنين” كلها آيات الفجر القادم نراها في عيون حسن سلامة وأحمد شكري ومروان البرغوثي وسعادات وسعيد العتبة وبدارنة والنتشة وعمار الزبن وعبد الله البرغوثي وعبد الناصر عطا الله ومحمد الشراتحة ويحيى السنوار وبشارات والشخشير ومحمد دخان ومجدي عجولي والقائمة تطول وتطول.

لا تدعو اليأس يدخل إلى صمودكم فإنما هي لحظة صبر أقوى من الحبر الملوث والأصابع المرتجفة والأوراق المهترئة والأقنعة والوجوه المتزاحمة، أقوى من كل اتفاق وإنفاق ونقاق فأنتم الأشواق

 يا وجعنا “المنبوش” مع كل زيارة وغارة ينزف ألماً وحرقة ودماً، يا صوت الأمل المطارد في غابات الوطن المأسور، يا صوت القسّام في أحراج يعبد، يا صوت الحسيني في الأقصى يتردد، يا صوت الزير وجمجوم وحجازي والسعدي في عكا تجدد، يا صرخة العياش بالثأر في من تبلد، صبركم يفوق كل صبر، وعيونكم بريقها يفضح الأوباش وطبقات الخانعين وقاموس التابعين الذيول.

يا وجعنا السرمدي لن نغرس الخناجر في صدوركم ولن تصيروا لقطاء في زمن الانحناء، دمنا يسقي عروقكم ودمعنا يروي نبتكم، تملأ الحقول زهراً وسنابل، لتعود البسمة لوجوه الأمهات شوقاً وتسري الدماء ضاحكة بعروق الآباء ويعود أطفالكم أطفالنا “نحلات البستان” يبحثن عن الرحيق ويجنين العسل.

يا ملح الأرض، أنتم الذاكرة وفيها ومعها وبها، نفرشها لكم، لخطاكم، آرائك عليها تجلسون، تحملون معكم بقايا “الابراش” تجوبون في خلايا دماغنا وأوردة قلوبنا في شوارع الوطن لن تكونوا يومها أشواكاً مبعثرة، كلكم أيوب الذي نادى:

“رب إني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين”.

يا ملح الأرض ستعودون عبر الجبال والآمال وجدائل الأمهات ودمعات الصبايا وبراءة الطفولة، يومها سيهزم الجمع ويولون الدبر، ومن المقدور لا ينجي الحذر يا أشواق الحرية.

قدرنا أن ننتصر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات