في ظل الحديث عن مؤتمر السلام.. مخطط لهدم أحياء واسعة في القدس المحتلة

إن إمكانية التوصل إلى سلام مع الطرف الصهيوني، باتت تكذبه الكثير من المعطيات والممارسات على الأرض، وإن الادعاء بوجود محاولات جادة لتسوية القضية الفلسطينية وعلى رأسها الدفع باتجاه نجاح عقد مؤتمر الخريف، تكذبه الممارسات الصهيونية اتجاه أعقد قضية من قضايا الحل النهائي ألا وهي قضية القدس، فالذي يسعى إلى الحل لا يقوم بإجراء تعقيدات على الأرض ،فإن الإيحاء بأن الطرف الصهيوني والأمريكي يحاولان حل المشكلة الفلسطينية بينما هم في الحقيقة يحاولون بكافة الأشكال تصفيتها والقضاء عليها نهائياً ويدلل على هذا الاتجاه الممارسات الصهيونية داخل مدينة القدس، فقد حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية من عمليات هدم واسعة تخطط لها بلدية الاحتلال في القدس في غضون الأيام والأسابيع المقبلة بحيث تطال مساكن ومباني من عدة طبقات .

وأوضح التقرير أن البلدية بصدد القيام بحملة هدم واسعة لمنازل المواطنين المقدسيين ومبانيهم السكنية، متذرعة بقرارات إدارية وقعت عليها البلدية وتم تصديقها من محاكم خاصة.

وتتوزع هذه المباني على أحياء في بيت حنينا، شعفاط، الثوري،وادي الجوز، والصوانة، فيما جزء من المساكن المهددة بالهدم الوشيك يقع داخل أسوار البلدة القديمة خاصة في منطقة برج اللقلق.

وربط التقرير بين المعطيات وما أعلنه رئيس بلدية الاحتلال في القدس اروي لوبليا نسكي مؤخرا عن خطط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في محيط مدينة القدس، وتوسيع عمليات البناء في الأحياء الاستيطانية القائمة.

ودعت الدائرة القانونية في مركز القدس، المواطنين المقدسيين المتضررين والمهددة منازلهم بالهدم للتوجه إليها لمتابعة شكواهم، ومحاولة منع هدم مزيد من المساكن والمباني التي سلم أصحابها إخطارات بالهدم الفوري، مشيرة إلى أنها ومنذ مطلع العام الجاري، نجحت في وقف عشرات أوامر الهدم الإدارية بصورة مؤقتة، إلى حين البت النهائي في ملفات أصحابها.

من الواضح أن هناك فرقاً شاسعاً بين ما يتم الإعلان عنه من مواقف سياسية اتجاه القضية الفلسطينية وبين ما يجري على أرض الواقع ،فالقيادة الصهيونية تسابق الزمن وتسارع في خطوات اتجاه تهويد القدس والوصول الى نقطة الحسم الديموغرافي والجغرافي لصالح اليهود في مدينة القدس في نفس الوقت الذي يتم فيه الحديث عن مؤتمر للسلام ووضع قضايا الحل النهائي على طاولة المفاوضات وعلى رأسها قضية القدس ، فلا ندري بعد ذلك على أي قدس سيتحدث كل من الطرف الفلسطيني والصهيوني؟؟

فمبارك وافق على تقسيم القدس الشرقية بين (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية على أن يحصل الفلسطينيون على السيادة في بعض الأحياء وسلطة رمزية على الأماكن المقدسة، وهذا العرض بورك في أوسلو التي لم يكن للجدار الفاصل في حينها أي وجود، وأولمرت يسير على خطى سلفه شارون الذي زار القدس لكي يفتتح النفق أسفل الحرم، فلا ندري أي عرض يمكن تقديمه في قضية القدس في مؤتمر السلام الشهر القادم والذي من الممكن أن يكون قد تم الانتهاء من بناء الجدار الفاصل بشكل كامل؟؟؟

من الواضح أن هذا اللقاء ليس مباحثات إسرائيلية – فلسطينية حول مسار التسوية الدائمة، وإنما قضية أمريكية تتعلق باستعداد (إسرائيل) لمساعدة بوش في ضائقته السياسية قُبيل الوصول إلى نقطة الحسم في مواجهة إيران وتهيئة المنطقة لظروف الحسم العسكري ومحاولة تغيير خارطة المنطقة بما يتناسب والمصالح الأمريكية، ومن الواضح أننا سنكون في الخريف المقبل مع احتفال للكذب والخداع ، وسنكون أما احتفال وداع لكل من بوش وأولمرت وبحضور العديد من رؤساء العرب لإطفاء الشمعة الثامنة من حكم بوش الابن بعد حكم بوش الأب دون حل للقضية الفلسطينية بعد أن وعد كل منهما بالعمل على إيجاد الدولة الفلسطينية.