الأحد 11/مايو/2025

مسيرة نسائية في غزة تطالب بتحركات واسعة لنصرة الأسرى

مسيرة نسائية في غزة تطالب بتحركات واسعة لنصرة الأسرى

طالب قياديون فلسطينيون، يتقدمهم الدكتور أحمد بحر، رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، والدكتور باسم نعيم، وزير الأسرى الفلسطيني المكلّف، والقيادية “أم محمد” الرنتيسي، بالقيام بتحركات واسعة النطاق لنصرة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني، مع تزايد الاعتداءات التي تشنها سلطات الاحتلال عليهم.

وأكد الدكتور أحمد بحر، رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، أنّ المجلس سيبقى يعمل بقوة من أجل تحرير كافة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال دون تمييز، داعياً فصائل المقاومة الآسرة للجندي الصهيوني جلعاد شاليط إلى عدم إطلاق سراحه إلاّ بعد تحرير آخر أسير فلسطيني.

واستنكر الدكتور بحر، في كلمة له ألقاها أمام مسيرة نسوية نظمتها حركة “حماس” تضامناً مع الأسرى، الخميس (25/10)، الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الأسرى.

وانطلقت المسيرة من ميدان فلسطين بغزة، حتى باحة المجلس التشريعي بالمدينة، حيث أدانت المشاركات فيها جريمة سلطات الاحتلال بحق أسرى سجن النقب.

وقال الدكتور أحمد بحر إنّ “الاحتلال حاول تركيع شعبنا بشتى الوسائل ولم يفلح، واليوم يتخذ من الأسرى وسيلة لتركيع الشعب من خلال الضغط عليهم وإيذائهم، كما جرى في النقب مؤخراً”، مشيداً بقدرة الأسرى الهائلة على الصمود والصبر والثبات في وجه ذلك كله.

وأوضح بحر أنّ المجلس التشريعي سيبقى يرفع لواء الأسرى ويعمل بشكل جدي للإفراج عنهم، مشدداً على أنه “لا يمكن حدوث أي استقرار في المنطقة بأسرها دون أن تحل القضايا الجوهرية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها قضية الأسرى.

ومن جانب آخر؛ استهجن القيادي البرلماني الفلسطيني قمع أجهزة الأمن التابعة لرئيس السلطة محمود عباس، في الخليل، للمسيرات التضامنية مع الأسرى، وقال “تلك العمليات القمعية لا تمت بالوطنية بصلة”.

واستنكر بحر “كافة الجرائم التي تمارس في الضفة والتي تطال المواطنين”، والتي كان آخرها اقتحام مصلى الطالبات بجامعة النجاح بنابلس.

“فضح المتخاذلين”

بدوره، أكد الدكتور باسم نعيم، وزير الأسرى المكلّف في حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية، أنّ ممارسات الاحتلال بحق الأسرى، والتي كانت آخرها اعتداءات سجن النقب الأخيرة، “تفضح كلّ من يؤمن بالنوايا الحسنة التي يروِّج لها الاحتلال، وتفضح المتخاذلين”.

وأشار الدكتور نعيم إلى أنّ تلك الأفعال التي يقوم بها الاحتلال “تنفي عنه أن يكون متحضراً أو مجتمعاً إنسانياً، بل هو مجتمع فاشي ونازي”، مشيداً بصمود الأسرى “الذين يحملون فوق جرحهم جرح الوطن وهمومه ويضحون بزهرات حياتهم”، كما قال.

وأوضح نعيم أنّ الأسرى هم “الدعاة الحقيقيون والمحافظون الحقيقيون على الوحدة الوطنية، حيث إنّ الاحتلال لا يميِّز في اعتداءاته بين أسير وآخر، وأيضاً حين يهب الأسرى يهبّون هبّة رجل واحد”، مبيناً أنّ ما يجمع الشعب الفلسطيني هو “أكثر بكثير مما يفرقه ـ إن وُجد-، وعلى رأس ما يوحده هو أسراه الأبطال”.

وحمّل نعيم سلطات الاحتلال مسؤولية المساس بأي أسير، مبدياً استياءه الشديد من اعتبار قيادة السلطة صمود الأسرى وتحدي السجان الاحتلالي نوعاً من “الإرهاب” وقال “إنّ هذا امتهان لحق شعبنا في الصمود والمقاومة، وعلى قيادة السلطة أن تعيد النظر في مواقفها اتجاه الأسرى”.

واستنكر وزير شؤون الأسرى الفلسطيني المكلّف، “الصمت العربي والدولي المطبق إزاء ما يجري في سجون الاحتلال”، داعياً المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية إلى “ضرورة التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكبح جماح الاحتلال الذي يهدف إلى تركيع الأسرى”، كما قال.

حملة تضامن

ومن ناحيتها؛ أكدت الحركة النسوية التابعة لحركة “حماس”، المنظمة للمسيرة، وعلى لسان “أم محمد” الرنتيسي، ضرورة أن يتم إطلاق حملات تضامن مع الأسرى، وأن تكون الجريمة الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال في سجن النقب “نقطة انطلاق لفعاليات ضخمة”.

وأشادت الرنتيسي بدور الحركة الأسيرة في تاريخ القضية الفلسطينية، مؤكدة أنه “لولا تضحيات الأسرى لما كان للقضية شأنها وعمقها الكبير”.

وطمأنت القيادية الفلسطينية أمهات الأسرى وأهاليهم، بأنّ أبناءهم “قدّموا للقضية الفلسطينية زهرات حياتهم، وأنهم ينتظرون من الشعب الفلسطيني أن يواصل المسير قدماً لتحقيق حلمه بتحرير أرضه”، مشيرة إلى أنّ الأسرى هم “مصدر فخر واعتزاز للجميع”.

ووجهت الرنتيسي كلمة لمن وصفتهم بـ”المتخاذلين المتهافتين على موائد السلام”، مفادها أنّ “تجارة الأوطان من الكبائر”، وقالت “كفاكم تهافتاً وذلاً وهواناً، وارجعوا إلى أحضان شعبكم وإلى إسلامكم لتحرروا أسراكم وأرضكم”، حسب ما ورد في كلمتها.

وفي ختام المسيرة، وصفت ابنة الأسير جلال التتر، في كلمة عن ذوي الأسرى، مدى المعاناة التي يحياها ذوو الأسرى بسبب غياب الأسير عن أهله، موضحة أنّ فقدان الأب أو الأخ أو الأم “مصيبة جلل يصعب تحملها، ولكن إرادة الله فوق كل شيء”، حسب تأكيدها.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات