العراق ولبنان التطبيق العملي لتصفية قضية اللاجئين

الشعب الفلسطيني من العام 1948 وهو يعاني التشريد والتشتيت والابتعاد عن الوطن ،فبعد نكبة عام 1948 تشتت الشعب الفلسطيني على جميع أصقاع الأرض وخاصة على دول الجوار الجغرافي مع فلسطين وفي الدول العربية وبعض الدول الأوربية، وبقي الشعب الفلسطيني يحلم حتى هذه اللحظة بالعودة إلى أرضة ومدنه وقراه التي هجر منها ،وبقي يعيش في مخيمات رافضا الإقامة الدائمة في أي مكان سوى فلسطين، وخلال رحلة التشريد للشعب الفلسطيني ظهر الكثير من المبادرات ومشاريع الحلول لتصفية قضية اللاجئين، لأنها الشاهد الرئيسي على نكبة فلسطين، فظهر الكثير في سنوات الخمسينيات والستينيات وحتى هذه اللحظات وكان هدفها طمس قضية اللاجئين وإغلاق هذا الملف، ومن بين المخططات التي عرضت خلال الفترة السابقة توطين اللاجئين داخل مشاريع تشترك الكثير من الدول بإقامتها، وكذلك العمل على تشتيتهم على العديد من الدول لكي لا تبقى المخيمات ذات كتل ديموغرافية كبيرة تمثل قوة حقيقية وملحوظة، كم آثار النكبة والضغط على الدول المستضيفة إعطاء اللاجئين الفلسطينيين كامل حقوق المواطنة داخل الدولة التي سيتم تشريدهم وتوزيعهم عليها ، ومن بين آخر المحاولات المستمرة لهذا المخطط ،تلك الممارسات التي تقوم بها بعض الدول الغربية في العمل على نقل اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في العراق إلى دول غربية وخاصة دول أمريكا اللاتينية ، وبدأت هذه الدول باستيعاب أعداد من اللاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم ظروف العراق الأمنية.    

فقد قررت السلطات التشيلية استيعاب 100 فلسطيني من اللاجئين في مخيم على الحدود العراقية السورية، بعد أن أجبرتهم الظروف الأمنية المتفاقمة منذ سنوات في العاصمة العراقية على الفرار، وفقاً لما ذكرته الوكالة الدولية لشؤون اللاجئين.

ووصف المندوب السامي لشؤون اللاجئين القرار التشيلي باستضافة اللاجئين بأنه “سخي”. ويأتي هذا القرار في أعقاب قيام البرازيل بالإعلان، في تموز (يوليو) الماضي، عن استضافتها 117 لاجئاً فلسطينياً، في خطوة تهدف إلى وضع نهاية لمأساة هؤلاء اللاجئين. دون أن تطبق هذا الإعلان على أرض الواقع حتى اللحظة الراهنة.

وقالت الوكالة الدولية: “إن البرازيل ستعيد توطين 100 لاجئ في أراضيها، حيث يتوقع أن يتوجهوا إلى أمريكا الجنوبية في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل. وسيتم توطين نحو 22 عائلة في ولاية ساو باولو، فيما ستستقر 18 عائلة أخرى في ولاية ريو غراندي دو سول، الواقعتين جنوبي البرازيل”.

وكانت المفوضية تصدر تقارير منتظمة في الشهور الأخيرة حول الأوضاع المزرية للاجئين الفلسطينيين في العراق، وحثت المجتمع الدولي على تقديم المساعدة لهم.

وقالت المفوضية: “إن هناك أكثر من 1450 فلسطينياً هربوا من العراق، وظلوا محتجزين على الحدود السورية العراقية في ظل ظروف في غاية الصعوبة”، مشيرة إلى أن عدد الفلسطينيين اللاجئين في بغداد يصل إلى 15 ألف فلسطيني بحسب إحصائيات نشرت في نيسان (أبريل) الماضي، وأنهم عرضة للاعتداءات والمضايقات.

وقالت المنظمة الدولية: “إن الفلسطينيين هم أول مجموعة من اللاجئين من خارج أمريكا اللاتينية تستفيد من برامج التضامن التي وضعت بوصفها حلاً دائماً للاجئين ضمن برنامج خطة العمل عام 2004 في المكسيك”.

وأضافت الوكالة أن “خطة العمل هذه والتي تبنتها 20 دولة في أمريكا اللاتينية قدمت العون للاجئين في المنطقة فقط”.

من الواضح أن تهجير الفلسطينيين وتشتيتهم وإبعادهم عن جوار فلسطين هو مخطط سعت وتسعى إليه العديد من الجهات، وتشترك فيه العشرات من الدول، وذلك من أجل تصفية قضية اللاجئين والتي تعتبر من أصعب وأعقد القضايا أمام أي عملية سلمية يراد تمريرها على الشعب الفلسطيني ، وربما يكون ما حصل في مخيم البارد تحت ذريعة ما يسمي فتح الإسلام جزءاً من هذه المؤامرة ، حيث إن تدمير المخيم بهذه الصورة التي شاهدناها وإسراع العديد من المنظمات لإعادة بناء هذا المخيم بصورة جديدة، ومحاولة إعطاء سكان المخيم صورة من صور التوطين والاستقرار محاولة لاستكمال المخطط الذي بدأ بالعراق ومر على لبنان ولا ندري إلى أي دولة سيتوجه، وهنا نتوجه بالسؤال، لماذا لا يتم استيعاب هؤلاء المشردين من اللاجئين الفلسطينيين في العراق في إحدى الدول المجاورة لفلسطين ،حتى يبقى الفلسطيني على أمل بالعودة إلى أرضة وأن يبقى على تواصل مع أهله؟؟.