الأحد 11/مايو/2025

الدكتور عبد الستار قاسم في حوار مع المركز الفلسطيني للإعلام عن مؤتمر الخريف

الدكتور عبد الستار قاسم في حوار مع المركز الفلسطيني للإعلام عن مؤتمر الخريف

تجري التحضيرات لعقد ما يُعرف بمؤتمر الخريف، الذي دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش لعقد بشأن قضية الشرق الأوسط، أو القضية الفلسطينية على نحو أدقّ. ومن المقرّر أن تتولى وزيرة الخارجية الأمريكية لاإدارة أعمال المؤتمر الذي ما زال يثير جدلاً وتحفظات واعتراضات في الساحتين الفلسطينية والعربية، وسط تقديرات عدة لمراميه ومآلاته.

ووسط الجدل المتعلق بهذا المؤتمر، التقى مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، بالكاتب والمحلل الفلسطيني، أستاذ العلوم السياسية، الأستاذ الدكتور عبد الستار القاسم، وطرح عليه بعضاً من الأسئلة ذات الصلة بمؤتمر الخريف ذاك، فكان هذا الحوار ..

 

المعطيات تقول بعدم نجاح مؤتمر الخريف

– دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى عقد اجتماع دولي بشأن قضية الشرق الأوسط في الخريف الجاري، فهل تتوقع نجاح ذلك المؤتمر المثير للجدل؟

الدكتور عبد الستار قاسم: المعطيات على أرض الواقع تقول بعدم نجاح مؤتمر الخريف، وهدف بوش من المؤتمر تحقيق أمرين اثنين؛ الأول: تجديد وعوده للعرب وللفلسطينيين وإيهام العرب أنه يبحث عن حل وأنّ الحل قادم والتفاوض كفيل بحل الصراع.

والأمر الثاني الذي يهدف له بوش مع الكيان الصهيوني هو إبعاد الأمم المتحدة عن القضية الفلسطينية والبحث عن حلول ضمن صيغ دولية. فمثلا القرار 194 تحاول أمريكا والاحتلال الابتعاد عنه لأنه قرار أممي، فأمريكا والاحتلال يحاولان تجنب الأمم المتحدة وإن شاركت في الحل فيكون (ذلك بشكل) هامشي وضئيل وغير مؤثر، كما هو حاصل الآن مع “الرباعية الدولية”.

 

النتائج المتوقعة من المؤتمر

– على ضوء ذلك ما هي النتائج المتوقعة من مؤتمر الخريف؟

قاسم: النتائج المتوقعة (من المؤتمر) عبارة عن مجموعة من المبادئ التي ستخضع لتأويلات كثيرة، من ضمنها محاربة الإرهاب ودعم من يقومون بمحاربة الإرهاب، والمؤتمر من أوّله إلى آخره ما هو إلاّ عبارة عن تظاهره إعلامية.

– ما هو تقييمك لمبادئ رئيس حكومة الاحتلال إيهود أولمرت الثمانية؟

قاسم: مبادئ أولمرت الثمانية تهدف إلى إيجاد وكيل أمني لها (حكومة الاحتلال) في الضفة الغربية وقطاع غزة، والرفض الإعلامي من قبل المسؤولين الفلسطينيين (في رام الله) لا يعني أنهم لا يقومون بوكالة أمنية، فهناك نصوص واضحة في طابا وأوسلو تنصّ على التنسيق الأمني.

 

موقف “حماس” والدور الروسي

– وماذا الدور الروسي وموقعه من مؤتمر الخريف؟

قاسم: روسيا الآن تحاول أن تقف على قدميها، وتحاول أن يكون لها دور في المنطقة، ولكن هي في بدايات تحرّكها ولذلك لا يُعوّل كثيراً على الدور الروسي في مشاكل المنطقة العربية؛ وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

– وأين هي حركة “حماس” من مؤتمر الخريف ذاك؟

قاسم: ستحاول حركة “حماس” عرقلة المؤتمر قدر استطاعتها؛ عبر أعمال مقاومة للاحتلال، وبتقديري لن يحدث حوار فلسطيني قبل مؤتمر الخريف، وفشل المؤتمر سيعزِّز من قوة ومصداقية “حماس” الخطابية والإعلامية أمام جمهورها وهذا ما سيحصل. وبتقديري؛ الحوار الحقيقي لن يحدث في المدى القريب بسبب تباعد وتناقض البرنامجين لحركة “فتح” وحركة “حماس”، وستقترب “حماس” من مثلث الممانعة – إيران وسورية وحزب الله – وما قد حصل من حكومة وحدة وطنية في السابق ما هي إلاّ عبارة عن حكومة استاتيكية (ثابتة) بلا هدف ولا تملك صلابة الجماعة لأنها تجميعية.

 

اليسار خاضع للتمويل

– هناك تساؤلات عن اليسار الفلسطيني وموقعه من ما يحصل على الساحة الفلسطينية؟

قاسم: مشكلة اليسار الفلسطيني أنه خاضع للتمويل، وتصريحات خالدة جرّار الأخيرة هي تصرّف فردي   وليست موقفاً سياسياً للجبهة الشعبية وهو (التصريحات) ما يُقال عنه إنّه “فشّة خلق”، فالرواتب تصل لليسار الفلسطيني من خلال المنظمة أو السلطة أو حركة “فتح”، وهذه كلّها من الصعب التفريق بينها في الوضع الحالي.

– هل هناك علاقة بين التحضيرات المفترضة لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران والدعوة لعقد مؤتمر الخريف؟

قاسم: بتقديري لا يوجد علاقة بين الأمرين، فمسألة ضرب إيران تتم في الكواليس، ومؤتمر الخريف سيقود بوش من فشل إلى فشل. فبعد إعلان بوش حربه على الإرهاب وعلى “القاعدة” قويت “القاعدة” في كل دول العالم، وعلى ما يبدو أنّ أمريكا لا تتعلّم من أخطائها، وغرور القوة قد بلغ مبلغه منها، فأمريكا الآن تستعمل عضلاتها بدل عقلها، وهي كالثور الهائج وليست كالفيل الحكيم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات