الثلاثاء 13/مايو/2025

أنباء فلسطينية عن أطراف خيوط في اختطاف الاحتلال لضابط التنفيذية

أنباء فلسطينية عن أطراف خيوط في اختطاف الاحتلال لضابط التنفيذية

يرتسم في أفق اختطاف سلطات الاحتلال ضابطاً بالقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية، عمليات تعتيم وتكتم متبادلة، وسط أنباء أولية تحدثت عن إمساك الجانب الفلسطيني بقطاع غزة بأطراف خيوط في هذا الأمر، بينما بعض ملابسات العملية الغامضة آخذة بالتكشف.

قرار صهيوني بالتكتم الشديد

فقد أصدرت المحكمة المركزية الصهيونية في بئر السبع داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948، قراراً يقضي بمنع نشر أي معلومات حول قضية اعتقال الضابط في القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية، مهاوش سلامة النعيمات (القاضي)، رافضة في الوقت ذاته استئنافاً تقدّم به مركز حقوقي فلسطيني طالب فيه بالسماح لمحاميه من الالتقاء بوكيله.

وكانت قوات صهيونية خاصة اختطفت الضابط النعيمات (القاضي)، عند حوالي الساعة الثامنة من مساء الجمعة الموافق (7/9)، في عملية خاصة شرق رفح.

وأكد “مركز الميزان لحقوق الإنسان”، في بيان له تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، أنّ القاضى معتقل في سجن المجدل (عسقلان) الصهيوني، ويخضع للتحقيق منذ اعتقاله، مشيراً إلى أنّ القوات الصهيونية حالت دون تمكّن محامي المركز وكيل المعتقل من الوقوف على وضعه الصحي والتدقيق في الإجراءات والضمانات القانونية المتعلقة بظروف احتجازه.

وطالب المركز الحقوقي بالسماح فوراً بزيارة موكله، مستنكراً استمرار منع محاميه من ذلك، ومعرباً عن شعوره “بقلق حقيقي على حياته وتعرضه للتعذيب، ولاسيما أنّ التعذيب يمارس على نطاق واسع في سجون الاحتلال”، كما قال.

تفاصيل الاختطاف

وحسب ما روى شهود عيان عن تفاصيل عملية الاختطاف التي استهدفت الضابط القاضي، ففي مساء الجمعة (7/9) وبينما كان “أبو خالد”، وهي كنية الضابط بـ”القوة التنفيذية” يسافر في سيارته “السوبارو” إلى بيته في رفح، برفقة زوجته ووالدته وأطفاله بعد أن كانوا في أرضهم الزراعية شرق رفح؛ شاهد سيارة “تندر بيجو” تغلق الطريق ومفتوحة غطاء المحرِّك، ما اضطره لسلوك طريق جانبي، ليفاجأ بعجوز يسير على قارعة الطريق يستند إلى عكاز بدأ يقطع الطريق، وسقط أمام السيارة التي يقودها القاضي.

الإنسانية والفخ

وفي خطوة تعكس إنسانيته؛ أوقف الضابط بـ “القوة التنفيذية” سيارته ونزل لمساعدة العجوز الذي تبيّن أنه أحد أعوان قوات الاحتلال، حيث رشّ الأخير مادة مخدرة وأشهر سلاحه في وجه الضابط قبل أن يخرج من الحقل المجاور عدد من الرجال المسلحين وجّهوا إليه سلاحهم، ورشّ أحدهم مادة ما على وجهه لتشويشه على ما يبدو.

وإثر ذلك؛ أنزل المسلحون أفراد الضابط من سيارة “السوبارو”، وأدخلوا “أبا خالد”، الذي زعمت صحيفة “معاريف” العبرية أنه أحد المشاركين في أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، إلى السيارة، وسافروا عائدين إلى المفترق، حيث انضمت لهم السيارة التي كان أصحابها يتظاهرون بأنها معطّلة، وساروا بسرعة نحو مطار غزة الدولي الواقع إلى الشرق من رفح، حيث هبطت مروحية صهيونية اقتادت ضابط “القوة التنفيذية” إلى مكان مجهول.

القلب الكبير

ولفتت هذه الواقعة انتباه الكاتب الفلسطيني رشيد ثابت، الذي قال “في الحادثة الأخيرة المحزنة لاختطاف أحد مسؤولي القوة التنفيذية من منطقة قرب حدود القطاع، وردت تفصيلة مهمة تلخص حكاية القلب الكبير لكل إسلامي؛ وخصوصاً قلوب أبناء القوة التنفيذية وخريجي مدرسة حماس”.

وأضاف ثابت “فالأخ الذي تمّ الإيقاع به تم استدراجه للخديعة لا عن طريق ساقطة – كما حصل ويحصل مع من تعرفون – ولا عن طريق غنيمة مخبوءة وُعِد بها؛ بل كان السرّ خلف نزوله من السيارة والوقوع في الكمين هو أنه أشفق على الرجل العجوز الذي تماشى أمامه متعثراً؛ والذي حين امتدت له يد المساعدة ظهر على حقيقته كعميل استخباري مسلح!”.

وتابع الكاتب “هل ترون معي الأمر اللافت في هذا المشهد؟”، لافتاً الانتباه إلى أنّ هذا البعد الإنساني “جعل الاستخبارات الصهيونية تتكئ على هذا العامل للإيقاع بالهدف؛ واطمأنت قلوب المجرمين إلى أنّ الرحمة والرأفة في فؤاد ابن التنفيذية – وإن كان ما جرى تقصيراً أمنياً فادحاً وكبيراً – هي مدخل أساس لنجاح عملية أمنية حساسة لا زال أولمرت يشيد بنجاحها في العشي والإبكار!”.

تحقيقات جارية

وقالت مصادر مطلعة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ “كتائب الشهيد عز الدين القسام” وضعت يدها على الخيوط التي لها علاقة باختطاف الضابط القاضي، مؤكدة أنّ الساعات والأيام القليلة القادمة ستكشف تفاصيل مهمة عن الشبكة المتورِّطة في هذه العملية.

وأكدت المصادر أنّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة اعتقلت عدداً من المشتبه بتورّطهم في الحادث، ويجري التحقيق معهم، وأنّ بعضهم تبرّأت عنهم عائلاتهم بعد افتضاح امرهم.

وشدّدت المصادر على أنّ النجاح في الوصول للجناة يكشف القدرات الأمنية والعمل الدؤوب الذي تم بذله لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة.

وفي غضون ذلك؛ قالت مصادر رسمية في وزارة الداخلية الفلسطينية و”القوة التنفيذية” التابعة لها؛ إنها لن تعقب على الموضوع، مشيرة إلى عدم وجود تفاصيل مكتملة عن الموضوع في الوقت الحالي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات