الثلاثاء 13/مايو/2025

صواريخ المقاومة الفلسطينية تعمق الشرخ الإسرائيلي

صواريخ المقاومة الفلسطينية تعمق الشرخ الإسرائيلي

صحيفة الوطن القطرية

السياسة الإسرائيلية هي الوجه الآخر للأنشطة العدوانية، إذ أن الطابع التكويني للكيان الصهيوني يتمثل في كونه مؤسسة عسكرية عنصرية، تؤمن أن قوتها فيما تحققه على أرض الصراع، وليس في صياغة مفاهيم مشتركة لتحقيق السلام.. وبالتالي فإن «السلام» الذي تريده لا يمكن تكريسه في وجهة نظرها إلا عبر فرض الأمر الواقع ودفع خصومها للاستسلام لإرادتها عبر القتل والترويع وليس عبر التفاوض السياسي الذي يقتضي منها الدخول في مساومات وتنازلات هي في غنى عنها، مادامت تمتلك قوة تدميرية تفرض على الآخرين رفع الرايات البيضاء أمام النهم العدواني الصهيوني.

هذا المفهوم التجييشي للسياسة بمعنى تحوير العمل السياسي ليكون جزءاً من الصراع وليس للخروج منه، هو ما يدفع “إسرائيل” لممارسة انتهاكاتها العدوانية من اختراقات للسيادة الوطنية للدول العربية، ومن حرب إبادة ضد الفلسطينيين والتنكر لاتفاقيات السلام والاستخفاف بالتيارات التفريطية.

هذه الذهنية الإسرائيلية التجييشية هي ما انبنت عليه “إسرائيل” التي جيشت كل شيء في إطار مؤسستها العسكرية لخدمة صراعها مع العرب، وفرض الاستسلام عليهم، لا يمكن أن تفهم التفاوض إلا إذا شعرت بمخاطر أمنية حقيقية عليها بمفهوم يعيد الاعتبار لموضوعة «توازن الرعب». وهذا ما حققه حزب الله في حرب يوليو من العام الماضي وهو ما يرعب “إسرائيل” من صواريخ المقاومة الوطنية الإسلامية في قطاع غزة.

وهو الذي دفع سكان مغتصبة سديروت لتنظيم مظاهرات في الأيام الأخيرة بالقدس بعد أن وصل حنقهم البلعوم لما يعيشونه من أجواء رعب متواصل بسبب استمرار قصف الصواريخ، التي دفعت نسبة كبيرة منهم للفرار من سديروت وأعربت نسبة 66 بالمائة من سكان المغتصبة عن غضبها لعدم اتخاذ حكومة أولمرت تدابير أمنية لحمايتهم من الصواريخ الفلسطينية وقد عقدت الحكومة الإسرائيلية قبل يومين اجتماعاً لمناقشة خطة لمواجهة صواريخ المقاومة المنطلقة من القطاع أفضت إلى اعتراف ضمني أشبه بالإفصاح عن العجز عن مواجهة استراتيجية المقاومة الصاروخية.

الغريب أن الرئيس عباس الحاضر الغائب في اجتماع الحكومة الإسرائيلية تضامن مع حكومة صديقه أولمرت في الحنق على صواريخ المقاومة لكنه لم يقر بالعجز الإسرائيلي عن مواجهتها كما فعل أولمرت بل عمد إلى الاستخفاف بها ليلبي دور الطابور الخامس في الساحة الفلسطينية المطلوب منه أميركياً وإسرائيلياً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات