الثلاثاء 13/مايو/2025

الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.. والحديث عن السلام الزائف

الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.. والحديث عن السلام الزائف

صحيفة الوطن القطرية

الاعتداءات الإسرائيلية لا تتوقف على أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة غياب أي نوع من العقاب أو المساءلة من المجتمع الدولي ومن دعاة الحفاظ على السلام والاستقرار الدولي، ودعاة حقوق الإنسان وتقرير المصير والإصرار على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، تماماً مثل الوعود الأميركية الزائفة بالعمل من أجل إقامة دولة فلسطينية، وإقامة السلام، وهي الوعود التي لا تتوافق مع الواقع الذي يتناقض بصورة فاضحة ومعاكسة تماماً لمفهوم الالتزام الذي تكرره هذه الإدارة التي تضاعف من الكراهية في المنطقة الملتهبة السائرة نحو انفجار سيطيح بكل الفرص المتاحة للتسوية المقبولة عربياً وفلسطينياً، وهو القبول الذي قد لا يتوافر في المستقبل إذا ما واصلت دولة الاحتلال إجرامها بحق الفلسطينيين والسلام في ظل انحياز أميركي سافر للإرهاب الإسرائيلي وتحصين دولة الاحتلال من كل مساءلة أو عقاب أو كبح جماح عدوانيتها التي تدفع الفلسطينيين إلى المزيد من الكفر بإمكانية التوصل إلى حل عادل لقضيتهم العادلة بما يحفظ لهم حقهم في الأمن والسلام كباقي شعوب الأرض.

ولا تتوقف دولة الاحتلال ومعها الإدارة الأميركية الراعية لسياسة التوسع والاستيطان، من إدارة اسطوانة «عملية السلام» التي يفتقدها الواقع المعاش في زمن لم يعد للاسطوانات مكان وسط الابتكارات الهائلة التي لا تتوقف عن إبهار هذا العالم الذي فقد الكثير من إنسانيته ومن أخلاقياته ومن الصفات الإنسانية الأخرى، بادعاء حرصهما على صناعة السلام ومساعدة الشعب الفلسطيني على إقامة دولة فلسطينية، وفق مبدأ «الحل الدولتين» الذي بقي حبراً على ورق بل كلاماً في الهواء حيث لا يمكن رؤيته أو لمسه أو الاطمئنان إليه بينما الذي يقوم به هذا الحلف الشرير لا يؤشر أبداً إلى أن هناك نية أو رغبة بالسعي إلى تحويل ذلك إلى واقع.

والمثير والعجيب أن هذا الحلف الذي يتحدى كل القوانين والمواثيق الدولية وعشرات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة قبل أن تقبض الإدارة الأميركية على القرار الدولي، لا يكف عن الحديث عن السلام وعن الدولة الفلسطينية ويعززه بكلام جميل يدغدغ العواطف كما السراب أمام العطشان في الصحراء، ولا يتعدى أن يكون كلاماً يهدف إلى كسب الوقت لاستكمال المخطط الاستيطاني الصهيوني وفي مقدمته الجدار العنصري الفاصل الذي يلتهم آلاف الكيلومترات من أراضي الضفة الغربية بينما الحديث والاستعداد على أشده لانعقاد المؤتمر الدولي في الخريف المقبل، وهو المؤتمر الذي لا يتجاوز الغرض منه العلاقات العامة للحلف الأميركي الإسرائيلي الذي يتلاعب بالسلام والأمن في المنطقة والعالم، وانتزاع المزيد من المكاسب للاحتلال الإسرائيلي ليس على حساب الحق العربي فحسب وإنما على حساب «عملية السلام» التي نسمع عنها ولا نراها إضافة إلى المخطط الهادف إلى تيئيس الفلسطينيين وانتزاع ما تبقى من الحقوق الفلسطينية فضلاً على اللعب على أوتار الانقسام الفلسطيني الأخطر في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الذي فككه الضعف العربي المرعب والذي يشكل أحد أهم الأسباب في الغطرسة الإسرائيلية وفي الموقف الأميركي المعادي بوضوح للحقوق العربية لصالح الأهداف الإسرائيلية التوسعية العدوانية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات