الأربعاء 14/مايو/2025

من صلاة الضرار إلى صحيفة قريش !

رشيد ثابت

 

بعد الفشل الذريع الذي أخفقت فيه دعوات قيادة جبهة دايتون في جر عددٍ ذي بال من ضائعي تنظيم فتح لصلاة الضرار؛ وبعد أن برئت الصلاة من أعداء الطهارة والصلاة والصيام وكل أبواب الفقه ومباحث العقيدة خرجت “فصائل منظمة التحرير” بفكرة جديدة للتخريب؛ ووجهت دعوة لجماهير غزة للإضراب يوم الأحد 9-9-2007 اضرابا شاملا ينتظم قطاعات التعليم والصحة والعمل العام والخاص بكافة أشكاله. البيان المقتضب يشبه صحيفة قريش في مقاطعة بني هاشم في الشعب؛ وكُرِّسَ أكثر من نصفه لتهديد الجمهور الذي تجري دعوته لفعالية الإضراب؛ فقال “أن كل من يحاول خرق الإضراب يعتبر خارجا عن الصف الوطني؛ ويعتبر خارجا عن قرارات الشرعية الفلسطينية وغير ملتزم بها وسيتم النظر في أمره“.

 بداية أنا أزعم أنني مهتم بالشأن السياسي الفلسطيني؛ ومع ذلك أنا عاجز عن تسمية فصائل منظمة التحرير هذه التي كتبت البيان رقم واحد هذا. أنا أعرف فتح ثقيلة الحضور والمشهورة شهرة واسعة – من نمط شهرة طاعون عمواس – وأعرف الجبهتين أيضا بشكل جيد؛ لأن العالم العربي حُكِمَ أكثرهُ أكثر الوقت من أنظمة شمولية ويسارية كفلت الحضور الاعلامي الرسمي الاجباري لفصائل الاثنين في المائة. كذلك أنا أصبحت أعرف أن حزب الشعب موجود في هذا العالم؛ وأنوه في هذا الباب إلى أنه يجب على هذا الحزب أن يتقدم بالشكر الجزيل من الأخ سامي أبو زهري أحد الناطقين باسم حماس؛ لأن حديثه في مؤتمره الصحافي الأخير عن حزب الشعب وقياديه “وليد العوض” لمدة تناهز الثلاثين ثانية قد أسهم في زيادة عدد من يعرفون أن الحزب موجود. بخلاف هؤلاء؛ هل من أحد يتكرم علي ويسمي لي فصائل منظمة التحرير الأخرى؟

 هذه “الفسائل” حين تلجأ لخطاب تهديد الناس بلغة “سيتم النظر في أمره” فهي تعود للقالب الحقيقي الذي يستع لها. فمالها هي وللصلاة؛ ومال وليد عوض العلماني الملحد المنكر للدين والتدين حتى يعمل متعهدا لصلوات الضرار؟ أما التهديد بقطع الرواتب وربما الملاحقة والقتل على الهوية لو قامت قوات الاحتلال لا سمح الله بتحرير القطاع لمصلحة أيتام دايتون فهو عين ما يناسب فتح؛ وعين ما يناسب حفنة المرتزقة من فصائل قبض فتات فتح مقابل منح فتح نكهة التعددية في بيتها الآخر المسمى منظمة التحرير. هذا التهديد للناس هو امتداد لسياسة “يا لَعّيب يا خَرّيب” التي مارستها فتح وصبيتها في الأردن من قبل وفي لبنان وفي كل ساحة رزئت بتواجدهم فيها؛ و”فسائل” منظمة التحرير الآن جزء من لعبة التخريب هذه ومقابل ثمن معلوم فضحه شريط محمد دحلان الذي بثته عدد من وسائل الإعلام  – ولا يزال مثبتا في موقع شبكة فلسطين الآن على الانترنت – ويعاير فيه محمد دحلان جميل المجدلاوي بما تقبضه الجبهة من فتح. فهل لا زال أحد في شك من سر انتقال المناضل العتيد إلى القطاع بتنسيق صهيوني لممارسة دور الناطق باسم أيتام دايتون بدلا من “زكريا الآغا” قائد فتح ضعيف الشخصية في غزة؟

 الصف الوطني ليس ملهاة في يد الخونة والعملاء. الصف الوطني صف يجمع كل من يؤمن بهذا الوطن ووحدته وحتمية تحريره من البحر إلى النهر. أما من تنازلوا عن أربعة أخماس الوطن ويقهرون شعبهم بالحصار ونقص الأموال والتنسيق الأمني ليقبل بيع الخمس الأخير فهم الخارجون على الصف الوطني وهم أعداء هذا الوطن. ألا تستحي فصائل حكومة فتح وتجريم المقاومة وبيع السلاح ونبذ الشرف من الحديث عن الصفوف الوطنية؟ ألا يخجلون من السكوت الشيطاني عن جرائم فتح في الضفة ضد الطلاب والجمعيات الخيرية والأيتام والفقراء والمعوزين ومؤسسات المجتمع المدني؟ ألا يخجلون من الصمت عن قمع الاعلام في الضفة ومنع الصحف المستقلة من الطبع والتوزيع فيها؛ وعودة الاعتقال السياسي؛ وملاحقة المقاومين جنبا إلى جنب مع قوات “جيش الدفاع”؛ في حين يثورون لتوقيف بعض المخربين في غزة لبضع ساعات؟ ألا يخجلون من حمل صفة التحرير فيما هم الآن يعملون كواجهة سياسية للمشروع الصهيوني في فلسطين وكَلُوبي صهيوني في فلسطين ويمارسون كل مخزاة سياسية وأمنية واجتماعية لقهر مشروع التحرير؟

 لكن لا عجب؛ فإن كانت حركات “القردين والحارس” تنكر عقد نقصها بالفرار للأمام لتتسمى باسماء الجبهات الشعبية والحديث باسم الجماهير؛ وان كانت كل دول القمع والقهر والستار الحديدي في القرن الماضي تسمت بالجمهوريات الديمقراطية؛ وإن كان الحزب الذي يعجز عن ملء سيارة نقل عام متوسطة الحجم بالأنصار يسمى حزب الشعب فلا بد أن يكون محمود عباس رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ ولا بد أن يكون ياسر عبدربه أمينها وقيمها وناطقها!

 وهكذا بعد أن وصلوا إلى أرذل العمر استيقظ الحس الثوري عند عجزة الماركسية؛ لكنه استيقظ ملتاثا في الاتجاه الخاطيء؛ يتمول من الصهاينة والامبرياليين لقمع مقاتلي الحرية والثوار الحقيقيين؛ وقهر غزة لاجبارها على العودة لعهود الاسقاط والتنسيق الأمني. لكن غاب عن هؤلاء الثوار المصطنعين أن الدعوات التي تحتاج إلى “300 شيكل إسرائيلي جديد” لاستنهاض همم الثائرين؛ وتحتاج لتهديد الناس في رواتبهم ليقتنعوا بها – هذه الدعوات هي أبعد ما تكون عن الطهر والشرف والشاعرية؛ والمظلومية المفتعلة فيها رد! والناس التي لم تفقد شرفها وكرامتها واحساسها بقيمتها – على عكس أيتام دايتون – تدرك أن المال والسلطة والقهر هو دائما في صف أبي جهل؛ لا في الصف الوطني! فلا صلاتكم لله؛ ولا صفكم وطني يا أيتام دايتون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...