الأحد 11/مايو/2025

العرب والمسؤولية عن عدم حل صراع المنطقة

العرب والمسؤولية عن عدم حل صراع المنطقة

صحيفة الوطن القطرية

تحدثنا في المقال السابق عن حال الصراع العربي – الإسرائيلي ومسؤولية الولايات المتحدة و”إسرائيل” في تحييد هذا الصراع وتهميشه ودفعه إلى حالة الموت السريري الذي يواجهه اليوم طمعاً بالوصول إلى أفضل العروض والصفقات مع الطرف العربي ألا وهي «التطبيع المجاني» مقابل السلام.

العرب هم الطرف الثالث بعد أميركا و”إسرائيل” في وصول هذا الصراع إلى وضعه الراهن البائس إذ أنهم وبعد طرح المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت للمرة الأولى تركوا هذه المبادرة تضيع تحت ضغط الاستراتيجية الأميركية في العراق وتحت مزاجية آرييل شارون ودباباته واستفراده بالقيادة الفلسطينية وتدميرها.. فصمتوا دهراً إلى أن أعادوا طرحها مجدداً في قمة الرياض دون أن يكونوا جادين أو صادقين في دفعها وتفعيلها كما وعدوا فبقيت في دروج الجامعة العربية إلى يومنا هذا وربما طويت نهائياً لصالح الاجتماعات الحالية التي تؤسس لصفقة الخريف المقبل في واشنطن.

حال العرب اليوم لا يسر صديقاً ولا حتى عدواً فهم شركاء غير مرغوب فيهم ولا يملكون ثقلاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً هم عرضة اليوم للانشطار والتآكل بعد غياب المحور الرئيسي (مصر- سوريا- السعودية) عل خلفية حرب لبنان والحرب الأميركية الإسرائيلية الدولية على حركة حماس وظهور «محور الاعتدال» و«محور التشدد» في العالم العربي حسب التصنيفات الأميركية الأخيرة.

وظيفة العرب وخصوصاً المعتدلين منهم اليوم هي أن يدعموا الحكومة التي شكلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، والعمل على إعادة فرض هيبتها وسلطتها على قطاع غزة بعد سيطرة حماس عليه بالقوة وأيضاً دعم حكومة فؤاد السنيورة وفريق 14 آذار في لبنان وإفشال جميع الخطط العربية والدولية لمشاركة المعارضة الوطنية اللبنانية في القرار والحكم في هذا البلد ووظيفتهم المستحدثة والضرورية اليوم أن يشكلوا محيطاً معادياً لإيران بالمواقف السياسية وبالحضور العسكري والتسليحي المميز.

والسؤال هنا: كيف يستطيع العرب وهم اليوم تحت القبضة البوشية القوية والضاغطة أن يتخذوا موقفاً مميزاً وقوياً من مسألة الصراع العربي – الإسرائيلي؟ وكيف هم وعبر موقفهم المأساوي المهلك والممزق أن يقولوا لإدارة أميركية جريحة وفاشلة في المنطقة إننا نقبل بهذا أو نرفض ذاك من التسويات المطروحة..؟

الواقع يقول إن العرب وفي غالبيتهم لم يبنوا جسورا قوية من المصالح والعلاقات إلا مع الولايات المتحدة وذلك فهم محكومون بالبقاء في ظلها وتحت رهن إشارتها لتنفيذ الصفقات الضرورية التي تخرج إدارة بوش من حرجها في العراق ويخفف من وطأة الضغوط التي تأتيها من الداخل وخصوصاً من الكونغرس الديمقراطي الذي يحاول إسقاطها بالضربة القاضية على خلفية فشل استراتيجياتها في الشرق الأوسط عموما وفي العراق على وجه التحديد.

أما المجتمع الدولي فهو الطرف الأخير المسؤول عن ذوبان هذا الصراع وتهميشه كونه كان هو الآخر يقف في صف شروط “إسرائيل” والولايات المتحدة في مواجهة الأطراف العربية الضعيفة فهذا المجتمع الدولي لم يفلح في تنفيذ إرادة الشرعية الدولية ولا تنفيذ خريطة الطريق ولا بدفع المبادرة العربية للسلام.

ولأجل كل ما عرضناه من أسباب فإن الصراع العربي – الإسرائيلي سيبقى بعيدا عن الحل الشامل والدائم والمتوازن .. لأن كل طرف يغنّي على ليلاه أو على «ليلى» الإدارة الأميركية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات