الأربعاء 14/مايو/2025

تعس عبد الشيكل ؟!

عوني أبو هربيد
إن إضراب الأطباء في القطاع الصحي يدخل يومه العاشر ، ولا يزال أثر التهديدات بقطع الراتب يحجب رؤية البصيرة لدى الكثيرين ، ولا يزال الغموض حول أهداف هذا الإضراب اللاانساني يخيم على المضربين من الطواقم الطبية عامة والأطباء خاصة ، وإمام هذا التراجع الخطير في أخلاق المهنة الطبية ندق ناقوس الخطر عسى أن نفهم ما يدور حولنا قبل أن نذهب بتفكيرنا بعيدا عن حقيقة الأشياء وأساس المشكلة.

إن هذا التراجع في المستوى الأخلاقي للمهن الإنسانية وهذا الانحدار الخطير في احترام إنسانية المريض وحاجة الإنسان لم تكن وليدة تحريض رام الله ولم تكن استجابة للتهديدات المتدفقة من رام الله ، بل هذ نتاج ثقافة العبيد ، ثقافة الانهزام أمام الشهوات والمصالح، ثقافة التراجع والتخاذل ، وقد يسأل البعض ؟ هذا ضرب من المغالاة ولم لا نسمي الأمور بمسمياتها ، فالناس خائفة من قطع الراتب، وقطع الأرزاق من قطع الأعناق ، وقد يقول ثان بان قرار الإضراب قرار من حكومة ولي الأمر وإننا ملزمون بالطاعة ! وقد لا يجد الكثيرون من التبرير لسبب إضرابه عن العمل الانساني كملاك للرحمة وليس كملاك للعذاب .

وقد يستغرب البعض لماذا هذا التهاوي السريع في الانجرار وراء الإضراب وبهذا الالتزام الحديدي بقرارات رام الله سواء حكومة أم نقابة ، وللوقوف على هذا السلوك غير الإنساني وغير الشرعي أضع بين يديك أخي القارئ الكريم حقيقة وزارة الصحة .

إن وزارة الصحة هي الوزارة الأمنية المدنية، فكل إصابة وحادث له أسباب ظاهرية وأسباب خفية محل اهتمام رجال الأمن كما أنها الوزارة الوحيدة التي تتعامل مع كل الناس وتتكشف في داخلها العورات وفيها تتوفر أجواء الخلوة المقبولة لمجتمع شرقي محافظ ، ولهذا كانت وزارة الصحة محط تنازع بين الأجهزة الأمنية البائدة ، فعليها تنازع الوقائي والمخابرات والاستخبارات والأمن الوطني حتى الدفاع المدني ، وأنا هنا لا أتحدث اعتباطا بل الحقائق هي التي تتحدث ، خذ مثالا مفاصل الوزارة يقودها موظفون لهم ارتباطات أمنية ، تبدأ من الوزير وتنتهي إلى البواب على مستشفى الشفاء ، حيث كانت الأجهزة الأمنية وكجزء مهم من عملها تبني قاعدة من المخبرين والمخبولين في مرافق الوزارة وكجزء من فساد هذه الأجهزة وشراهتها لحب المال والإسقاط زرعت وراء كل باب مخبر ، مجمع الشفاء مثلا يعمل به 1670 موظفاً تقريبا منهم حوالي ال500 موظف لدى الأجهزة الأمنية حتى إن ما كان يسمى الوقائي فتح مكتبا لتنسيق أنشطته داخل مجمع الشفاء ، ناهيك عن كبار الموظفين الذين يعملون لصالحه إما بالإسقاط الأخلاقي الذي مارسوه لسنوات، أو برفد مدراء إلى المفاصل الأساسية من أصحاب الخلفيات الأمنية ، وقد وفروا لهم المكان والمنصب والنفوذ ، حتى وصل الحال بوزير الصحة الأسبق أن يبعث تقرير الرقابة لسيده محمد دحلان ليطلعه على إجراءات التحقيق في سرقات أدوية وسرقة المشاريع الدولية .

وعلى نحو هذا المنوال أسست وزارة الصحة ، وصارت حكرا على عملاء الوقائي والمخابرات ، وأصحاب الارتباطات المشبوهة وغير الأخلاقية، حتى التوظيف على أساس مهني كانت يكتنفه الواسطة والمحسوبية وهذه تمثل الطامة أكبر ، طبيب راسب ومزور لشهاداته ويؤمن على حياة البشر ، فقد كان يهمل حق المريض بلا إضراب فكيف إذا كان غطاؤه من حكومة رام الله ،وليتضح الموضوع أكثر لك أخي القارئ فقارن معي ، لماذا يصل عدد موظفي وزارة الصحة ثلاثة عشر ألف موظف منهم تسعة ألاف تقريبا يعملون في مراكز ومستشفيات وزارة الصحة في غزة في حين يعمل بوزارة الصحة في الضفة الغربية تقريبا أربعة آلاف موظف مع العلم أن سكان الضفة يمثلون حجم قطاع غزة مرة ونصف المرة، وأغلب موظفي وزارة الصحة هم من أبناء حركة فتح وبالتحديد من أتباع الوقائي، ولو رغبتم في معرفة المزيد فتحسسوا وزارة الصحة عن قرب حيث لا أرغب في ذكر الأسماء والمناصب بل أترك الأمر لصاحب العقل ليفهم .

ختاما آسف على شعب يؤمن على صحته صاحب مصالح و فاقد ضمير ، وصدق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال “تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة ” والتعاسة هي في الدنيا والآخرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...