سجادة صلاة.. وطاقية صفراء!!

في الدعوات التي تطلقها بقايا (الكونترا) الغزية كل أسبوع يتم حث عناصر فتح على التجمع في الساحات العامة وأداء صلاة الجمعة كل أسبوع، والتأكيد على ضرورة اصطحاب المصلين لسجادة صلاة وطاقية صفراء، مما يعني أن المطلوب هنا صلاة على الطريقة الفتحاوية!
ورغم أن مدلولات الصور لجموع (الخاشعين) حين يهيمون على وجوههم تخريباً بعد الصلاة لا تحتاج لمن يفصلها أو يعلق عليها إلا أنك تفاجأ من طريقة تحرير الإعلام لمجريات الأحداث وعرضها بصيغة: القوة التنفيذية تفرق مسيرة لفتح بعد صلاة الجمعة!
هذا البتر المتعمد للخبر والصياغة غير البريئة له تؤكد أن حماس متساهلة أكثر من اللازم في الحرية الممنوحة لطواقم الصحافة العاملة في غزة، وتؤكد أيضاً أن نفراً من الصحافيين متواطئون بشكل مباشر أو غير مباشر مع وجهة النظر الفتحاوية ومنظومة إعلامها الرامية لتشويه حماس والإساءة للقوة التنفيذية واستفزازها بكل وسيلة ممكنة لكي ترد باحتجاز بعض الصحفيين ثم ليتم نصب مناحة للحريات من قبل بعض الصحفيين الذين يفترضون أن مكانتهم تصل درجة القداسة وأن سلطة حماس فقط هي المطالبة بأن تقبلهم بغث رواياتهم وسمينها وأن تصفح لهم كل زلاتهم وتجاوزاتهم الإعلامية حتى في حال تعمدهم تشويه الحقيقة وسعيهم لتغييب الرواية الأخرى للحدث وموقف التنفيذية وتوضيحها لأي حدث تكون هي طرفاً فيه!
نعود للصلوات التي لم تفلح في نهي المؤدين لها عن الفحشاء والمنكر، وكيف أن فتح غزة بإيعاز من قيادات الضفة تحاول أن تجعل منها تقليداً يحقق عدة أهداف في وقت واحد، فهي تريد أن تؤكد أنها حركة غير علمانية وأن الإيمان متجذر في صفوف أتباعها، حتى لو قام بعضهم بشتم الذات الإلهية عقب الصلاة على وقع أصوات التخريب والتكسير، وهي تريد أن توحي لمن يمدونها بالمال من رام الله أن عناصرها ناشطون و (في الميدان) ولم يستكينوا لقانون حماس في غزة ولم تتكيف جوارحهم بعد مع حالة النظام التي تحققت عقب اندحار رؤوس الفتنة عن القطاع، يضاف إلى ذلك السعي المبرمج للإساءة لحماس وتصويرها تشن حرباً على الحريات وتقمع الصحافة وتهاجم المتظاهرين!
هذه الأهداف وغيرها تحتاج من حماس أن تداويها بالتي كانت هي الداء، وأن تتصرف بمنطق يعالج هذه الولدنة التنظيمية من جذورها ويستخدم معها سياسة الذكاء في التعامل مع الخصم انطلاقاً من فهم أهدافه الحقيقية وصولاً إلى قطع الطريق عليه بأنجع وسيلة.
المطلوب من حماس اليوم أن تمضي في خطتها الأمنية دون أن تلتفت للوراء، وأن تواكب خطواتها على الأرض حملات إعلامية لا تفوت صغيرة ولا كبيرة لمأجوري دايتون في غزة إلا وتنشرها على الملأ عبر كل وسائل الإعلام، خاصة وأن مستوى المكر السيئ لدى خصم حماس وصل درجة من الهبوط جعلته يجيش كماً من الإعلاميين المروجين للروايات المضللة وكماً إضافياً من ناطقي الفصائل المجهرية المتلونة والمائلة مع ريح مصالحها والتي لا تفوت فرصة للنيل من حماس إلا واستغلتها، ولا تقع على حدث في القطاع مهما كان بسيطاً إلا ونفخت فيه، بينما نجدها تنخرس عن كل ممارسات ميليشيات عباس في الضفة وكل إجراءات حكومته القمعية من إغلاق للجمعيات وتجميد أرصدتها ومنع صحيفتي الرسالة وفلسطين من الطباعة والتوزيع، وليس انتهاء بالعمل على نصب محاكم عسكرية لأبناء حماس وحظر أنشطتها على مختلف المستويات، عدا عن القمع الوظيفي الذي يتعرض له أنصارها.
وإلى جانب الإعلام يجب على القوة التنفيذية على وجه الخصوص أن تتنبه لحقيقة المربع الذي يراد جرها له واستنفاذ طاقاتها فيه وإشغالها وإنهاكها عبره، وهذا يتطلب تعاملاً ذكياً مع تلك التجمعات يحقق هدف معاقبة العابثين ويفشل في الوقت ذاته محاولاتهم الإساءة لصورة القوة التنفيذية وربط أذهان الناس بالنتيجة وليس بالسبب!
وطالما أن هدف صلوات فتح بات معروفاً، وما دام السيناريو نفسه مرشحاً للتكرار كل أسبوع فلا أقل من إصدار قرار بمنعها من الأساس واعتقال ومحاسبة منظميها إن اقتضى الأمر، بل ومحاسبة أي إعلامي يثبت تعمده نقل صورة مشوهة أو ترويج أخبار مكذوبة بالتواطؤ مع حكومة رام الله وإعلامها الفتنوي المضلل، وفي الوقت ذاته يجب تجنب التعرض لأي صحفي لمجرد تواجده في الميدان، أو التصرف انطلاقاً من اجتهادات شخصية.
فليس معقولاً أن تظل حماس في غزة مشغولة بمظاهر الزعرنة هذه وهي تتعرض لكل هذا الحصار الخارجي وفي الوقت نفسه مرشحة لخوض معركة مصيرية مع الاحتلال يراد التمهيد لها بإنهاك الحركة ميدانياً وبأعمال تخريب تطال الشوارع والمؤسسات والمستشفيات وتهدد كل مظاهر الاستقرار.
وليس معقولاً أن تسمح حماس بلي ذراعها و(استيطاء) حائطها فقط لتقنع من لا يمكن أن يقتنع بسلامة نواياها وتنفي عن نفسها تهم (الظلامية) و(الطالبانية) خاصة وأن من يردد هذه الاتهامات البائسة لم ولن يعدم وسيلة للإساءة لحماس مهما فعلت ومهما قدمت.
إن كان مالكي رام الله صاحب الرصيد الصفري على الأرض يسمح لنفسه بأن يقدم ما يشاء من مبررات لقمع إعلام حماس، وإن كان الطارئ فياض ومعه كل أجهزة فتح يقدمون على حظر حماس في الضفة وإغلاق مؤسساتها ومحاكمة عناصرها ظلماً وعدوانا، فهل ستعجز حماس غزة عن تقديم ما يكفي من مبررات حقيقية تتيح لها إلزام الجميع بالقانون وكسر أنف كل من أتاح له تهاون حماس التبجح بالافتراء عليها، وهل ستملك وسائل الإعلام المضللة أن تكف يد حماس عن اجتثاث صناع الفتن وبذور الفساد والإفساد من جذورها؟ أو حمل حماس على غض الطرف عمن ثبت أنهم أدوات تخريب تأتمر بأمر منظومة الحصار في رام الله؟!
كان على حماس أن تدرك منذ وقت مبكر أن أوان العفو العام لم يحن بعد وأن إكرام اللئيم يزيده لؤماً وتطاولاً وخسة، وأن لينها سيفسر ضعفاً وقلة حيلة عند ذوي الأفهام المنحرفة وجوقة النفاق المطبلة لهم، وأنه ما دام في جسد الفساد رمق من حياة يتيح له التنفس وبث سمومه من جديد فإن السماح له بالتعافي هو ضرب من السذاجة يستدعي تغييراً فورياً، فالحزم في مكانه وحيث يكون ضرورياً ليس مثلبة، لكن المهم أن يكون موجهاً في الوجهة الصحيحة وأن يتجنب الظلم أو معاقبة نفس بجريرة أخرى، وأن يستخدم بالقدر المطلوب وفي المكان المناسب.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...

حماس: إعدام السلطة لمسن فلسطيني انحدار خطير وتماه مع الاحتلال
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجريمة التي ارتكبتها أجهزة أمن السلطة في مدينة جنين، والتي أسفرت عن استشهاد...

تعزيزًا للاستيطان.. قانون إسرائيلي يتيح شراء أراضٍ بالضفة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تناقش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في "الكنيست"، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يهدف إلى السماح للمستوطنين بشراء...

أطباء بلا حدود: إسرائيل تحول غزة مقبرة للفلسطينيين ومن يحاول مساعدتهم
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يحاول تقديم المساعدة لهم. وقالت المنظمة في...