عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

المشهد الإعلامي الفلسطيني

خالد معالي

المتابع للمشهد الإعلامي الفلسطيني الحالي يصاب بحالة من الذهول والغصة في القلب لما آل إليه هذا المشهد، ويرى بكل وضوح الكيل بمكيالين من قبل بعض الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين. فبمجرد أن يحصل أي تجاوز في انتهاك الحريات الإعلامية والصحفية سواء مقصود أو غير مقصود من قبل القوة التنفيذية في قطاع غزة، يقوم بعض الصحفيين بتناوله ونشره على مختلف وسائل الإعلام وهذا حق لهم.. لكن تضخيم الأحداث وتكبيرها وتهويلها وأحيانا اختلاقها فهذا غير لائق صحفيا.

لا احد من الشرفاء يقبل أن تنتهك الحريات الصحفية والإعلامية مهما كان هذا الانتهاك صغيرا وهامشيا ومن أي طرف كان، بالمقابل ما يحصل في الضفة من منع صحيفة فلسطين وصحيفة الرسالة من التوزيع جدير أن يتم إدانته واستنكاره من قبل الإعلاميين والصحفيين بغض النظر عن انتمائهم أو توجهاتهم، فصحيفة فلسطين تمنع وتحجب في الضفة الغربية ولم نسمع إدانة أو استنكارا أو حتى اعتصاما في الضفة الغربية ضد هذا الانتهاك الصارخ للحريات الصحفية .

البكاء بصوت عال على انتهاك الحريات مطلوب من كل حر وشريف وغيور على شعبه ووطنه وبالأخص من قبل الإعلاميين، فحجب الكلمة المكتوبة وكبت حرية التعبير جريمة من قبل أي جهة كانت بحق الوطن والتضحيات الجسيمة التي قدمت قربانا للحرية بمختلف أنواعها وأشكالها. مواصلة منع توزيع صحيفتين في الضفة الغربية غير مقبول خاصة في ظل انتشار الصحافة الالكترونية حيث بات من الصعب حجب الصحف لأنها ببساطة يوجد لها موقع على الانترنت وتصل للقراء من خلاله.

كتلة الصحفي الفلسطيني عملت بمهنية وأدانت ما حصل من قبل القوة التنفيذية ضد الصحفيين في غزة، وطالبت بمحاسبة ومعاقبة المنتهكين للحريات الصحفية. الاعتداء على مكتب فضائية العربية من قبل القوة التنفيذية تم الاعتذار عنه ومن على شاشة العربية نفسها، بالمقابل لم نسمع ولو كلمة إدانة واحدة من قبل مؤسسات حقوقية أو نقابات أو غيرهم في الضفة الغربية بخصوص منع صحيفة فلسطين أو صحيفة الرسالة من التوزيع في الضفة.

هذا المشهد الإعلامي يسيء لنا عند الآخرين الذين يزنون أفعالنا بميزان الذهب لحساسية الوضع الفلسطيني، ويظهرنا بمظهر الخارجين عن القانون وغير المنصفين ولا نهتم للحريات الصحفية، وبالتالي تشويه سمعة القضية الفلسطينية التي فيها ما يكفيها من التعقيدات ومن احتلال لا يرحم ولا يدع أحداً يرحم هذا الشعب المكلوم.

قلنا وما زلنا نقول إن القضية الفلسطينية بحاجة لتضافر جهود الجميع من فتح وحماس وغيرهم، وجميع هؤلاء بالكاد يستطيعون مواكبة ومواجهة الإعلام الصهيوني المتطور والمسيطر والمستغل لأخطائنا وهفواتنا والذي نجح في تصورينا بالإرهابيين لدى الغرب، فما بالنا لو كان الإعلام الفلسطيني ممزق ومتفرق والكل يناكف بعضه وجهود الجميع منصبة في مواجهة بعضهم البعض..!

الكثير من مؤسسات صحفية وحقوقية وقوى وفصائل طالبوا بتحييد الجسم الصحفي عن الخلافات الحزبية، ودعوا إلى نقل وفضح ممارسات الاحتلال اليومية بحق شعبنا والتي لا تتوقف من قبل الجسم الصحفي والإعلامي الفلسطيني، هذه الدعوات والمناشدات غير كافية  ولن تجدي نفعا إن لم تتبع وتلحق دعواتها ومناشداتها بخطوات عملية على الأرض تؤدي وتوصل بالجميع على العمل الصحفي بمهنية وشفافية بعيدا عن القمع ونفي الآخر، فما عاد الوقت والزمن يعمل لصالح الجمود والسكون وقمع الحريات….. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...