الثلاثاء 13/مايو/2025

سلفيت: أسيرة جدار ومستوطنات ومناطق صناعية وحواجز

سلفيت: أسيرة جدار ومستوطنات ومناطق صناعية وحواجز

سلفيت مدينة فلسطينية تقع في وسط الضفة الغربية على سفوح المنطقة المسماة جغرافيا الهضبة الوسطى وهي محافظة ذات طابع زراعي بصورة عامة تشتهر بزراعة الزيتون وإنتاج الزيت، ويعتاش معظم سكانها من الزراعة وتربية الحيوانات والعمل في الوظائف الحكومية والخاصة، كما أن بها نسبة كبيرة من العمال.

يبلغ تعداد أهالي سلفيت قرابة ال100 ألف نسمة وهي بذلك محافظة صغيرة رغم اتساع مساحتها التي تترامى بين عشرين قرية وبلدة مركزها مدينة سلفيت التي يزيد عدد سكانها على 25 ألف نسمة.

محافظة الحواجز

ويمارس الاحتلال يوميا أعمال تنكيل وبطش بمواطني محافظة سلفيت، تأخذ أشكالاً متعددة من أبرزها الحواجز الطيارة والثابتة، فتكون المركبات الفلسطينية في رحلتها بين قرى وبلدات المحافظة ، وفجأة يظهر حاجز طيار يقوم بتفتيش المركبات ويدقق في الهويات ويحتجز ما يريد، ويمارس ما يريد من أعمال تنكيل وتأخير للموظفين عن أعمالهم ووظائفهم.

وتقوم سلطات الاحتلال بالعمل في الجدار الفاصل وتوسعته على حساب الأراضي الزراعية الفلسطينية في المحافظة وتفصل شمالها عن جنوبها، عند حاجز زعترة العسكري شرق سلفيت، ويطلق عليه الاحتلال أصبع أريئيل نسبة إلى مغتصبة أريئيل، حيث يواصل الاحتلال توسعته عند مقطع دير بلوط .

بوابات حديدية ونهب أراض

والبوابات الحديدية التي وضعها الاحتلال على مداخل عدد من القرى والبلدات ” جماعين، مردة، كفل حارس، وحارس، وبروقين، وقيره” ، حولت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق، خاصة عند إغلاقها، حيث يضطر المواطنون إلى الانتظار إلى أن يسمح الجنود بفتحها، وتحول قراهم وبلداتهم إلى سجون كبيرة.

وأقدمت سلطات الاحتلال على تسييج الأراضي القريبة من الشارع الرئيس في المحافظة، مما أدى إلى إجبار المزارعين على السير آلاف الأمتار كي يصلوا إلى حقولهم الزراعية، وقطع الأراضي عن بعضها.

وتتعمد قوات الاحتلال بين حين وآخر مصادرة الأراضي في المحافظة لصالح الاستيطان، بحجج أمنية عادة ما تتكرر.

بيئة ملوثة ونشر الخنازير

وتواصل المنطقة الصناعية في محافظة سلفيت والمسماة مصانع “بركان ” بتلويث البيئة من مياه وتربة وهواء عبر دخان المصانع المنبعث في السماء، وتلويث التربة عبر مياه المجاري ومخلفات المصانع، وكذلك سكب مياه مجاري المستوطنات في أراضي المحافظة .

وتترعرع على مجاري المستوطنات وتتناسل الخنازير البرية المتوحشة ، والتي يطلقها أيضا المستوطنون بالعشرات بل بالمئات في أراضي المحافظة، مما يؤدي إلى تخريب الأراضي الزراعية وتدميرها.

مستوطنات

ولكل الذي سبق زرع الاحتلال شريطا من المستوطنات والمناطق الصناعية ، وزرع ثاني أكبر مستوطنة في الضفة وهي ” أريئيل”، إدراكا منه لأهمية المحافظة وموقعها الحساس، لتسهل السيطرة مستقبلا.

أما عن طبيعة هذه المستوطنات، فإنها في  الغالب ذات طبيعة مدنية استغلت لأهداف إسكان المزيد من المستوطنين من المهاجرين الجدد القادمين من خارج فلسطين، ومن أسباب زيادة ومضاعفة الاستيطان في محافظة سلفيت هو كسر التوازن الديمغرافي في هذه المحافظة لصالح المستوطنين.

ومن الضروري إلقاء نظرة على  الزيادة التصاعدية والكبيرة  في عدد ساكني هذه المستوطنات، حيث إن هذه الزيادة  ليس لها علاقة بما يسمى النمو الطبيعي للمستوطنات أو التكاثر الطبيعي للمستوطنين، بقدر ما لها علاقة بسياسات حكومية رسمية وبأنشطة الجذب التي يمارسها مجلس المستوطنات في منطقة سلفيت، الأمر الذي يفسر هذه الزيادة هو أن الحكومة الإسرائيلية تسعى جاهدة في التهويد الكامل للمنطقة ، لما لها من أهمية استراتيجية ، في البعد الأمني الإسرائيلي. حيث إن السيطرة على هذه المنطقة ومضاعفة الاستيطان فيها يعني سلخ شمال الضفة الغربية عن جنوبه. وعدم وجود تواصل جغرافي بين الشمال والجنوب. وهذا ما يفسر طبيعة الكيانات الاستيطانية في هذه المحافظة وكذلك شبكة الطرق والشوراع التي تم شقها وإنجازها ومنها ما هو قيد الإنشاء.

مناطق صناعية

وأقيم على أراضي محافظة سلفيت أضخم التجمعات والكتل الصناعية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67. وهذه الكتل تتمثل في منطقة بركان الصناعية ومنطقة غرب ارئيل الصناعية، حيث يقدر عدد المصانع التي تحتويها منطقة بركان حوالي 100 مصنع، ويحتوي العديد من المصانع الضخمة، بعضها متخصص بالصناعات الثقيلة والصناعات الالكترونية، والصناعات التحويلية، والاستثمارات بهاتين المنطقتين يقدرها الخبراء الاقتصاديون بمليارات الدولارات.

وتتنوع الصناعات في منطقة بركان بحيث تشمل العديد من الصناعات، فمنها مصانع دبغ الجلود والألمنيوم والغزل والنسيج وصناعة البلاستيك والدهان والسجاد والأسمدة والزيوت والالكترونيات، بالإضافة إلى الصناعات الثقيلة والتي مصدر شرحها مجهول لأنها من المحتمل أن تكون صناعات عسكرية حربية.

محافظة على بحيرة من المياه

منطقة سلفيت تعوم على بحيرة من المياه الجوفية ، وتعد إحدى الأحواض المائية الهامة في الضفة الغربية التي تقوم دولة الكيان بسحبها لصالح المستوطنات المقامة على أراضي قرى المحافظة، في حين أن معظم هذه القرى محرومة من مياهها وتعتمد على مياه الأمطار في استخدامات المياه بالإضافة إلى شراء المياه. 

مع كل ما سبق تبقى محافظة العياش كالعياش كابوسا مزعجا للاحتلال، فسلفيت وفرخة وخربة قيس وياسوف واسكاكا وجماعين ومردة وكفل حارس وحارس وقيري وزيتا ودير استيا وبديا وقراوه بني حسان وكفر الديك وبروقين ودير بلوط ورافات والزاوية ومسحة وسرطه، كل هذه البلدات والقرى بسكانها الذي يقارب عددهم المائة ألف مواطن، صامدون برغم كل الممارسات الإسرائيلية، وستبقى عصية على فصل شمال الضفة عن جنوبها وستبقى حلقة وصل، مهما حاول الاحتلال من إجرام إرهاب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات