الثلاثاء 13/مايو/2025

مهازل الشرق الأوسط: أقلام مأجورة ..وأفهام مبتورة..!!!

عماد عفانة

مرة أخرى أطل علينا عبد الرحمن غير الراشد صاحب القلم المناصر لكل ما هو غير وطني وغير شريف، متحدثا عما يسمى بالمهزلة الكبرى في غزة، محاولا قلب الحقائق زاعما أن حركة حماس باتت هي التي تحرس اليوم حدود إسرائيل مع قطاع غزة، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح هي التي تقصف البلدات الصهيونية بالصواريخ.

وتناسى صاحب هذا القلم الضال أن محمود عباس ميرزا هو من أمر بحل جميع الأجنحة العسكرية للمقاومة واصفا إياها بالميليشيات غير الشرعية.

وان محمود عباس ميرزا هو الذي أمر بجمع سلاح المقاومة وتسليمه لأجهزة امن السلطة في مسرحية مكشوفة لم تنطل إلا على بعض الأغبياء.

وان محمود عباس ميرزا هو من ظهر الفضائيات وهو يأمر أجهزته اللا أمنية بقتل كل من يحمل صاروخا.

كما حاول غير الراشد إلغاء حقيقة مقاومة حماس التي ما زالت آثارها قائمة متمثلا بمواصلة أسر جلعاد شاليط، واستمرار إطلاق عشرات إن لم يكن مئات القذائف على مواقع الاحتلال و مواقعه المحيطة بالقطاع ليل نهار عدا عن تفجير آلياته وجيباته العسكرية التي كان آخرها اليوم السبت.

ووصف غير الراشد إسماعيل هنية، برئيس الانقلاب، هذه التسمية المغلوطة التي أطلقها أحباب أمريكا وإسرائيل اللتان أعادتا فتح صنبور الأموال على سلطة عباس وأزلامه فور إعلانه قطع الحوار مع حركة حماس وفور إقالته لأول حكومة وحدة وطنية، الأمر الذي يعد انقلابا صارخا وفاضحا على وثيقة الوفاق الوطني وعلى حكومة الوحدة الوطنية من اجل إرضاء أسياده في واشنطن وتل أبيب اللتين لم تلقيا له حتى الفتات السياسي الذي يتمناه.

وزعم غير الراشد انه من المفيد أن يراجع العالم هذا النموذج الإسلامي المزعوم من الحكم الذي يخيف العالم، وكأنه يريد أن يطبق معايير الحكم الإسلامي على حكومة حركة حماس هذه الحركة المقاومة التي لم تبرز على الساحة الفلسطينية من اجل الحكم ولكن من اجل التحرير، وأنها ارتقت إلى كرسي الحكم مضطرة بخيار شعبي عارم لتحمي ظهر المقاومة وتصلب عودها وتخلصه من المفسدين والمفرطين، وتوقف مهازل بيع الوطن والقضية مقابل امتيازات شخصية لهذا الشخص أو ذاك و لهذه الفئة أو تلك.

وكأن غير الراشد يريد أن يضلل أفهام البسطاء بالغوص في تفاصيل ومفردات الحصار الذي يتعرض له شعبنا ووطننا المحتل، وكأنه يريد من حركة أن ترفع بيرق المقاومة، وتجاهر ليل نهار بنيتها مواصلة المقاومة حتى تحرير كامل التراب رغم عدم ممانعتها بإقامة دولة فلسطينية في أراضي 67 دون الاعتراف بإسرائيل، يريد من حركة هذه مبادؤها وهذا منهجها أن تنافس فريق محمود عباس ميرزا في تقديم التنازلات من اجل أن تؤمن الكهرباء والديزل من دولة الاحتلال.

وكأنه يريد من حركة لم يمضِ على تسلمها الحكم عامان أن تستغني عن أموال الدعم والهبات الأوروبية التي عاشت عليها السلطة منذ إقامتها، وان تؤمن المرتبات وأن تفتح المعابر وأن… وأن… .

ويواصل غير الراشد تضليله للأفهام بافتراض أمور غير موجودة إلا في عقله المريض وأفكاره المستوردة، ومن هذه الأفكار المشوهة افتراضه انخفاض شعبية حماس عند الشعب الفلسطيني، الأمر الذي لم يثبته أي استطلاع نزيه ومحايد للرأي العام الفلسطيني، وإمعانا في التضليل يبني غير الراشد افتراضات واحتمالات على هذا الافتراض المضلل، تارة بسبب الحصار، وتارة بقطع الكهرباء وأخرى بإغلاق المعابر مع الخارج، وحرمانهم من المساعدات المالية الدولية.

ولمزيد من الأسف جعل غير الراشد من نفسه بوقا آخر لمنابر محمود عباس الإعلامية التي لا تكف عن اتهام أجهزة حكومة هنية الأمنية بأنها تمارس القمع، مغمضا عينيه المريضتين عن القمع الذي تمارسه وما لازالت أجهزة محمود عباس ميرزا في الضفة التي لم تبدأ بالاعتقالات وحرق وتدمير ومصادرة المؤسسات، بل وقتل وفصل الطلاب، مرورا بقمع الصحفيين ومنع صدور صحيفتي الرسالة وفلسطين في مدن الضفة، وليس انتهاء بالتنسيق الأمني عالي المستوى مع الأجهزة الصهيونية التي باتت تمارس سياسة الباب الدوار مع بعضها البعض.

وزعم غير الراشد أن نموذج حكم حماس لا يخيف إسرائيل التي تعيش هانئة، وهادئة، منذ أن تولت حماس الحكم، إسرائيل المهزومة في لبنان، والمجروحة في غزة، والتي تواصل المقاومة دك مواقعها ومغتصباتها بالقذائف والصواريخ تعيش هادئة هانئة..!!

ويتحسر غير الراشد على أيام السيارات التي يواصل تسميتها حسب الوصف الأمريكي الصهيوني “بالانتحارية”، وعلى النساء المفخخات، ويزعم غير الراشد أيضا أن حماس خدمت إسرائيل بما عجز عنه قادتها العسكريون في خمسين عاما عندما فتحت النار على قوات فتح، وأعدمتهم في الشوارع، ورمت رجالهم من الأدوار العليا من العمائر، وحاصرت عوائلهم، وتناسى غير الراشد أن من فعل ذلك على مدار سنوات طويلة هو أجهزة محمود عباس ميرزا.

كما تناسى غير الراشد أن من قضت عليه حماس في غزة هم مجموعة من تجار الوطن و المقاولين الأمنيين لتجارة وبيع المعلومات لكل الأجهزة الأمنية في العالم، بعد أن قاموا بالتجسس لحساب هذه الأجهزة على أهداف لا حصر لها في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي كشفته الوثائق التي عثرت عليها حماس في مقرات هذه الأجهزة.

 إذا فحماس نجحت وباقتدار في الحفاظ على حقوق أكثر من تسعة ملايين فلسطيني في وطنهم فلسطين من خلال إصرارها على عدم الاعتراف بإسرائيل وفي عدم التخلي عن حق العودة والتعويض لكل اللاجئين بالتأكيد هذا النموذج يخيف ليس الحكومات العربية فحسب، بل ومستقبل دولة المسخ إسرائيل لأن نزاهة وشرف ومقاومة حماس أوضح دليل على أنها لن تفرط أبدا بالحقوق والثوابت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات