مراسيم عباس وموسوعة جينس

كثيرة هي الألقاب والمسميات التي يسعى الإنسان وبحكم فطرته للحصول عليها لتظهر مكانته وعلو شأنه بين أقرانه وفي مجتمعه و هذه الصفات إما إن يكتسبها الإنسان نتيجة لعمله وإبداعه وجهده في خدمة مجتمعه ووطنه فينال وبجدارة وبشرف أي مسمى أو أي لقب يطمح في الحصول عليه وإما إن يسعى لإلصاق هذه المسميات وهذه الألقاب بنفسه وبشخصه بهتانا وزورا و بدون أن يستحقها من خلال الكذب والتزييف أو كما في زماننا هذا من خلال مراسيم رئاسية باهتة مشكوك في نزاهتها وما انزل الله بها من سلطان ترفع من شأن الجندي الفاشل فيصبح عميدا بجرة قلم وتقلل من شأن لواء فيصبح جنديا مكسور الجناح لا حول له ولا قوة .
حكومة سلام فياض في رام الله نالت الشرفين معا شرف المراسيم الرئاسية الباهتة المشكوك في مصداقيتها فسميت حكومة الطوارئ الشرعية وهى غير شرعية وغير دستورية منذ تشكيلها لتصول وتجول وتتحكم في رقاب العباد ونالت بجدارة وبشرف لقب حكومة دايتون من خلال الجهد الذي تبذله والإبداع المستمر وعملها الدءوب على انجاز مشروع الجنرال الأمريكي دايتون والقاضي بملاحقة وتصفية كل ما له علاقة بحركة حماس بغية القضاء عليها وشطبها من الوجود خاصة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية وبعد فرض سيطرتها على قطاع غزة واعتبار ما قامت به نقطة تحول خطيرة وخطاً احمر لا يمكن السكوت عنه ولا يمكن تجاوزه إلا بمحاربتها والقصاص منها ومن جماهيرها التي التفت حولها وجعلتها تتجرأ على الشرعية كما يدعون وتغير في الواقع الفلسطيني الرسمي الذي اثر بدوره على الخارطة السياسية للمنطقة لأن الواقع الفلسطيني الرسمي في النهاية جزء لا يتجزأ من حالة الأنظمة العربية الرسمية المترهلة التي لا تسمح لأحد بكشف سوءاتها ومن يفعل يتحمل ثمن ذلك وحماس فعلت ذلك وكشفت المستور وعليها أن تتحمل التبعات وتستعد للقصاص والقضاء عليها بمباركة الجميع ولو كان ثمن هذا القصاص رأس الشعب ولقمة عيشه وحريته وكرامته المسلوبة منه أصلا حتى يتسنى لهم بعد ذلك تصفية المقاومة بشتى أطيافها السياسية والتي لن تجد من يحميها بعد القضاء على حماس وهذا كله يمهد لتصفية القضية الفلسطينية بكاملها بعد ذلك وهذا ما بدا واضحا من خلال جملة القرارات والمراسيم الرئاسية التي ما انفك عباس يتبناها ويصدرها يوميا وبوتيرة ملفتة للنظر وما عادت تحتمل بجانب مضرتها بمصلحة الشعب الفلسطيني وبمقاومته الشريفة .
وعلى ما يبدو فإن الرئيس عباس ما زال يعيش في أجواء الصدمة وهذا ما جعله متصدرا لرؤساء العالم اجمع في إصدار المراسيم في زمن قياسي ربما يدخل من خلالها موسوعة جينس العالمية ويبدو انه غير آبه بما يدور حوله وغير مدرك لعواقب سيره بالقضية الفلسطينية إلى عالم المجهول والزج بها في متاهات الخلاف والانتقام ودهاليز التنازل التي طالما قادها في أوسلو ويريد إن يختم بها حياته كما يبدو خاصة بعد الحسم العسكري الذي افقده صوابه فبات عاجزا يتخبط في قراراته ومراسيمه التي يصدرها تحت وصاية الجنرال دايتون وحماية قوات الاحتلال التي توفر الدعم والحماية لقواته الأمنية التي تصول وتجول في مدن الضفة وتؤسس لواقع مشابه لواقع غزة فتخطف وتقتل وتحرق وتصادر كل ما له علاقة بحركة حماس بحجج واهية الهدف منها توفير الغطاء الإعلامي لهجماتهم الهمجية التي فاقت كل تصور وفاقت همجية الاحتلال المستمر في عدوانه والذي لم يتوقف في الضفة المحتلة ولو ليوم واحد رغم ما يقومون به نيابة عنه في محاربة حماس .
إننا ندرك أن حكومة دايتون غير القانونية وغير الشرعية بقيادة المايسترو فياض قد فقدت شرعيتها منذ اليوم الأول لتشكيلها فكيف بها وهى تمارس الظلم والعربدة بحق المقاومة وبحق أبناء حماس ومناصريها وتشن حربا ضروسا ضد مؤسساتها الخيرية في الضفة المحتلة وتحاول إنشاء شبكة بديلة عنها بتوصيات صهيونية في محاولة ميئوس من نجاحها وستفشل كما فشلت سابقاتها من اجل كبح جماح الجماهير الملتفة حول حماس من خلال شبكة مؤسساتها الخيرية التي يعتقد الصهاينة والأمريكان أن لها علاقة بفوز حماس في الانتخابات التشريعية بعد أن وفرت الغطاء والدعم الجماهيري لها من خلال الدعم المادي الذي تقدمه تلك المؤسسات لهذه الجماهير المسحوقة بفساد سلطة عباس.
لهذا ندرك ونتفهم الرغبة والإصرار من قبل عباس والرموز الفاسدة في حركة فتح بعدم قبولهم للحوار مع حركة حماس في الوقت الحالي واشتراطهم عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحسم العسكري وهم يعلمون أن التاريخ لن يعود إلى الوراء ولن ترضى حماس بعودة المفسدين ليتحكموا برقاب العباد وكم كنت أتمنى أن يقوم عباس وقيادات فتح بترجمة هذا الموقف الفتحاوي المتشنج مع الصهاينة ورفض الجلوس معهم أو التفاوض معهم حول مجمل القضايا إلا بعد الاعتراف بالحقوق الفلسطينية في المسجد الأقصى والانسحاب الكامل من مدينة القدس وضواحيها كشرط أساسي كما اشترطوا على حماس ما اشترطوا من أجل العودة للحوار ولكن إبقاء هذه الحالة مع حماس وحدها دون غيرها وكأنها العدو المركزي يظهر حجم المؤامرات ومدى الحقد والكره للحركة ويظهر حالة العجز والتشنج الذي أصاب حكومة دايتون ويكشف حالة التيه والتخبط التي يعيشها الرئيس عباس وزمرته الفاسدة في رام الله حتى جعلتهم يلوحون بالعصي الصهيوأمريكية في وجه حماس وجعلتهم يضيقون على أبناء الشعب من خلال تهديده بلقمة العيش والتهديد بقطع الرواتب وإغلاق المعابر والعمل الدءوب على حرمان سكان غزة من نور الكهرباء ليغرق القطاع في ظلام دامس وفي ظلام هذه المراسيم الجائرة بحق أبنائه معتقدين أنهم بذلك سيحصلون على استسلام وركوع أبناء القطاع الذين اقسموا بألا يركعوا مهما دفعوا من أثمان لقاء تلك المؤامرات التي تحاك ضدهم هناك في رام الله على أيدي من يفترض أنهم أمناء على مصالح هذا الشعب العظيم وليس العكس من خلال ممارسة الدور الخياني العميل والمشاركة في حصاره كما بدا واضحا من قضية إمداد الوقود لشركة الكهرباء .
لقد بات معروفا للجميع بأن مصالح عباس وحكومة دايتون في رام الله تتلاقى ومصالح الاحتلال في التضييق على الشعب الفلسطيني وهذا ما استشعرناه من جملة المراسيم الصادرة والتي لم يكن منها مرسوم واحد يخدم المصلحة الفلسطينية حيث تزامنت مع اشتداد الهجمة الصهيونية على أبناء شعبنا من خلال الاجتياح المتكرر للمدن والقرى سواء في الضفة أو في القطاع ومتزامنة مع عودة القصف واستهداف المواقع والمجاهدين في عرض الوطن وطوله ولم يسلم منها من أعطاهم عباس الأمن والأمان والوعود بالحرية من أبناء فتح في مدن الضفة الذين حصلوا على عفو مغلف بريح الغدر ونقض العهود من قبل قوات الاحتلال وأحسوا بعدم توفر الأمن والأمان الذي وعدهم به عباس من خلال مراسيمه فخطوا رسالتهم للرئيس عباس مطالبين بإقالة رئيس وزراء حكومة دايتون غير الشرعية بعد أن تكشف لهم حجم المؤامرات التي يحيكها فياض ضد المقاومة وضد أشقائهم في قطاع غزة وعلموا حجم التنسيق بين قوات الاحتلال وأجهزته الأمنية في استهدافهم واستهداف أبناء حماس في الضفة وتبادل الأدوار فيما بينهم لاصطيادهم واغتيالهم ميدانيا من خلال تقديم المعلومات لقوات الاحتلال لتبقى دوما أجهزة عباس الأمنية في دائرة الشبهة وفي دائرة الفساد وفي خانة الاحتلال .
السؤال الكبير الذي يطرحه الشارع الفلسطيني اليوم ويجب أن يفهمه الرئيس عباس جيدا ويجيب عنه بشكل صريح وواضح هو … إلى متى ستبقى الحالة الفلسطينية بما هي عليه الآن والى متى ستبقى ما تسمى بحكومة الطوارئ الشرعية رهن إشارة بوش ورايس والجنرال دايتون تنفذ مخططاتهم وتلبي طموحاتهم والى متى ستبقى أيها الرئيس ومعك الفاسدين في حركة فتح منحازين للمشروع الصهيو أمريكي على حساب أبناء الشعب وتهديد كل من يتعامل مع حكومة تسيير الأعمال بحجة أنها انقلبت على الشرعية تلك الشرعية كما يحلو لهم تسمية ذلك والتي يتحدث عنها عباس وفياض دايتون وشركاه هي شرعية رموز فتح الفاسدة والعميلة المتاجرة بالدم الفلسطيني والمتاجرة بدم الرئيس عرفات والمتاجرة بطموحات وقضايا الشعب الفلسطيني . تلك الشرعية التي ترعى ملفات الفساد ونهب أموال الشعب .تلك الشرعية التي تكون حيث لا وجود لحماس ولأبناء حماس ولقادة حماس ولنواب حماس إنها شرعية الغاب التي يرعاها بوش فمن لم يكن معهم فهو عدوهم وغير شرعي !
الأمر صعب حقا!ومازال الشارع الفلسطيني يتساءل وينتظر إجابات شافية !!! فمتى تجيب يا عباس ؟؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...