الإثنين 05/مايو/2025

حريق المسجد الأقصى وتحطيم الأصنام !!

حريق المسجد الأقصى وتحطيم الأصنام !!

عندما يقترب يوم 21 أغسطس من كل عام أشعر بغصة في الحلق وألم في القلب وعذاب في الضمير، ففي هذا اليوم عام 1969م حاولت “إسرائيل” أن تختبر قوة العرب فأقدمت على حرق المسجد الأقصى .

ولقد عبرت جولدا مائير عن سعادتها بردود الأفعال العربية التي اقتصرت على بيانات الشجب والإدانة والاستنكار. كان رد الفعل لا يتناسب مع هول الجريمة، ولذلك عرفت جولدا مائير أن العرب في حالة ضعف ووهن وهوان، فإذا كان ذلك هو رد فعلهم على حرق المسجد الأقصى، فإن “إسرائيل” تستطيع أن تفعل ما تريد، وأن ترتكب من المذابح ما تشاء .

إخفاء جريمة أكبر

وجريمة حرق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969م كانت محاولة لإخفاء جريمة أكبر تتمثل في مخطط “إسرائيلي طويل المدى لحفر الأنفاق تحت المسجد بهدف تقويض جدرانه، وتدمير أساساته .

ولقد بدأ ذلك المخطط منذ اليوم التالي لاحتلال “إسرائيل” لمدينة القدس .. ومهدت “إسرائيل” لهذا المخطط بتدمير المباني العربية الملاصقة للمسجد، والعمل على إبعاد العرب عنه .

لكن من الواضح أن هذا المخطط يتصاعد تدريجياً وبشكل منتظم، فالأنفاق تحت المسجد وصلت إلى مرحلة خطيرة، وهناك أدلة على وجود مجموعات يهودية توصف إعلامياً بأنها متطرفة تخطط لتدمير المسجد .

ولقد هدد نائب إسرائيلي” في الكنيست بتدمير المسجد الأقصى وبرر ذلك بأن تدمير المسجد سيؤدي إلى تحقيق السلام بين “إسرائيل” والعرب !!. ومن الواضح أن “إسرائيل” مازالت تخطط على أساس رد الفعل العربي الضعيف في عام 1969م .

هل العرب اليوم أضعف؟

ولكن هل العرب اليوم أكثر ضعفاً، بحيث تظل نتيجة الاختبار الذي قامت به “إسرائيل” عام 1969م صحيحة؟ !! ، وإن رد فعلهم سيقتصر على الإدانة والاستنكار؟

إن النظم العربية أصبحت أكثر ضعفاً وهواناً فهي تحاول إرضاء “إسرائيل” بكل ما تملك من قوة، وهي تقهر شعوبها لحماية أمن “إسرائيل”، فهذه النظم أصبحت تدرك أن الطريق لإرضاء أمريكا هو حماية أمن “إسرائيل “.

والنظم العربية تشارك في حصار الشعب الفلسطيني وتجويعه خضوعاً للأوامر الأمريكية، وهي قد تخلت تماماً عن قضية فلسطين .

أما السلطة الفلسطينية فقد أصبحت تحارب من أجل تحرير غزة من سيطرة حماس، ونسيت تماماً قضية تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، كما تجاهلت قضية القدس، وتركتها لـ”إسرائيل لتنفذ فيها مخطط التهويد والحفر والتخريب والتدمير .

إبداع السلطة الفلسطينية

والسلطة الفلسطينية أبهرت العالم بإصدار قانون للانتخابات التشريعية والرئاسية يحرم أي شخص لا يعترف بالاتفاقيات التي أبرمتها السلطة مع “إسرائيل” من الترشيح للانتخابات، وهذا يعني أن من لا يعترف بـ”إسرائيل” لا يمكن طبقاً لهذا القانون أن يمارس حقه في الترشيح، فهذا الحق أصبح مرتبطاً برضاء “إسرائيل” والاعتراف باحتلالها لأرض فلسطين .

وهذا القانون هو محاولة لنفي تيار المقاومة الذي يكافح لتحرير فلسطين، ويتمسك بالهوية العربية للقدس، وبأن تكون عاصمة لفلسطين ويتمسك بحق العودة .

هذا يعني أن حماس قد أصبحت محرومة طبقاً لهذا القانون من دخول الانتخابات، وأن عملاء “إسرائيل” يحاولون نفي الوطنيين الذين يتمسكون بحقوق الوطن والشعب .

لذلك فإن النتيجة التي توصلت لها “إسرائيل” في عام 1969م ما زالت صحيحة، وربما تكون النظم العربية الآن غير قادرة على إصدار بيان إدانة أو استنكار إذا قامت “إسرائيل” بتدمير المسجد الأقصى .

النتيجة ليست صحيحة

لكن “إسرائيل” سوف ترتكب خطأ تاريخياً إذا اعتمدت على تلك النتيجة أو تصورت أن رد فعل النظم العربية الضعيفة العاجزة هو رد الفعل الوحيد .

إن النظم العربية كلها أصبحت آيلة للسقوط، والشعوب قد ضاقت بضعف تلك النظم أمام “إسرائيل” وبتبعيتها لأمريكا، و”إسرائيل” سوف تساهم في إسقاط النظم العربية إذا أقدمت على تنفيذ مخططها بتدمير المسجد الأقصى، أو إذا سمحت لمجموعة يهودية بتدميره .

إن “إسرائيل” يجب أن تعرف أن مخزون الغضب يزداد في نفوس العرب، وأن النظم العربية لم تترك مجالاً لتفريغ هذا الغضب الذي يوشك أن ينفجر .

والمصلحة العليا لـ”إسرائيل” تتمثل في المحافظة على تلك النظم التابعة لأمريكا والتي تعتبر أن الهدف الأعلى لوجودها هو ضمان أمن “إسرائيل”، وهي تحاول أن تثبت لأمريكا أنها الأكثر قدرة على حماية “إسرائيل “.

لكن الغضب الشعبي سوف ينفجر، وسيؤدي إلى تحطيم الكثير من الأصنام والأزلام الأمريكية، ومن المؤكد أن أي اعتداء على المسجد الأقصى سيكون بداية الانفجار .

إن النتيجة التي أسعدت قلب جولدا مائير في عام 1969م ما زالت صحيحة بالنسبة للنظم، ورد فعل تلك النظم لن يزيد على ترديد عبارات تعبر عن الأسف والحزن والدهشة وعدم الفهم، لكن من المؤكد أن رد فعل الشعوب سيكون مختلفاً، وسوف يفوق كل التوقعات .

انتفاضة عربية شاملة

إن أي عدوان على المسجد الأقصى سيكون بداية انتفاضة عربية شاملة تغير كل الأوضاع في المنطقة. وربما تكون “إسرائيل” أقدر على توقع مسار الأحداث لأنها تعرف قيمة المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين ربما أكثر من الحكام العرب .

إن كل إنسان مسلم يعيش معذب الضمير طالما ظل هذا المسجد تحت الاحتلال “الإسرائيلي”، وهذا المسجد هو بالفعل أساس المعركة بين “إسرائيل” والأمة الإسلامية .

وليس هناك مسلم على وجه الأرض يمكن أن يقبل المساومة على هذا المسجد، ولا يمكن أن يعترف مسلم بشرعية أي نظام أو حاكم يقبل باستمرار الاحتلال “الإسرائيلي” لهذا المسجد .

قد تمر السنون كما حدث عندما احتل الصليبيون القدس، واستمر احتلالهم لها 80 عاماً، لكن الأمة الإسلامية لابد

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات