الثلاثاء 13/مايو/2025

حاجتنا إلى الإبداع في وسائل الحياة في غزة ..!

أسامة الصالح

هكذا بقرار جائر واحد من الاتحاد الأوروبي بوقف إمدادات الوقود لمحطة توليد الكهرباء الفلسطينية في غزة، وبتواطئ مخزي من جانب زمرة عباس وما يسمى بحكومة فياض، ونشوة صهيونية ، وإذا بالكهرباء تقطع عن مليون مواطن فلسطيني في القطاع.

فأي جريمة نكراء في العصر الحديث كمثل هذا، وهل يعقل أن يعاقب شعب بأكمله لأجل خلافات سياسية، ولاختلاف في التوجهات !!

إنني لأعتقد أن هذه الجريمة المدبرة، إنما هي رسالة عقاب وتوبيخ للشعب الفلسطيني في غزة على اختياره لحركة حماس في الانتخابات الأخيرة، وعلى إصراره للاستمرار في نهج المقاومة، وهو ما يمثل أكبر جريمة في حق الشعوب وما يسمى الديمقراطية الحديثة، والنهج الحضاري السياسي، وكأن هذه السياسة في العقاب الجماعي لمن يختار الإسلام ونهج المدافعة أصبحت مثلاً متكرراً في بلادنا العربية والإسلامية، فمن الجزائر إلى باكستان، إلى فلسطين، والله أعلم من بعدها، كلها شعوب عوقبت وقصفت، وجوعت، وقتلت، لأنها اختارت الإسلام عبر الوسائل السلمية والديمقراطية المزعومة.

ألم يحن الأوان ليفهم هؤلاء أن الشعوب تريد الإسلام، ألم يعوا بعد أن هذه أرض إسلامية، وشعوبها مسلمون، وطريقها واحد هو الإسلام ؟ ومهما حاولت القوى المستكبرة أن تحيد بهذه الشعوب عن وجهتها فلن تستطيع، فقد تجذر خيار الإسلام في قلوب أبنائها، وقدمت لأجله الدماء والأرواح، ولن تتراجع عنه.

وعودة إلى موضوع قطع الكهرباء عن غزة، وإمكانية تكراره أو حصول أمور مشابهة في الماء أو الغذاء أو غيره من مستلزمات الحياة الملحة، فنقول لشعبنا الفلسطيني الصامد البطل؛ لابد من إعمال الإبداع في إيجاد الحلول لهذه المشاكل، قد يكون صحيحاً أن الأزمة كبيرة، وأن الحرب مستعرة، والعدو ليس واحداً بل هم أعداء كثر، وأن الإمكانات محدودة، لكننا خبرنا هذا الشعب المجاهد يخرج من الأزمات في كل مرة أشد عوداً وأصلب شكيمة، وعليه فلابد من عمل لجان فنية وتقنية للتفكير بحلول للمشاكل التي يمكن أن يصبها علينا الاحتلال وأعوانه، فالشعب الذي صنع الصواريخ والقاذفات والرصاص والعبوات، لهو قادر على أن يصنع الكيبلات والمحولات، ويوجد الوقود من الغاز، أو يولد الكهرباء من تآين الماء أو طواحين الهواء، أو حتى من الشمس بل ومن النفايات ..!

يا أبطالبنا المهندسون الحاذقون في صفوف المقاومة، يا شعبنا المبدع في غزة، اجمعوا المهندسين المبدعين، واجمعوا الشباب المبتكر، وفكروا بحلول سريعة وناجعة لتكون ضربة في وجه الاحتلال وأذنابه من أشباه الرجال في “السَلَطة”، لن يعدم شعب فلسطين أن ينتج وسائل تمكنه من الصمود والمصابرة، ولتعلن حملة وطنية كبرى في جميع أنحاء قطاع غزة لأفضل الابتكارات التي تساعد الناس في حياتهم وتعوضهم الكهرباء وبعض الوسائل التقنية الأخرى التي يمكن أن تكون وسائل للضغط على الشعب في مساومة على الحرية والمقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات